الأنباط -
الانباط - جواد الخضري
قالوا عن معركة حزيران عام 1967 بأنها معركة الستة أيام وهي في حقيقة الأمر ست ساعات ، حينها ظن العدو الصهيوني بأنه من السهل جدا أن ينتصروا بأي معركة يقومون بها . فكان أمام قادة جيش المحتل الغاصب ؛ التحرك نحو الاردن للقضاء على القوة العسكرية للجيش العربي الباسل ، ليتم تنفيذ المخططات الصهيونية من تهجير للفلسطينيين وتفريغ الارض من أهلها . جائت معركة الكرامة ؛ وقد ظن قادة الكيان الغاصب بأنها نزهة وسينتهي كل شيء حسب مخططاتهم ، إلا أن القلعة الاردنية فاجئتهم بصلابة الجيش العربي المصطفوي وبمدفعيتهم التي دكت أرتال دباباتهم وسكاكين المواطنين ومسدساتهم والمتسلحين جميعا بالعقيدة الربانية وحب الوطن على كافة المحاور ، لتنهي أسطورة الجيش الذي لا يقهر .
كنا أطفال نسمع من الأباء الملاصقين لأجهزة الراديو التكبير والتهليل والدعاء بالنصر لبواسل الجيش العربي الذين أعادوا للأمة التي قهرتها الهزيمة وكان أن سيطر الجندي والمواطن والفدائي أروع مواقف البطولة في معركة الكرامة ، معركة إستعادة نشوة النصر ، المعركة التي أعادت للمواطن العربي الأمل بأن هناك رجالٌ عاهدوا الله على النصر أو الشهادة في سبيله .
اليوم يخرج علينا المتشدقون من أزلام أنظمة مشبوهة ، وهذه الأنظمة الخارجية تحركهم من أجل تحريك الفتن لإذكاء العنصرية النتنة مقابل دريهمات ، باعوا فيها كرامتهم وأخلاقهم إن كان عندهم كرامة وأخلاق ، ووالله لا كرامة ولا أخلاق عندهم ، ولا كرامة لهم عندنا .
إن هؤلاء ما هم إلا خفافيش كخفافيش الليل يحومون للتصيد من مستنقعات ولا مستنقعات هنا . الجميع أسرة واحدة وعلى قلب رجل واحد مؤمنين بربهم ، منتمين للوطن وولاءهم لقيادتهم الحكيمة ، لا يهابون الحق ، ولا يأبهون المتسولين ولا من يدفعهم . الحقائق واضحة جلية نعرفها تمام المعرفة ، لكن أخلاقنا وحرصنا على تحقيق الوحدة العربية والمحافظة على قوميتنا ، تمنعنا من التصريح والتلميح .
إنتبهوا أيها الفارغين من الكرامة والأخلاق الحميدة من التطاول ، فأسيادكم عبارة عن ذباب منتشر . ستموتون غيظا وكمدا وستفشلون وأنتم بالأصل فاشلين جميعكم أمام القلعة القوية التي تحطمت أمامها كل مخططات الفساد والمفسدين . عودوا الى مجالس من عاصر ، لتستمعوا الى الحقيقة ، لا تقرأوا لمن كتب التأريخ مُزوِراً ، لا يغرنكم صمتنا ، فصمتنا عبارة عن فرصة لكم لتعودوا الى رشدكم .