كيف يحمي مرضى الربو أنفسهم من مضاعفات فصل الشتاء؟ روسيا تعلن حالة الطوارئ في شبه حزيرة القرم النشرة الجوية للأيام الأربعة المقبلة معادلة جيوش بلا أنياب ؛ "الأنباط" تعرض أبرز تحديات الشرق الأوسط والتغير بموازين القوى الجديدة بالمنطقة التكنولوجيا تسهم في تفكك الروابط الأسرية هجرة الكفاءات.. حاجة لتحليل السلبيات والإيجابيات غياب الابتكار في المدارس يهدد تطوير العملية التعليمية الأردن وسوريا.. مراكز تخزينية حدودية استعدادًا لمشاريع إعادة الإعمار الحكومة تفكر خارج جيب المواطن قانون أملاك الغائبين.. شرعنة سرقة أراضي المَقْدِسيين ‎قوة سياسية جديدة ناشئة في الأردن هل يغادر أيمن الصفدي الفريق الحكومي ؟ الاقتصاد الرقمي في الأردن: الواقع والتحديات والفرص يارا بادوسي تكتب : ضريبة السيارات الكهربائية.. خطوة إيجابية تستحق التعميم دعوة إلى اختفاء الآخر، أي عقل هذا!!! حسين الجغبير يكتب : ماذا تريد سورية من الأردن؟ اليونيفيل: إسرائيل تتعمد تدمير ممتلكاتنا ترخيص متنقل في عدة مناطق الأحد المنتخب البحريني يتوّج بلقب كأس الخليج لكرة القدم

عمر كلاب يكتب : الهواء اليوم حامض

عمر كلاب يكتب  الهواء اليوم حامض
الأنباط -
الى الحبيب نصر  
في حضرة الموت ، يكون الدمع طعم الحياة ، كل الاشياء مالحة وكالحة ، سوى وجهك المبتسم في التابوت ، كعادتك بكامل قيافتك ، ضحكة مثل انبلاج الفجر موشحة بالسكني من بقايا سواد الشعر ، كأنه اليوم ، وكأنه السنة الماضية ، مجرد قبلة صبح على مساء المدينة التي أحببت ، التي ودعتك بقولها " لا أنت أنت ولا الديارُ ديارُ " ، فهذه هي المدينة التي كنت تصحو وفجرها على موعد منضبط على توقيتها الوطني ، وتغفو على وسائد شعرها كعاشق ، عبرت ترابها وسكنتها وادرت ظهرك للبحر ، كنت طفلا تجمع الصدفات على بحر يافا ، فجعلت من عمان صدفتك الاغلى ، فحضنك ترابها لتنام بوداعة .
١٤ هي عدد السنين على رحيلك ، ولكنها سنوات من الوجع ، لماذا لم تقُل للموت انتظرني ، كي أُكمل معك حديثا تناولناه على عجل مع قهوة القيلولة بعد الصبح ، كنت تمتلك من الحديث العذب ما يشفع لك استمهال الموت برهة كي يكتمل الحوار ، وجلجلة ضحكتك مقنعة للوقت كي يتأنى عليك ، ويقينك في داخلك فلا داعي للاستعجال وتريث قليلا كي نرى جمال الموت سوية ، فتضحك منه وتفرّ الى الحياة ، او الى بقية كتاب وضعت بين دفتيه مسطرة كي لا تنسحب الصفحات كما تنسحب وريقات الحياة ، او كنت انتظرت كي تمنحنا بعض وقت لمزيد من الحزن عليك ، فمثلك يستحق مزيدا من البكاء .
لا أظنك استسلمت بسهولة ، فمثلك خاض الحياة جسورا ، لكنك أنفت مفاوضة الموت ، فأنت لا تفاوض ، تحسم أمرك وتمضي ، تعجن تجربة السنين ولا تتركها تختمر قليلا ، تخبزها في شعلة الحياة ، وتأكل خبزك بلا تردد ، فأنت دوما على عجلة من قلبك وأمرك ، فكل الايام أمر ، وليتك تركت قليلا من وقت كما تركت كثير من حكايا ننتظرك كي نرويها لك ، وأظنك لم تقبل ان ينحرف الشارع المفضي الى مكتبك بزاوية غير مستقيمة ، وان يعلوه جسر ، فأنت الجسر الواصل بين دروب القلوبة المحبة ، فكيف لجسر ان يعتلي قمة قلبك ، وان تلتف بدوران لم تألفه وتأنفه بسالة روحك .
رحلت كما احببت ، واحدا من اتباع الرسالة الفلسطينية ، التي بشرت بالخير والمحبة واتباع الحق ، رحلت مندفعا نحو اشعاعاتها المتجسدة في رجل عظيم ، تعبق في روحه روحانية العقيدة السماوية وتتملكه روحا وعقلا ، نعم لقد اكتمل رحيلك الى المدى وفردوس الخلود الابدي ، لكن رؤياك باقية ، فالموت لا يوجع الموتى بل يوجع الاحياء ، ووجعنا باقٍ ما بقيت ذكراك ، وملوحة الدمعة ما زالت في الحلق ، لكن العزاء انك في براري الرب الشاسعة وفي الفردوس الابدي .
omarkallab@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير