البث المباشر
الكرملين: بوتين يجدد التزام موسكو بحظر التجارب النووية نائب الملك يعزي بوفاة والدة السفير الأردني في لندن أيلة تستضيف الجولة الرابعة من الدوري الأردني للجولف 2025 المهن الطبية رسالة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون مجرد وظيفة. أيلة تستضيف الجولة الرابعة من الدوري الأردني للجولف 2025 محمية رم تشارك في اجتماع الأمانة العامة لصون المها العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة . سارة طالب السهيل تحاضر عن العنف ضد المرأة uwalletترعى فعاليات معرض SMARTECH Jordan 2025 مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي البريزات وظاظا العودات يرعى المؤتمر الوطني نحو مشاركة نسائية وشبابية فاعلة في التحديث السياسي ‏وزير الشؤون السياسية: المسار السياسي حجر الزاوية في رؤية التحديث الشاملة بورصة عمان تغلق تداولاتها على ارتفاع المنطقة العسكرية الجنوبية تُحبط محاولتي تسلل طائرتين مسيّرتين الأردن يدين استمرار اعتداءات المستوطنين المتطرفين الإرهابية الخرابشة يتفقد أعمال الاستكشاف والتنقيب عن خام الفوسفات في منطقة الريشة "آسيوي الطائرة" يثني على جهود الاتحاد الأردني في استضافة وإنجاح بطولة الناشئات خدمات الأعيان" تلتقي أصحاب شركات التطبيقات الذكية "كلنا الأردن" تطلق معسكرات إعداد القيادات الشبابية "ثقافة الأعيان" تنظم مناظرة برلمانية شبابية تحت القبة صناعة اربد و"اليرموك" تؤكدان تعزيز ربط التعليم الأكاديمي بالواقع العملي

محمود الدباس يكتب : تشجيع الاستثمار.. واقع هزيل.. لمكان ومكانة تعانق السحاب

محمود الدباس يكتب  تشجيع الاستثمار واقع هزيل لمكان ومكانة تعانق السحاب
الأنباط -
ليس خافيا على احد ان هناك ضعفا شديدا في عملية استقطاب المستثمرين واستمرارهم.. على الرغم من الطلب المتكرر من قبل جلالة الملك للمعنيين بضرورة وضع الاليات الناجعة والقابلة للتطبيق.. وعلينا ان نكون موضوعيين وشفافين بأن لا نتغنى باحصائيات عدد من اتى الى الاردن قاصدا الاستثمار.. ولكنه عاود ادراجه..

وفي هذه العجالة.. سأتناول هذا الموضوع من خلال عدة محاور.. لعلّي اسلط الضوء على هذا الملف الذي هو بمثابة العمود الفقري للعملية الاقتصادية..

ان فهمنا الواضح والمباشر لتشجيع الاستثمار.. يجعلنا نتعامل مع هذا الملف بشكل فاعل بعيد عن التنظير وقرارت اللجان التي مآلاتها الى ادراج النسيان وارشيف الانجازات الورقية..
فبنظرة بسيطة لمفهوم تشجيع الاستثمار.. نجد ان المستثمر هو الزبون الذي يمتلك المال.. ولديه الخيارات العديدة من الاماكن والبلدان التي تتنافس على استقطابة.. ونحن من يجب علينا ان نسعى لخطبة وده والتقرب منه.. الامر الذي يحتم علينا مواءمة البيئة الاستثمارية مع متطلباته.. 
فالمستثمر طماع.. ويسعى لاعلى مردود بأقل تكلفة.. ولا عواطف تحكم قراره..
ومن خلال هذا الفهم البسيط.. تستطيع الجهات الرسمية والمواطنون على حد سواء التعاطي مع المستثمر وخصوصيته.. فهناك العديد من الدول تعاملت مع المستثمر باستعلاء.. وانه ياتي اليهم مرغما وليس لما يقدمونه له.. وحين اكتشفت عزوف وهروب المستثمرين.. اصبحت تتنازل بشكل كبير.. وتمنحهم مزايا كثيرة.. الامر الذي جعلهم قبلة رئيسية يوجهون استثماراتهم اليها..

لتشجيع الاستثمار عوامل كثيرة.. ولا بد من مقومات لجلب الاستثمارات..
-فالموقع الجيوسياسي والجيواستراتيجي للبلد.. والاحترام المتبادل والتعامل المتوازن للنظام السياسي دوليا.. شيء مطلوب للكثير من الاستثمارات.. اكان لحسابات الاستقرار والامن والنفاذ للاسواق.. او لحسابات التكاليف.. أما الموقع الجغرافي المخصص للاستثمار داخل البلد.. فله نظرة عميقة من حيث قربه او بعده من الموانئ البرية والبحرية والجوية.. وبعده او قربه من التجمعات السكانية.. فهناك مشاريع يشجعها القرب.. وأخرى يشجعها البعد.. وذلك حسب طبيعتها وتأثيرها البيئي وكذلك وخصوصيتها..

-القوانين والتشريعات.. فهناك تسهيلات ومنافع شخصية تستقطب المستثمرين.. كالاقامة الدائمة.. او الجنسية.. فالكثير من المستثمرين يسعون للحصول على جنسية بلد وذلك للدخول الى اسواق لا يستطيع الدخول اليها من خلال جنسيته الاصلية.. وكذلك سن قوانين صارمة لحماية الاستثمارات من التدخلات.. وخاصة من قبل السكان المحليين.. بما لا يضر بالامن الوطني والمجتمعي.. ولا يغيب عن اذهاننا التخفيف من شروط نِسب العمالة.. وخاصة ان لم تتوفر الشروط المطلوبة كالخبرة والمهارة..
التسهيلات الممنوحة للمشروع.. فكلما زادت التسهيلات والمحفزات.. زادت فرص استقطاب المستثمرين.. فالاعفاءات الجمركية على مدخلات الانتاج.. واثاث وتجهيزات المشروع.. والمركبات الخاصة بالمشروع بشكل مباشر.. وأيضا تقديم بعض الاعفاءات الضريبية لمنتجات الاستثمارات الموجودة ضمن المناطق الحرة والخاصة اذا دخلت السوق الاردني.. وكذلك اعفاءات في بعض الرسوم.. كرسوم التسجيل.. والمسقفات.. والمناولة في الموانئ.. والدعاية والاعلان.. 
الاستقرار الضريبي.. وهو من اهم المتؤثرات على المعادلات الاستثمارية والتي تعنى بحساب (ROI) العائد الاستثماري.. فكثير من المستثمرين يطالبون بتحديد الضريبة لمدة لا تقل عن عشرين عاما.. وان لا تتاثر باي تغييرات على القوانين والتشريعات الضريبة..

-الاموال والتمويل.. وهذا يعتبر العامل الاهم والاكثر تأثيرا على جلب الاستثمارات.. فحرية حركة الاموال الخاصة بالمشروع والتحويلات.. والسماح وتشجيع شركات التأمين على التأمين قروض تمويل المشاريع.. والسماح وتشريع الادوات المالية العالمية.. مثل (MMT’s, SBLC, DLG, DTC, IPIP, IPID  ) الصادرة من بنوك موثوقة عالميا.. وتغيير المفهوم السائد لدى البنوك المحلية للتمويل.. من الاقراض الى المساهمة والمشاركة.. كلها تصب في بوتقة اغراء المستثمر..

مضاعفات الاستثمار.. (Investment-Multipliers).. ان شمولية النظرة لدى القائمين على ملف تشجيع الاستثمار.. وبعد النظر لديهم.. يجعلهم ينظرون الى العوائد غير المباشرة من اي مشروع استثماري.. كضريبة دخل الموظفين.. وحركة البناء والاسكان.. والنقل.. والشراء.. والعلاج.. والاتصالات.. والسياحة الداخلية.. وما الى ذلك من مجالات الانفاق.. ناهيك عن تقليل معانات الدولة من حمل ملف الفقر والبطالة..

وفي الختام.. لن ينتابني الملل بدوام توجيه رسالتي هذه الى اصحاب القرار.. بأن ينظروا خارج صندوق المقررات الجامعية والنظريات الكلاسيكية.. وعلينا بالانفتاح على الانظمة المالية العالمية بشكل عقلاني وبنظرة المتبصر.. وان ننظر لتشجيع الاستثمار بمنظور شمولي عصري.. فمضاعفات الاستثمار كثيرة ومجدية.. وان لا يحاولوا تطبيق نظريات وتجارب حديثة بأدوات عفى عليها الزمن..
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير