الأنباط -
رصد تقرير (الاستدامة البيئية والتنمية البشرية: وجهات نظر من المنطقة العربية)، الصادر عن لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا) مطلع الشهر الحالي، ترتيب الأردن في مجال حماية التنوع الحيوي بين أكثر من 150 دولة شملها التقرير حيث جاء في مرتبة متأخرة بين الدول المستهدفة حيث كان ترتيبه 122، وفي مجال استدامة الطاقة وتغير المناخ، جاء الأردن في المرتبة 63،وفي مؤشر إدارة النفايات كانت مرتبته 86 تبعا لما ورد في التقرير ذاته.
هذه المراتب المتأخرة مقارنة مع دول العالم الذي شملها التقرير تحتاج منا الى وقفه ،وتسليط الضوء على مكامن الضعف ومحاسبة المسؤولين عن هذا التراجع.. لا جدال اليوم بأن المخاطر البيئية المرتبطة بالتغير المناخي تهدد حياتنا، وتستدعي تحركاً جماعياً وفورياً، لأن مثل هذه القضايا لها تأثير سلبي على الصحة، والتعليم، والأفق الاجتماعية والاقتصادية.
لا نحتاج إلى تشكيل اللجان او وضع تشريعات قانونية تستهدف جيب المواطن!! .. يكفينا تصريحات حول توسيع الرقعة الخضراء ، وإدارة الغابات ،وتحقيق الشراكات، وزراعة 10 مليون شجرة !
نريد أن تأخذ بعين الاعتبار حماية البيئة على انها حق أساسي، ولها ضرورة قصوى في ظل التغير المناخي ،وزيادة التصحر في الأردن.. بدلاً من الهيمنة والتصريحات والفلاشات الإعلامية.. علينا أن ندرك أننا بحاجة الى أردن أخضر مرتبط ارتباطا وثيقا بالتغير في سلوك المجتمع ،التغير الذي يوقظ الشجاعة والقوة لحماية الاعتداء على تراب الوطن، وهواءه ومياهه ،ومصادره الطبيعية.. وهو طموح من أجل العدالة التي لا تكمن فقط بحرية القول بل بالمشاركة العادلة بسلطة اتخاذ القرار ، وإصدار القوانين والتشريعات الصحيحة التي تحمي البيئة .. لا نريد ان نزرع ملايين الأشجار ويأتي مئات الأشخاص لاقتلاعها ؟! لا نريد بعد هدوء دام عشرون عاماً منذ إطلاق حملة "نحو أردن أخضر عام ٢٠٠٠" أن نكرر فشل التجربة ، وخسارة الملايين على مشروع لا تحميه القوانين..
هناك دور كبير يجب ان تقوم عليه الجمعيات البيئية المنشرة في مختلف محافظات المملكة ،وهذا الدور يجب ان تعمل وزارة البيئة على تفعيله ، لماذا نجحت وزارة الشباب ضمن معسكرات الحسين للعمل والبناء في تفعيل المراكز الشبابية في كافة محافظات المملكة؟ التصريحات المبنية على الخيال لا تصنع (أردن أخضر) والمشاركات وتوقيع الاتفاقيات والظهور الإعلامي في حمالات النظافة! لا يحمي بيئتنا من أصحاب النفوس الضعيفة ..
لا ننسى أن دول الأعضاء للاجتماع الإقليمي التحضيري لمؤتمرات بازل، روتردام وستوكهولم لمنطقة آسيا والمحيط الهادي وبالإجماع تم اختيار (الأردن) ممثله بأمين عام وزارة البيئة الدكتور محمد الخشاشنة، رئيسا للاجتماع ،وهذه مسؤولية علينا جميعاً أن نثبت للعالم أننا على قدر أهل العزم والتحدي.
يجب محاسبة من كان خلف تدني مراتب (الأردن) في المجالات البيئية الواردة في تقرير (الاستدامة البيئية والتنمية البشرية..) والضرب بيد من حديد على الفاسدين، ولا عفو لأحد كائنا من كان، كون محاربة الفساد معركة يخوضها حماة الوطن، وفي مقدمتهم منسوبي ديوان المحاسبة ، وهيئة النزاهة ومكافحة الفساد، فجهودهم تذكر وتشكر، وهي في محصلتها مصلحة المواطن والوطن.
سامر نايف عبد الدايم