الأنباط -
يعتقد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينت أن علاقات كيانهم مع الأردن تتجه إلى منحى ايجابي بعد سنوات من الخلافات المتصاعدة بينهما.
وبينت، يقصد في تصريحاته التي أعلن فيها عن زيارته إلى الولايات المتحدة الخميس المقبل، أن هذه الخلافات كانت في زمن سابقه بنيامين نتنياهو.
الغريب في كلام بينت، أن أزمة الأردن مع إسرائيل في نظره، غير مبررة، ويعتقد أن تل ابيب دفعت ثمن هذه الخلافات بانها فقدت الباقورة والغمر والتي هي حق اردني بموجب اتفاقية السلام.
وسؤالي، هل يعتقد رئيس وزراء الاحتلال أن العلاقة مع الأردن يمكن ترميمها وفق برنامج عمله الذي اعلن عنه في زيارته إلى واشنطن.
وهل يمكن أن تكون هناك علاقات طبيعية بين عمان وتل ابيب، في ظل استمرار مسلسل الاستفزاز اليهودي المتطرف في اقتحام ساحات الأقصى، والعدوان الهمجي على الاهل في غزة.
ما يهم بينت في زيارته إلى واشنطن، إقناع البيت الأبيض وزعيمه جو بايدن للجم إيران ومشروعها النووي، بخلاف الأردن الذي اولويته الضغط على إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين والوصول إلى حل الدولتين ضمن حدود حزيران 1967.
واولوية بينت لا تتقاطع مع اولوية الأردن الذي يحاول جمع العالم على حل القضية الفلسطينية أولا من ثم فكفكة باقي مشكلات المنطقة، في سوريا والعراق واليمن وغيره.
وبينت على يقين تماما، بأن أي مواجهة مع إيران لن تنجح ما لم يكن الأردن فيها، وايمانه بأن البيت الأبيض سيتدخل لتعزيز علاقات تل ابيب مع دول الضد لأيران في المنطقة لن يتم، لأن المهم فيه الأردن.
وفيما يستعد بينت، الجلوس مع بايدن في القادم من أيام، تواصل الديبلوماسية الاردنية بقيادة الملك عبدالله الثاني حماية المصالح الاردنية والفلسطينية من خلال جولات جلالته المكوكية والتي استقرت مؤخرا في روسيا.
لا شك أن محاولات التسلل وتهريب المخدرات والاسلحة شبه اليومية إلى الأردن من قبل عصابات تجد بيئة لترعرعها في الجنوب السوري، من برنامج لقاء الملك مع الرئيس الروسي بوتين، ولكن استقرار سوريا وتكثيف التعاطي مع نظامها برئاسة بشار الأسد يتطلب إجراءات على الأرض تؤكد حرص الجميع على أمن الأردن.
والتوغل الإيراني في الجنوب السوري للعبث بالامن الوطني الاردني مرصود، بدليل فشل كل محاولات التسلل والتهريب وفرار منفذيها أو قتلهم.
الاردن، اوصل رسالته للعالم، في لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع بايدن وكذلك مع الرئيس الروسي بوتين. والأردن قادر على الدفاع عن نفسه، وقناعته ان العنترة الايرانية في المنطقة لن تتوقف ما دام يجب الإرهاب الاسرائيلي مستمر، وحكام تل ابيب يرفضون إعطاء الفلسطينيين حقهم في إقامة دولتهم المستقلة.