الأنباط -
تابعت كغيري صباح اليوم على شاشة التلفزيون الاردني مقابلة زياد المناصير في برنامج يوم جديد، لا اعرف الرجل ولا تربطني به اية علاقة لكني اعلم انه من انجح رجال الاعمال الاردنيين، متميز بأردنيته ووطنيته ومحبته لكل ابناء وطنه دون تمييز او استثناء، ونوع فريد من الرجال لم يسرق اموال الوطن ليستثمرها او يكتنزها في الملاذات الآمنة كما فعل غيره، ولم يكترث بما نُسج حوله من قصص وحكايات الصالونات بل تخطاها بصمت وبعيدا عن الإعلام والدعاية، ليس فاسداً ولم يسعى للمشاركة في المشهد السياسي مع انه متاح له، استثمر امواله التي جمعها بجهده ومثابرته وذكائه من الخارج في بلده لقناعته أن افضل مكان واضمن استقرار للانسان ان يستثمر طاقاته في بلده، وضع الاردن في قلبه فأحببته دون ان التقيه، توقعت ان يظهر على الشاشة مرتدياً بدلة وربطة عنق من اشهر واغلى الماركات، وان تتزين يديه ورقبته بحلي ذهبية، وان تتدلى كرشه امامه حال الغالبية الساحقة من السياسيين ورجال الاعمال، لكنه ظهر رشيقاً متواضعاً يرتدي بلوزة سوداء وجاكيت عادي، تحدث بعفوية دون تصنع بلهجة ابن القرية، لم يتحدث عن قصص نجاحه ولم يحيط نفسه بهالات البطولة، ولم يعزوا التميز والنجاح لنفسه، بل تحدث عن نجاحات حققتها مجموعة المناصير بجهود العاملين فيها، لم يتحدث بمصطلحات منمقة كما يفعل السياسيون واصحاب صالونات النميمة، بل تحدث عن طموح وخطط مستقبلية لاستخدام الموارد الاردنية، وخلق فرص عمل جيدة للشباب الاردني، تحدث عن امال واحلام كبيرة للاردن والاردنيين يسعى لتحقيقها وكأنه خريج جامعي مبتدئ يحلم بمستقبله، زياد بقي محافظاً على نخوته الأردنية ولن اتحدث عن أعماله الخيرية ومساهماته الخيرة المتعددة في كافة المجالات وعلى كافة الجغرافيا الاردنية حتى يبقى الأجر خالصاً لوجه الله، بإختصار زياد المناصير قصة عزيمة ونجاح اردنية، ونموذج حي للمواطنة الصالحة التي تؤمن بأن الوطن هو الحضن والملاذ الآمن الذي تأوي إليه أرواحنا، والرابطة التي تشدنا أينما حللنا وارتحلنا.