نقابة المقاولين تلتقي مدير عام ضريبة الدخل وزير الخارجية يبحث مع نظيره البريطاني جهود وقف دائم لإطلاق النار في غزة مبادرة نون للكتاب على موعد مع "الضائع" للكاتبة د. سلوان إبراهيم أورنج الأردن ومؤسسة ولي العهد تتعاونان ضمن برنامج تدريبي لتمكين الشباب اقتصادياً ورقمياً في عدد من محافظات المملكة البيئة.. والزراعة..والبنك الأردني الكويتي ..يوقعون مذكرة تفاهم... ولي العهد ينشر عبر انستغرام رابط التسجيل بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي الاحتلال يقصف مخيم النصيرات 63 مرة خلال 7 أيام اعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية مصدر “بالخدمات الطبية”: الموعد المتوقع لولادة المولود الأول لولي العهد مطلع آب وزير الطاقة: العراق يوافق على تمديد مذكرة تفاهم تجهيز النفط الخام قرارات مجلس الوزراء ليوم الأحد الموافق للحادي والعشرين من تمُّوز 2024م زين والتدريب المهني تُطلقان دورات تدريبية مجانية مكثفة عمان الأهلية تشارك بحفل إطلاق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2024 رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من محافظة البلقاء تعزيز شبكة الوقاية من العيوب الخلقية بين المواليد في الصين شهيد وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض إعداد دليل جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية إهانة للمرأة الأردنية وإنكار لمطالب العمال .. "الصناعات الغذائية" توضح تفاصيل قضية عمال مياه اليرموك ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 38983 شهيدا
كتّاب الأنباط

داحس والغبراء وثقافة البغضاء الحديثة

{clean_title}
الأنباط -
بهدوء

عمر كلاب


بات مطلوبا ان نمنع كرة القدم وان نلعن التظاهرات وان نقاطع الاعتصامات وان نشطب من الذاكرة تواريخ المجازر واسماء الضحايا , طالما ان احياء هذه المناسبات او الدعوة لتظاهرة او اعتصام سيوقع القتلى والجرحى , ويصبح الاستعداد لمباراة كروية اسوة بالاستعداد لزلزال او اعصار مرتقب .

نستمتع بإحياء نعرات وبغضاء ,كأننا نحتفل بمناسبة فرح , تستجمع الذاكرة العربية كل مخزونها الاسود بتفاصيله المملة دون اغفالة او سهو بسيط , في حين نقفز عن تاريخ من الحياة المشتركة والتواصل الاجتماعي الحقيقي وليس التواصل الافتراضي على الشبكة العنكبوتية .

اذا ما راجع الفرد العربي في كل الاقطار دفتر علاقاته وسجّل صداقاته سيكتشف كم هي متنوعة وغير محكومة بأصل او منبت او عرق او دين , سيجد المصري المسلم ان حجم صداقاته مع المصري القبطي تفوق الوصف , وسيجد الشامي ان اصدقائه من العلويين والسنيين والمسيحيين عظيمة ودائمة , وسيجد الاردني ان اخر ما يفكر فيه عند اختيار اصدقائه , الاصل او المنبت او الدين , ولو قمنا بتجربة فردية صغيرة , تتضمن كتابة اسماء الاصدقاء على ورقة لوجدنا انها مختلطة بإمتياز .

هذه التعددية الجميلة في عالمنا العربي مذهلة على الصعيد الفردي , لكنها تتحول الى نقمة على المستوى الجمعي او في الاطار الاوسع , حيث سرعان ما يتقوقع الواحد منا عند اول منعطف صغير وتتحول الصداقات الى تراشق وتنابز وتتطور الى ضحايا ودماء .

كنا نعيش قبل الربيع العربي واحتلال بغداد في وئام ديني ومجتمعي , فلا اخواننا الشيعة هبطوا من المريخ بعد احتلال العراق ولا تفاجأ الاشقاء الشيعة بوجود شقيقهم السني بغتة , ولم يشطب اهل القاهرة عن بورسعيد مقاومتها او جمركها ومنطقتها الحرة , وقاسم اهل اربد اهل حيفا وطبريا الفضاء والرزق وكذلك انتسجت العلاقة حبا بين نابلس والسلط والخليل والكرك , دون قرار قسري او فرض جبري .

الذي حدث ان ثمة من يعبث بكل القيم واسباب الرحمة والتواصل الاجتماعي لجعلها واقعا افتراضيا , فتصبح المعايدات في المناسبات رسالة باهتة وسمجة , وتصبح الهواجس السوداء عالما حقيقيا بين المكونات العربية على فضاء المواقع التواصلية التي تهدف حقيقتها الى قطع الاواصر , ويصير الخصم هو الشقيق والجار وليس الغريب والمحتل والصهاينة .

وتصير داحس والغبراء ثقافة نعيد استحضارها في كل بلد ومدينة وقرية , ويكون ثأر الزير حاضرا اذا كان القاتل ابن العم او الخال ونسامح ونصفح عن ثارنا مع الغريب , ونصفط دم الاخ كرامة لبسطار النيتو وجاهة الانكل سام , يجد الفاسد والعابث في الوجدان والوحدة كل دعم ومناصرة على ارضية داحس وثقافتها , ويفقد الوحدوي الانصار والداعمين .

علينا الانتباه والحرص فثمة من يستنسخ البغضاء والثارات في الوطن العربي , وثمة من يوزع علينا سيوفا وخناجر كي نطعن بعضنا ويحجب عنا كل عناصر النصر والوحدة , يعيد داحس والغبراء ويطالبنا بشطب تاريخ المعتصم وصلاح الدين والمطران كبوشي .

omarkallab@yahoo.com