الأنباط -
أكد رئيس لجنة الأخوة البرلمانية الأردنية مع دول العراق وفلسطين وسورية ولبنان، النائب المحامي عبد الكريم الدغمي، أن الأردن هو العمق الاستراتيجي للعراق كما أن العراق يُشكل عمقاً استراتيجياً للمملكة.
وقال، خلال لقاء اللجنة بدار مجلس النواب اليوم الخميس، السفير العراقي لدى المملكة حيدر العذاري، أن العلاقات الأخوية الراسخة التي تربط الأردن والعراق تتسم بالعمق والتاريخ على مختلف الصعد، وتجمعها وحدة الدم والمصير المشترك، الأمر الذي يدفعنا إلى تعزيزها وادامة التنسيق والتشاور في المجالات كافة لتحقيق المصالح المشتركة لكلا البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف الدغمي، أن الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة تحتم علينا جميعاً التكاتف والتعاضد لمواجهة التحديات والأخطار التي تحيط بنا، مؤكداً أن الوحدة والتلاحم العربي هو السبيل الوحيد لحل القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ودحض القوى الإرهابية التي تحاول النيل من الإنسانية جمعاء. وأشاد الدغمي بمواقف العراق العروبية والتاريخية تجاه الأردن وتجاه القضية الفلسطينية.
وحول القمة الثلاثية الأردنية المصرية العراقية الرابعة التي استضافتها بغداد مؤخراً وشارك بها جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أكد الدغمي أن هذه القمة تشكل عنواناً للتقارب وخطوة إيجابية على طريق التعاون وتوثيق علاقات الشراكة على الصعد كافة.
وأضاف، أنها تدل على وجود رغبة صادقة لدى الدول الشقيقة الثلاث في زيادة آليات التنسيق في مختلف المجالات والاستمرار بإرساء عوامل الإزدهار ومقومات التنمية والارتقاء بالجهود المشتركة سعياً لتحقيق التكامل الاستراتيجي فيما بينهم، معرباً عن أمله بأن تكون القمة حاضنة لجميع الدول العربية.
من جهتهم، قال أعضاء اللجنة النواب: محمد بني ياسين وزهير السعيدين ويسار الخصاونة وشادي فريج وعمر العياصرة وعودة النوايشة وغازي الذنيبات وتيسير كريشان، أن العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين تشكل نموذجاً يحتذى به في المنطقة، كونها تنطلق من ثوابت واستراتيجيات تعزز مفهوم المصير الواحد المشترك.
وأكدوا، أن الإرتباط بالعراق تاريخي، فهو ليس مجرد شريان حيوي للأردن بل هو عمق استراتيجي للأمتين العربية والإسلامية. وأشاروا إلى أن هناك توأمة بين الشعبين لا مثيل لها، داعين إلى أهمية التنسيق المشترك بين عمان وبغداد والعمل على تطوير العلاقات وتعزيزها وتحقيق التعاون الاستراتيجي والأمني والتبادل التجاري والاقتصادي والصناعي ليعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين. وثمن رئيس وأعضاء اللجنة الجهود الدبلوماسية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني لخدمة القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس وجهوده المتواصلة لتعزيز التضامن العربي، مؤكدين أهمية القمة الثلاثية وانعكاساتها الإيجابية على الدول الثلاث.
بدوره، أشاد السفير العذارى بالمستوى المتقدم الذي وصلت اليه العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين والحرص على تمتينها في شتى المجالات، قائلاً " ان الأردن هو رئة العراق ولا ننسى مواقفه المشرفة مع العراق في أحلك الظروف" .
واستعرض مستجدات القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد قبل أيام وانعكاسها على تعزيز العلاقات بين البلدان الثلاثة الشقيقة العراق والأردن ومصر، لا سيما في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أنه من المقرر عقد اتفاقية بين الدول الثلاث في المجال الزراعي بما يعزز الأمن الغذائي لها.
وأكد العذاري، أن القمة الثلاثية أولت اهتماماً بعدد من المشاريع الاستراتيجية خاصة الربط الكهربائي والمنطقة الصناعية المشتركة والأنبوب النفطي، وفي حال انجازها فإنها ستعود بفائدة كبيرة على جميع الأطراف.
وبين، أن العراق يشجع الاستثمار فيه، فهو بحاجة لبناء المستشفيات والوحدات السكنية ومشاريع إعادة الإعمار، وستكون الفرص كبيرة وواعدة للأخوة المستثمرين من الأردن ومصر. وبشأن التعاون النيابي، قال العذاري: إن التعاون والتواصل البرلماني بين البلدين مهم جداً، ونحن حريصون على التواصل المستمر والمثمر مع الأشقاء في الأردن، لافتاً بهذا السياق إلى أنه من المقرر أن يلبي النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي الدعوة التي وجهت إليه من البرلمان الأردني، وسيزور عمان مع بعض أعضاء المجلس في القريب العاجل.
وجدد العذاري التأكيد على موقف العراق الدائم والثابت على مر التاريخ من القضية الفلسطينية، وأن العمل جار لعقد اللجنة المشتركة العراقية - الفلسطينية في رام الله.