الأنباط -
خالد فخيده
فقدت بالامس شخصا عزيزا على قلبي، ابن الخالة بسام العاصي بسبب المتحور دلتا من كورونا، نسأل الله له الرحمة والمغفرة ويجعل مسكنه الجنة.
وبسام مثل باقي المواطنين الاردنيين الذين نهضوا وحجزوا عبر المنصة لتلقي اللقاح المضاد لكورونا أملا باستثنائه من اي حظر قادم، حتى لا يتعطل مصدر رزقه.
وبالفعل تلقى بسام جرعتي اللقاح، ووفق البرنامج الزمني للجرعة الثانية يفترض ان يكون جهاز المناعة قد تحصن ضد كورونا وان تكون اعراضها خفيفة او وسطى في حال اصابته بها.
ولكن، بسام، اصيب وغادرنا الى غير رجعة. فما الذي حصل؟.
اسرد قصة صديقي وابن خالتي بسام، ليكون جميع الاردنيين على دراية وعلم، ان هناك من الاشخاص تبقى مناعتهم ضعيفة ومنخفضة حتى لو تلقوا جرعتي اللقاح، خاصة من تعرضوا لالتهاب رئوي، او يعانون من امراض مزمنة وفي مقدمتها الروماتيزم.
ومن فاجعة بسام، (أدب الصوت ) الى كل اردني ومقيم على هذه الارض الطاهرة، بان يأخذ احتياطاته اللازمة لمنع كورونا من اختراق جسده، بارتداء الكمامة والامتناع عن المصافحة وتأمين التباعد الجسدي الذي يضمن عدم انتقال الفيروس من شخص الى آخر.
في الايام الماضية، ودعنا غير بسام، عدد من الاصدقاء الذين فارقوا الحياة بسبب المتحور دلتا، والذي ثبت انه قادر على اختراق الاجسام ذات المناعة المنخفضة حتى لو اخذ اصحابها جرعتي اللقاح.
صحيح ان الاردن بحمد الله وفضله بدأ الدخول في مرحلة التعافي من كورونا، وسيطر على الفيروس في الموجة الرابعة التي اجتاحت دول عظمى بارقام وفيات و اصابات مرعبة. وزيادة الاقبال على التطعيم من شأنه ان يعزز مناعة المجتمع ضد الوباء، ولكن المطلوب من اصحاب الامراض المزمنة ان يختبروا مناعتهم عبر الفحص المخبري الخاص، حتى يتأكدوا من قدرتهم على مقاومة الفيروس الذي اخذ ثلة من الاقارب والاحباب والاصدقاء.
اما وزارة الصحة، عليها واجب اعادة زخم الحملات التوعوية لمكافحة الوباء، وتفعيل أوامر الدفاع المتعلقة بمخالفة شروط واجراءات السلامة العامة، وتحديدا الكمامة.
الوقاية في مجتمعنا الاردني من كورونا اصبحت شبه معدومة الا من رحم ربي، والناس في الاسواق والمحلات تتعامل وكأن كورونا غادرتنا الى غير رجعة.
كورونا لا زالت تتربص، والاجراءات الوقائية البسيطة مثل ارتداء الكمامة، كانت كفيلة ان تحفظ بسام وغيره، رحمهم الله.