المعايير المزدوجة وربطها بالخيانة ... الظل يقود الباطن للظاهر ! المتقاعدين العسكريين: توزيع الدعم والمساعدات للمحتاجين وفق أسس محددة انباء عن دخول قوات الأمن العام السورية أحياء الشيخ مقصود والأشرفية في مدينة حلب بعد اتفاق مع الحكومة البدور : دروس مستفادة من أزمة النائب وحزبه … حادث غريب.. كلب يطلق النار على صاحبه وهو نائم دراسة: فطريات في الأنف تفاقم الحساسية الموسمية مرضى قصور الغدة الكظرية في رمضان.. توصية بجرعات أعلى من الدواء إضافة بسيطة إلى قهوتك قد تعزز صحتك بشكل كبير مضغ المواد الصلبة 5 دقائق يقوي الذاكرة "النواب" يُشكل لجنة مؤقتة لتعديل النظام الداخلي سعر غرام الذهب 21 يتجاوز 60 دينارًا في السوق المحلية "شؤون المرأة" تشارك بجلسة في الدورة 69 للجنة وضع المرأة الأممية الرواشدة: الرعاية الملكية لمهرجان جرش تقترن بأهمية الأردن ورسالته الحضارية والإنسانية الخرابشة: الاردن يوقع اتفاقية منحة مقدمة من الجانب القطري لتزويد سوريا بالغاز ورشة تعريفية ببرامج "جيدكو" في عجلون ازدهار التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين والدول العربية وسط جهود دؤوبة وفعالة من الجانبين الزواتين مديرا عاما لشركة السمرا لتوليد الكهرباء المخابرات لنا وليست علينا الفلكية الأردنية: غير ممكن رؤية هلال شوال يوم 29 رمضان

مهند العزة يكتب : خطأ وفاء الخضراء وخطيئتها

مهند العزة يكتب  خطأ وفاء الخضراء وخطيئتها
الأنباط -
سقطت اليوم ضحيّة رأي جديدة في براثن جماعة الإرهاب الفكري الذين باتوا يمثّلون القاعدة التي لا تقبل استثناء، لأنهم يرون في كل مخالف بل حتى في المحايد الذي يعزف عن عزفهم النشاز  مارق أو زنديق يستوجب العقاب ثمّ الإقصاء.
 منشور د. وفاء الخضراء حول أضاحي العيد وردّة فعل العديدين عليه ممن اختزلوا الدين في الأضحية فاتهموها ب"الإساءة للإسلام... والمساس بإحدى شعائره المقدّسة... والتطاول على عموم الدين..."، يؤكّد المؤكّد من أننا نعيش حالةً من ثقافة الصوت الواحد والمرجعية الأحادية لمنظومة الأخلاق والقيم التي يتم تلبيسها للكافة بغض النظر عن مدى ملاءمتها لهم أو للزمان والمكان، على نسق "One size fits all”.
 الفريق الذي وجد في ردّة الفعل الغوغائية على منشور الخضراء فرصةً جديدةً للتعبير عن سخطهم على لجنة تحديث منظومة الحياة السياسيّة من خلال اغتيال شخصيّة عضو آخر من أعضائها والمطالبة بإقالته فورا، تماماً كما حدث مع الكاتب عريب الرنتاوي، ليسوا هم جوهر المشكلة، لأنّهم في نهاية المطاف مكيافيليّون لا يعبؤون بنظافة أو قذارة الوسيلة طالما رأوا فيها سبيلاً قد يحقق غايتهم، ولا يعنيهم كثيراً مضمون منشورها الذي ربما لم تطّلع عليه غالبيتهم، بل أنّهم حتى لا يكترثون لعضويّتها في الّلجنة، إذ  يمثلُ سخطهم على هذه الأخيرة ؛ تعبيراً عن موقف مسبق ومطلق ناقم ورافض لكل ما يصدر عن النظام والدولة.
 ثمّة فريق آخر -يمثّل الأغلبية- انقاد كما هي العادة خلف مجموعات الإرهاب الفكري على وسائل التواصل الاجتماعي، فرأوا في السيدة تجسيداً لـ "المؤامرة الكونيّة التي تستهدفنا"، وإياكَ أن تسأل ما الذي عندنا يخيف الكوكب ويرعبه لكي يستهدفنا من أجله؟ لأنك بذلك تضيّع على شلّة الماسوخيين لذّة الإحساس بالاضطهاد والمظلومية التي لم يتبقَ لهم سواها ليشعروا بقيمة وجودهم، المهم أن أي تساؤل أو طرح إحدى "المسلّمات" للنقاش؛ ما هي إلا "محاولة لتقويض العقيدة والعبث بالثوابت".
 الفريقان من مجاهدي التغريدات والبيانات في نهاية المطاف تجمعهما غوغائيّة ردّة الفعل التي دائماً وأبداً لا يمكن أن تناقش الفكرة أو الرأي بموضوعيّة، وإنما تعند فوراً لمهاجمة الشخص وتجهيله أو زندقته وربما تكفيره، وهذا بطبيعة الحال مرجعه الافتقار الإنساني والمنطقي لتبرير بعض الممارسات أو النُقول التي تتعارض مع سجايا البشر التوّاقة بطبيعتها للمساواة والعدالة والرأفة والرحمة وغيرها من القيم التي تتعرّف عليها النفس البشريّة وتستشعرها دون أن يقوم أحدهم بتقطيعها وتعليبها وتقديمها جاهزةً لتؤكل وتُهضَم عنوة؛ مع حرمان من يتجرّعها حتى من حقّه في التعبير عن مرارة مذاقها وغصّتها في نفسه.
 إذا قامت لجنة تحديث منظومة الحياة السياسيّة بارتكاب ذات الخطيئة وأقالت الخضراء من عضويتها، فإنها تكون بذلك قد استكملت الركوع أمام هؤلاء الإرهابيّون الاستئصاليّون، وعندها ربما كان من العملي أن تقيل الّلجنة نفسها إلا من أعضائها المنتمين لجماعة الأخوان المسلمين والتيارات الفكرية المتطرّفة، لتعيد تشكيل نفسها بفتح أبوابها للمكارثيّين الاستئصاليّين وللناقمين عليها بسبب عدم ضمّهم إليها أو عدم رضاهم عن كل من لا يعتنق آرائهم الفكرية أو العقائديّة أو السياسيّة من أعضائها.
 قد يرى البعض أن وفاء الخضراء لم توفَّق في اختيار توقيت نشر رأيها بوصفها عضواً في لجنة تحديث منظومة الحياة السياسيّة التي يتربّص بها الكثيرون إما ريبةً أو غيلة، هذا فضلاً عن الانحسار المضطرد في أفق الاختلاف والحوار المتحضّر، لكنها من وجهة نظري ارتكبت خطيئةً كبيرةً بحذف منشورها وإغلاق صفحتها رافعةً الراية البيضاء أمام الظلاميّين المتفاخرين بحرق مكتبة كسرى والتنكيل بالحلّاج وابن المقفّع وابن رشد والرازي ومحمود محمد طه وفرج فودة وناهض حتر وبكل مفكّر وفيلسوف ومخالف.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير