الأنباط -
تمر علينا اليوم الذكرى الثانية والعشرين للاحتفال بعيد الجلوس الملكي ، ففي مثل هذا اليوم التاسع من حزيران عام ١٩٩٩ أقيم احتفال رسمي وشعبي بهذه المناسبة حيث سار موكب جلالته بسيارة مكشوفة وترافقه جلالة الملكة رانيا العبدالله بشوارع عمان وسط فرحة وترحيب جماهير غفيرة من الشعب الأردني الذين ضاقت بهم الشوارع والطرقات وهم يهتفون بحياته إلى ان وصل الموكب الملكي إلى حدائق القصور الملكية العامرة حيث أقيم حفل استقبال بسيط بحضور العديد من المسؤولين السياسيين والأمنيين والمواطنين وكان لي شرف ان أكون احدهم
ولقد كان في عهد جلالته محطات هامة لا بد من الإشارة اليها :
أولاً — فقد سار جلالة الملك عبدالله الثاني على خطا والده المغفور له بأذن الله تعالى جلالة الملك الحسين ، وقاد الاردن بكل حنكة ومهارة وبأسلوب حفظ أمنه واستقراره ، حيث بنى جلالته علاقات وثيقة مع مختلف دول العالم وبما يحفظ مصالح الاردن السياسية والاقتصادية والأمنية دون الدخول في سياسة المحاور اوالتورط في النزاعات ما بين الدول .
ومن المعروف عن جلالته انه هو الأقرب لأبناء شعبه . حيث يشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويعمل على تلبية مطالبهم . كما انه كثيرا ما تردد على ابناء شعبه في المناطق النائية ليطلع على أحوالهم ويأمر بتقديم المساعدات لهم وتنمية مناطقهم .
ثانيا — قام جلالته بدور كبير في دعم الاقتصاد الأردني من خلال علاقاته واتصالاته بمختلف دول العالم ومشاركته بالكثير من النشاطات والمؤتمرات الاقتصادية وقيامه بالترويج للاستثمار بالأردن .
ثالثاً — عمل جلالته على تطوير وتحديث القوات المسلحة الاردنية عبر اعادة هيكلتها اكثر من مرة وعلى تجهيزها وتسليحها بأحدث الأسلحة والمعدات وبما يتلائم مع الأحداث الجارية في المنطقة .
وقد اصبح الجيش العربي الأردني في عهده يشار اليه في البنان من حيث القوة والمتانة وٍالتدريب والجاهزية مما أهله للمشاركة في الكثير من المهام الخارجية ضمن قوات حفظ السلام الدولية .
كما ان جلالته دائما ما يشرف وبشكل مباشر على جميع اجهزتنا الأمنية ويعمل على تطويرها من الناحية المادية والعسكرية والفنية لتكون في خدمة الشعب وليس لقمعه وإرهابه .
رابعاً — كما ساهم جلالته في دعم القضية الفلسطينية حيث عمل على تسهيل الحركة والتنقل للاهل هناك وتقديم المساعدات التموينية والأساسية من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية . والمساعدات الطبية من خلال مستشفيات الميدان التي تمت إقامتها في الضفة الغربية وقطاع غزة لمعالجة الأهل هناك وتقديم العلاج لهم .
كما ان جلالته اصر على مواقفه الواضحة من القضية الفلسطينية المتمثلة في إقامتها على حدود عام ١٩٦٧ وان تكون القدس الشرقية عاصمة لهذه الدولة . و أعلن معارضته لصفقة القرن ولضم اراضي من الضفة الغربية لدولة الاحتلال ومعارضته لعمليات التهجير وحل الدولة الواحدة واصراره على حل الدولتين و التمسك بالوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وان تتضمن اي تسوية حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية واللاجئين وفق القرار الأممي رقم ١٩٤ .
كما اعلن جلالته ثوابت الاردن ولاءاته الثلاثة وهي لا للتوطين ولا للوطن البديل ولا للتنازل عن شبر واحد من القدس الشرقية ولا عن السيادة الهاشمية على الاماكن المقدسة فيها
كما ان جلالته قام بتفعيل خيارات الاردن باستعادة اراضي الباقورة والغمر .
كما ان جلالته اعرب وباسم الشعب الاردني عن وقوفه الى جوار القضايا العادلة والإنسانية للدول والشعوب المختلفة . ومن هذا المنطلق فقد تم فتح الحدود الاردنية امام افواج الشعوب العربية الهاربة من احداث الربيع العربي في بلادها
كما ان جلالته قاد الجهود الحكومية والشعبية في مواجهة جائحة كورونا ولا يزال .
وهذا غيض من فيض مما قام به جلالته مما لا يتسع المقام والمقال له .
وبهذه المناسبة الغالية لا يسعني الا ان اتقدم بخالص التهنئة لجلالته وللشعب الاردني . سائلاً الله عز وجل ان يوفقه وان يحفظه ، وان يحفظ الاردن وشعب الاردن وقيادة الاردن . وكل عام وانتم جميعاً بخير