الأنباط -
نودع شهر الخير وتبقى صفقة العار بين الحكومة ومجلس النواب محفورة في نفوس الكثير ممن قضوا امسيات الشهر على القليل من لقيمات تسد صومهم ووجعهم.
وفيما يأمر جلالة الملك بتغطية حاجات الملايين بطرود الحب الهاشمي وكسوة الايتام والمسنين والمعاقين وضحايا العنف الاسري..
دفع المواطن الاردني ثمن شراكة الحكومة والنواب على قاعدة المصالح و" سيب وانا سيب"..من وجعه وعوزه وقلة حيلته، حينها تكون الدولة قد افلست، ولم يبق لدى مسؤوليها و(اولادها) .. سوى التصريحات الفارغة ومحاولة البحث عن بقايا شعبوية بقرار من هنا او بتصريح من هناك.
فلا الصلاة في المساجد ولا تخفيف ساعات الحظر ولا حتى برامج تكافل ومساندة وتعاضد.. ، التي هي من اموال الضمان اي اموال اناس .. من شأنه ان يعيد للحكومة ما حلمت به ولم تناله منذ اللحظة الاولى تصفيق المواطن..
فشلت الحكومة ليس بسبب سلسلة الازمات والانفجارات التي "فقعت" في وجهنا ولكن بسبب التعنت والاصرار على تجميل صورة اداءها على ايدي المريدين والموالين..وحقيقة الامر ان هكذا اداء حكومي في جملة الملفات ، لا يرتقي لان يكون اداءً في مسرح مدرسي تعوزه الخبرة وسلاسة العرض وصدق التقمص ..
فشلت الحكومة حتى وان اعتقدت انها تحوز على اعجاب مجلس نيابي لا يعكس بمجمله لا ارادة المواطن ولا همه ..
وهل تكون صفقات العشق وعسل الحكومة والنواب على حساب مائدة المواطن المتواضعة في رمضان ..!؟
ذلك الذي حلم وابناءه بفرصة تاريخية لتناول الدجاج اخيراً بعد غياب .. فغابت رقابة الحكومة وسقطت ادواتها في مستنقع الخيبة امام جشع التجار واحتكارهم وغياب ضمائرهم ..
والصحيح ان الانسياق وراء رضى النواب .. ما هو الا مشهد درامي ممجوج .. كوميديا (سمجة) كتلك التي نتابعها في رمضان على شاشاتنا .. ونكتة ( بايخة) كررتها حكومات متتالية ولم تفلح الحكومة الحالية حتى في تعلم دروس الاخفاقات الغابرة فقلدتها باداء اكثر احباطاً..واقل خبرة!
كوبونات ( العار) التي وزعتها الحكومة على النواب ، هي اول تجربة من نوعها في العالم لتسييس اكياس السكر والشاي ومعلبات السردين والمرتديلا والارز والحلاوة والبولبيف..لتؤول الى مصالح انتخابية ضيقة على عين الحكومة والوطن والناس .. بعد ان كانت مساعدة متواضعة لمواطن نسي هذه المحتويات في خضم معركته مع الاسعار ووقف الحال وتأكل الميزانية او ابواب الرزق التي سدت بوجهه فذهب ليستبدل كل هذه المحتويات..بـ" غط" الخبز بالشاي ليل نهار..
شهر عسل اخر ممتد على ظهورنا بين الحكومة والمجلس بعد ان كشفت عدسات زملاء افذاذ مطالب موقعة لنواب نحو تعيينات غير عادلة ولا مستحقة لابناءهم خلال جلسات الثقة والموازنة..!
هذا واقع ما حلمنا به حين قيل لنا ان فريقا من اصدقاءنا وجيلنا " المتنورين" بنور الاغتراب واللغات والحداثة قد جاؤوا بعد ظلام او ما اعتقدنا انه ظلام من سبقهم..
واقع الحال ان على المواطن ان يتوقف فورا ونهائياً عن الحلم وان يعلق اماله وامانيه على براد شاي وربطة خبز لـ(يغط) .. ويغط في النوم بعد ان ذهب حلم السردين والسكر والرز والحلاوة والمرتديلا وزيت القلي نخب ١٠ .. ادراج المصالح الانتخابية وصناديق الوهم الديمقراطي.