كيف يحمي مرضى الربو أنفسهم من مضاعفات فصل الشتاء؟ روسيا تعلن حالة الطوارئ في شبه حزيرة القرم النشرة الجوية للأيام الأربعة المقبلة معادلة جيوش بلا أنياب ؛ "الأنباط" تعرض أبرز تحديات الشرق الأوسط والتغير بموازين القوى الجديدة بالمنطقة التكنولوجيا تسهم في تفكك الروابط الأسرية هجرة الكفاءات.. حاجة لتحليل السلبيات والإيجابيات غياب الابتكار في المدارس يهدد تطوير العملية التعليمية الأردن وسوريا.. مراكز تخزينية حدودية استعدادًا لمشاريع إعادة الإعمار الحكومة تفكر خارج جيب المواطن قانون أملاك الغائبين.. شرعنة سرقة أراضي المَقْدِسيين ‎قوة سياسية جديدة ناشئة في الأردن هل يغادر أيمن الصفدي الفريق الحكومي ؟ الاقتصاد الرقمي في الأردن: الواقع والتحديات والفرص يارا بادوسي تكتب : ضريبة السيارات الكهربائية.. خطوة إيجابية تستحق التعميم دعوة إلى اختفاء الآخر، أي عقل هذا!!! حسين الجغبير يكتب : ماذا تريد سورية من الأردن؟ اليونيفيل: إسرائيل تتعمد تدمير ممتلكاتنا ترخيص متنقل في عدة مناطق الأحد المنتخب البحريني يتوّج بلقب كأس الخليج لكرة القدم

حادثة انقطاع الكهرباء .. نجاح ممزوج بالعلقم

حادثة انقطاع الكهرباء  نجاح ممزوج بالعلقم
الأنباط -

بهدوء

عمر كلاب

تحتاج الحكومة الى تفعيل ادوات الاشتباك مع المجتمع المحلي والاعلام المحلي افقيا وعاموديا وبسياق مختلف عن السياق القائم , فالضعف المنهجي الذي يسود الخطاب الحكومي , لا يتناغم وقدرات رئيس الحكومة الشخصية , فالذي يستطيع ان يقدم هذه المرافعة السياسية المرتجلة والمتماسكة امام مجلس النواب في جلسة مناقشة العدوان الصهيوني على فلسطين , بالقطع يمتلك ادوات اشتباك ومفاعيل سياسية قادر على توضيح الصورة بشفافية اكثر من فريقه المرتبك ومعدوم الخبرة نسبيا في الاتصال والتواصل .

فقد كشفت حادثة انقطاع الكهرباء عن الاردن عن حجم الضعف الذي يعتري اللسان الحكومي على شدة استخدام اللسان الحكومي مفردات بلاغية جزلة في بدايات العمل العام , فالمهندس الذي تربى في بيت سياسي لم ينجح في تفعيل ادوات التواصل وكذلك وزيرة الطاقة التي ظهرت اكثر ارتباكا في معرض تقديمها المتأخر لسبب الانقطاع فرفعت منسوب الحيرة اكثر مما كان عليه قبل خروجها , رغم ان رئيس الحكومة امسك بزمام الموقف منذ اللحظة الاولى وقام بمتابعة دقيقة وحثيثة للازمة , مما اسفر عن عودة التيار الكهربائي بزمن قياسي , نسبة الى حجم الانقطاع الكلي ودون اضرار على المرضى والقطاعات الحيوية , بشكل يستوجب الاحترام لكل الفرق العاملة في الميدان لاعادة التيار وشكر موازٍ لرجال الامن العام وتحديدا الدفاع المدني والسير ووزارة الصحة والمستشفيات الخاصة التي استوعبت الازمة منذ بواكيرها حتى تجاوزها .

عمل الفرق الميدانية وباقي قطاعات الخدمات العامة , لا يتناسب ومنطوق المسؤولين الرسميين , الذين تلبكوا وتلعثموا في شرح الاسباب , والاكتفاء برواية ممجوجة وتقليدية عن امكانية حدوث ذلك في اي نظام كهربائي في العالم وعن متانة وكفاءة النظام الكهربائي في الاردن , علما بان متانة وكفاءة النظام الكهربائي لا تحتاج الى شهادة بدليل عودة الكهرباء بزمن قياسي ووفق تدريج يكشف ان العمل ابتدأ منذ الثانية الاولى للانقطاع وتحت متابعة حثيثة من رئيس الوزراء الذي زار الشركة مرتين خلال ساعات الانقطاع وعقد اجتماعات نوعية لتقليل الاضرار .

كان المفترض في بداية الازمة ان يتحدث رئيس الوزراء عن متابعته الشخصية للحدث ومحاسبة المسؤولين عن هذا الخلل , الذي نحمد الله انه وقع يوم جمعة والا لتحول الى كارثة بكل معاني الكارثة , واحد مهندسي الشركة او مديرها عن جدول العمل ومواقبت عودة الكهرباء الى المحافظات وتراتبية العمل وجدول الاعادة الذي ابتدا فعلا بعد ساعة ونصف من الانقطاع , كان هذا الخطاب اكثر انتاجية واكثر فائدة من صورة لرئيس الوزراء تم تصويرها عبر كاميرا احد الهواتف النقالة وبثتها شاشات التلفزة واكثر انتاجية من تصريحات دون مضمون لوزيرة الطاقة ووزير الدولة لشؤون الاعلام , مع ضرورة ان تخرج تصريحات من وزير الداخلية ووزير الصحة لرفع الطمأنينة بين المواطنين عن صحة المرضي وديمومة خدمات الامن والصحة .

الانقطاع العام للكهرباء في الاردن الذي يفخر بأنه اوصل الكهرباء الى كل بقعة محققا قصة نجاح تتفوق على دول نفطية وثرية , يكشف بأن العجز في الوزراء الذين لم ينجحوا في اثبات موجوديتهم التكنوقراطية والسياسية فلا هم خبراء في مجالاتهم ولاه سياسيون بالمعني الفقهي لتولي مناصب سياسية وعلى الرئيس سرعة انقاذ حكومته وذلك بعملية جراحية واسعة ودقيقة .

omarkallab@yahoo.com

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير