الأنباط -
خليل النظامي
أما الأن وقد تم تعيينك مديرا للإعلام والإتصال في الديوان الملكي العامر، ولا أنكر عليك أنك إبن للوسط الصحفي ومن أهل التخصص، وكان لك باع إكتسبت منه الخبرة الكافية في حقل إدارة العمليات الإعلامية في مؤسسات الدولة، إضافة إلى معرفة ليست بالقليلة في كيفية بناء الإستراتيجيات وصناعة الخطط الإعلامية.
ولقد سبق لنا أن قمنا بتشخيص إستراتيجية عمل إعلام الديوان الملكي أكثر من مرة فيما سبق، ووجهنا لمحاورها وللعاملين عليها العديد من اوجه النقد بغية إصلاحها وإعادة شدشدتها بما تتطلب المرحلة والمستجدات على الساحة المحلية والعربية والدولية أيضا، ولكن وبكل أسف لم يحدث أي نوع من أنواع التطوير على هذه الإستراتيجية او حتى العاملين على تحقيق اهدافها.
وها أنت الآن وكما هو مفترض أن تكون هذه الإستراتيجية الآن من أولى الملفات التي توضع على مكتبك لدراستها، لتحديد مواطن الضعف والقوة فيها، وإعادة بناء محاورها بما ينسجم مع المرحلة الحالية وما تتطلبة المرحلة المقبلة على كافة الصعد والتوجه العام للدولة والنظام السياسي والتسيق مع الجهات ذات العلاقة.
واقول لك بكل صراحة،،
نحن قد فرغنا من مسألة تعيينك، وكما تعرف وجهت لك الكثير من الإنتقادات والإتهامات، وأعلم مسبقا أنك لست من النوع الذي يتعامل بردود الأفعال وستتغاضى عند كل هذا لأنه سرعان ما سينتسى كما حدث مع من تعينوا من قبلك.
ولكن نتوقع منك وخلال فترة وجيزة أن تقوم بإحداث تغيير محوري على منهجية وماكنة الإعلام في الديوان الملكي، إضافة إلى وضع ما تتعرض له الصحف الورقية من حملات إفشال وهدم ضمن البنود الرئيسية، وإعادة تنظيم مهنة الصحافة والإعلام من خلال وضع مجلس او مجالس السياسات بصورة العشوائية والفوضى التي تعيث فسادا بهذه المهنة وما أحدث فيها دخلاؤها وغيرهم سواء من منظومة رأس المال النتنه او من الجهات التي تتدخل في كل شاردة وواردة بمخرجات وسياسات وعمل المؤسسات الاعلامية من الزاوية الصحفية.
أيضا هناك مسألة في غاية من الأهمية والتي يجب أن تكون من الملفات ذات الأولوية التي ستعمل عليها، وتتمثل بما وصلت إليه طبيعة علاقة الجماهير والمواطنين مع النظام السياسي وموسسات الدولة في عدد من المحاور أعتقد أنك تعلمها من خلال استخدام محوري التشخيص والتحليل واستثمار محور المعالجة لإستعادة ما تم فقدانه سابقا بسبب الترهل المهني والإداري الذي سبقك.
أمامك العديد من الملفات سواء المتعلقة برسم السياسات الإعلامية لمؤسسة الديوان الملكي، أو تلك التي لها علاقة بمؤسسات الدولة الاخرى، وتنظيم واعادة بناء سياسات التحرير للعديد من وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة وتنظيم علاقتها مع الجماهير ومع ما تتطلبه طبيعة العمل الصحفي والإعلامي ومنصات التواصل الإجتماعي خاصة من حيث الحريات والحقوق والتشريعات والضبط السليم ضمن المعايير المهنية والاخلاقية المتعارف عليها ودرسناها.
وآخيرا أقول لك ناصحا،،،
لا تنسى أن علم الإتصال يتداخل في كل العلوم والقطاعات، ولا قطاعات أو علوم تتداخل فيه، وابقي حريصا على تقديم العقل على النص لأن العقل أصل النص في حال تضارب معه...
ودمت بود وكل التوفيق..