ولي العهد ينشر عبر انستغرام رابط التسجيل بجائزة الحسين بن عبدالله الثاني للعمل التطوعي الاحتلال يقصف مخيم النصيرات 63 مرة خلال 7 أيام اعلان صادر عن مديرية الخدمات الطبية الملكية مصدر “بالخدمات الطبية”: الموعد المتوقع لولادة المولود الأول لولي العهد مطلع آب وزير الطاقة: العراق يوافق على تمديد مذكرة تفاهم تجهيز النفط الخام قرارات مجلس الوزراء ليوم الأحد الموافق للحادي والعشرين من تمُّوز 2024م زين والتدريب المهني تُطلقان دورات تدريبية مجانية مكثفة عمان الأهلية تشارك بحفل إطلاق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2024 رئيس الديوان الملكي يلتقي وفدا شبابيا من محافظة البلقاء تعزيز شبكة الوقاية من العيوب الخلقية بين المواليد في الصين شهيد وجريح في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان مؤشر بورصة عمان ينهي تعاملاته على انخفاض إعداد دليل جائزة ولي العهد لأفضل تطبيق خدمات حكومية إهانة للمرأة الأردنية وإنكار لمطالب العمال .. "الصناعات الغذائية" توضح تفاصيل قضية عمال مياه اليرموك ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 38983 شهيدا رئيس الجامعة الأردنية يفتتح قاعة "عزت زاهدة" في وحدة المكتبة بعد إعادة تهيئتها وتحديثها مديرية الأمن العام تسيّر دراجات دفع رباعي لتعزيز الأمن البيئي والسياحي استثمار لبناني في مادبا بحجم 15 مليون دينار كناكريه: 514 مليون دينار أرباح صندوق استثمار اموال الضمان للنصف الاول من العام 2024 الاحتلال يعتقل 26 فلسطينيا بالضفة الغربية
كتّاب الأنباط

محمود الدباس يكتب : تشجيع الاستثمار.. واقع هزيل.. لمكان ومكانة تعانق السحاب

{clean_title}
الأنباط -
ليس خافيا على احد ان هناك ضعفا شديدا في عملية استقطاب المستثمرين واستمرارهم.. على الرغم من الطلب المتكرر من قبل جلالة الملك للمعنيين بضرورة وضع الاليات الناجعة والقابلة للتطبيق.. وعلينا ان نكون موضوعيين وشفافين بأن لا نتغنى باحصائيات عدد من اتى الى الاردن قاصدا الاستثمار.. ولكنه عاود ادراجه..

وفي هذه العجالة.. سأتناول هذا الموضوع من خلال عدة محاور.. لعلّي اسلط الضوء على هذا الملف الذي هو بمثابة العمود الفقري للعملية الاقتصادية..

ان فهمنا الواضح والمباشر لتشجيع الاستثمار.. يجعلنا نتعامل مع هذا الملف بشكل فاعل بعيد عن التنظير وقرارت اللجان التي مآلاتها الى ادراج النسيان وارشيف الانجازات الورقية..
فبنظرة بسيطة لمفهوم تشجيع الاستثمار.. نجد ان المستثمر هو الزبون الذي يمتلك المال.. ولديه الخيارات العديدة من الاماكن والبلدان التي تتنافس على استقطابة.. ونحن من يجب علينا ان نسعى لخطبة وده والتقرب منه.. الامر الذي يحتم علينا مواءمة البيئة الاستثمارية مع متطلباته.. 
فالمستثمر طماع.. ويسعى لاعلى مردود بأقل تكلفة.. ولا عواطف تحكم قراره..
ومن خلال هذا الفهم البسيط.. تستطيع الجهات الرسمية والمواطنون على حد سواء التعاطي مع المستثمر وخصوصيته.. فهناك العديد من الدول تعاملت مع المستثمر باستعلاء.. وانه ياتي اليهم مرغما وليس لما يقدمونه له.. وحين اكتشفت عزوف وهروب المستثمرين.. اصبحت تتنازل بشكل كبير.. وتمنحهم مزايا كثيرة.. الامر الذي جعلهم قبلة رئيسية يوجهون استثماراتهم اليها..

لتشجيع الاستثمار عوامل كثيرة.. ولا بد من مقومات لجلب الاستثمارات..
-فالموقع الجيوسياسي والجيواستراتيجي للبلد.. والاحترام المتبادل والتعامل المتوازن للنظام السياسي دوليا.. شيء مطلوب للكثير من الاستثمارات.. اكان لحسابات الاستقرار والامن والنفاذ للاسواق.. او لحسابات التكاليف.. أما الموقع الجغرافي المخصص للاستثمار داخل البلد.. فله نظرة عميقة من حيث قربه او بعده من الموانئ البرية والبحرية والجوية.. وبعده او قربه من التجمعات السكانية.. فهناك مشاريع يشجعها القرب.. وأخرى يشجعها البعد.. وذلك حسب طبيعتها وتأثيرها البيئي وكذلك وخصوصيتها..

-القوانين والتشريعات.. فهناك تسهيلات ومنافع شخصية تستقطب المستثمرين.. كالاقامة الدائمة.. او الجنسية.. فالكثير من المستثمرين يسعون للحصول على جنسية بلد وذلك للدخول الى اسواق لا يستطيع الدخول اليها من خلال جنسيته الاصلية.. وكذلك سن قوانين صارمة لحماية الاستثمارات من التدخلات.. وخاصة من قبل السكان المحليين.. بما لا يضر بالامن الوطني والمجتمعي.. ولا يغيب عن اذهاننا التخفيف من شروط نِسب العمالة.. وخاصة ان لم تتوفر الشروط المطلوبة كالخبرة والمهارة..
التسهيلات الممنوحة للمشروع.. فكلما زادت التسهيلات والمحفزات.. زادت فرص استقطاب المستثمرين.. فالاعفاءات الجمركية على مدخلات الانتاج.. واثاث وتجهيزات المشروع.. والمركبات الخاصة بالمشروع بشكل مباشر.. وأيضا تقديم بعض الاعفاءات الضريبية لمنتجات الاستثمارات الموجودة ضمن المناطق الحرة والخاصة اذا دخلت السوق الاردني.. وكذلك اعفاءات في بعض الرسوم.. كرسوم التسجيل.. والمسقفات.. والمناولة في الموانئ.. والدعاية والاعلان.. 
الاستقرار الضريبي.. وهو من اهم المتؤثرات على المعادلات الاستثمارية والتي تعنى بحساب (ROI) العائد الاستثماري.. فكثير من المستثمرين يطالبون بتحديد الضريبة لمدة لا تقل عن عشرين عاما.. وان لا تتاثر باي تغييرات على القوانين والتشريعات الضريبة..

-الاموال والتمويل.. وهذا يعتبر العامل الاهم والاكثر تأثيرا على جلب الاستثمارات.. فحرية حركة الاموال الخاصة بالمشروع والتحويلات.. والسماح وتشجيع شركات التأمين على التأمين قروض تمويل المشاريع.. والسماح وتشريع الادوات المالية العالمية.. مثل (MMT’s, SBLC, DLG, DTC, IPIP, IPID  ) الصادرة من بنوك موثوقة عالميا.. وتغيير المفهوم السائد لدى البنوك المحلية للتمويل.. من الاقراض الى المساهمة والمشاركة.. كلها تصب في بوتقة اغراء المستثمر..

مضاعفات الاستثمار.. (Investment-Multipliers).. ان شمولية النظرة لدى القائمين على ملف تشجيع الاستثمار.. وبعد النظر لديهم.. يجعلهم ينظرون الى العوائد غير المباشرة من اي مشروع استثماري.. كضريبة دخل الموظفين.. وحركة البناء والاسكان.. والنقل.. والشراء.. والعلاج.. والاتصالات.. والسياحة الداخلية.. وما الى ذلك من مجالات الانفاق.. ناهيك عن تقليل معانات الدولة من حمل ملف الفقر والبطالة..

وفي الختام.. لن ينتابني الملل بدوام توجيه رسالتي هذه الى اصحاب القرار.. بأن ينظروا خارج صندوق المقررات الجامعية والنظريات الكلاسيكية.. وعلينا بالانفتاح على الانظمة المالية العالمية بشكل عقلاني وبنظرة المتبصر.. وان ننظر لتشجيع الاستثمار بمنظور شمولي عصري.. فمضاعفات الاستثمار كثيرة ومجدية.. وان لا يحاولوا تطبيق نظريات وتجارب حديثة بأدوات عفى عليها الزمن..