الأنباط -
وانت تنتقل اليوم من موقعك , كاتب صحفي اثير على القلب لقرّاء كثيرين وانا منهم , بل وعنوان لمن اراد ان يلتقط رسائل الدولة واقصد الدولة بمفهومنا الموضوعي وليس بمفهوم الموتورين , الى مساحة تضيق على الكاتب رغم اتساعها , ابارك لك وابارك لموقع تليق به ويليق بك , واثق انك ستضيف الكثير من الانفتاح والمساحة الواعدة لاعادة الاعتبار للاعلام بتلاوينه وصنوفه المتنوعة .
دون شك - وانت تدرك اكثر من غيرك - انك ستتعرض الى وابل من القصف واطنان من التهم المعلبة والطازجة , بل وتشكيك في كل ما كتبت , بوصفه رصفة لطريق الوصول الى ما وصلت اليه , وسينكرون عليك الكثير من المواقف التي كنت فيها منحازا الى نهج الانفتاح على كل المكونات السياسية , والاهم انك كنت مشتبكا مع كل الاحداث التي مرت , اتفقنا معك او اختلفنا على ما كتبت , لكنك بقيت امينا لانتمائك وولائك لمثلث الثوابت الوطني , الشعب والعرش والجيش .
لا تلفت صديقي الى ما يقولون , ولا تسعى الى الاجابة على اسئلة مطروحة على اي شخص يحقق تقدما ونجاحا في مساره المهني , فثمة عقول تُخالف كل المنطق البشري , بطلبها تبرير النجاح بدل تبرير الفشل , كما كل الدنيا , فهذه عقول تنتمي الى مدرسة البغضاء ولا تطرح الا سؤالا واحدا منذ فجر الدولة مفاده " ليش مش انا " والجواب ببساطة لانه لم يكن انتم .
سيقولون ان قربك من صانع القرار وانحيازاتك السياسية الى طبقة السلطة وروايتها هي التي اوصلتك , وكما اسلفت سينكرون عليك كل ما كتبت وقدمت , وكأن المطلوب من الصحفي ان يحمل ايديولوجيا سياسية وحزبية , وانت يا صديقي انحزت الى ايديولوجيا الناس نجحت واخفقت في ارضائهم وهذه طبيعة بشرية مقبولة , وغدا سيخرجون عليك بما كتبت وقلت , فهم ماهرون في نبش قبور الذاكرة , دون منحك الحق الطبيعي بأن حجم مساحة الحركة بين الكاتب والمنصب الذي يتقلده فيها مساحة انزياح طبيعية ومقبولة , وانت تقلدت المنصب بجهدك ومثابرتك واعلم كم رفضت قبله , لكن هذه المرة الوضع مختلف والظرف يتطلب ان يكون شخص مثلك في ذلك الموقع .
سنختلف طبعا وسنكتب ناقدين بالضرورة اذا حدث اختلال , لكن ذلك لن يفسد مقدار الاحترام والمحبة , فأنت اخترت منصبا سياسيا قابلا للنقد كثيرا باضعاف مساحة المديح التي لا تحتاجها , فعليك ان تشكر من يُهدي اليك الخطأ , واثق انك تدرك ذلك جيدا بل ومؤمن به بيقين الصحفي المنحاز الى الناس والذي قاتل من اجلهم وانك تنتمي الى مدرسة سياسية منحازة بالكامل الى الناس ولم تخن وعيك وعقلك , وكنت ماهرا في تجنب الصدامات القاتلة والكاسرة .
ننتظر منك الكثير وتنتظر منا الدعم وهذا حقك علينا وحقنا عليك , ولكن لا تلتفت الى مشعلي الحرائق السايسية والى الذين يُلقون الحصى في الطرقات لانه وبكل بساطة الحصى الصغيرة لا تُغلق الدروب ابدا , مع كل امنيات النجاح والتوفيق , رغم انني سأخسر جارا اعتدت على جيرته في كثير من اللقاءات .
omarkallab@yahoo.com