الأنباط -
لكثرة ما اشاهده من مقالات ومنشورات تنتقد هذه الشخصية او ذلك الموقع او تلك الحزمة من القرارات او نهج مؤسسة وما الى ذلك من انتقادات..
اسمحوا لي بان لا أبدأ بالتنميق والتجميل وان لا استخدم المحسنات اللغوية كعادتي.. وسأبدأ بالسؤال الذي يجب ان يوجهه كل شخص يكتب وينتفد لنفسه قبل غيره..
"هل أنا فاسد"؟!..
يُطِلُ علينا بين الفترة والأخرى شخصية او إسم يُعَدُ حسب التقسيمات والمصطلحات الدارجة "صاحب وزن ثقيل" إجتماعيا أو سياسيا.. وينطق ويكتب معارضا للنهج والسياسات وينعت ذلك بالفساد البائن بينونة كبرى.. أكان الفساد ماليا او اداريا.. ولا يعجبه العجب ويلبس ثوب المصلح الواعظ والخبير في محاربة التجاوزات والفساد..
للأسف وأكرر أسفي على هذه الظاهرة التي أصبح كل متبصر فاهم في مجريات الامور يعلم لماذا يصدر امثال هؤلاء هكذا تصريحات ومنشورات.. ويعرف ما وراءها من مطامع شخصية في اغلب الاحوال..
وهنا وجب علي ان أتساءل.. يا صاحب الدولة أو المعالي أو العطوفة أو السعادة.. فحينما كنت على رأس عملك.. وكانت ومصداقيتك في اعلى مراتبها.. لماذا لَم تُخرج لسانك من فمك حينها؟!.. أم أنه كان يرتع في ملذات مائدة المنصب؟!.. ولماذا لم تستعمل قلمك الجريء الحاد لكتابة ما كنت تراه آن ذاك من فساد؟!.. أم كان مشغولا في كتابة المديح والتبجيل وتزييف الوثائق والحقائق والمستندات للتغطية على الفساد؟!..
أعجَبُ كل العجب مِن شخص كان رقم واحد أو اثنين في مركزه.. أكان حكوميا مدنيا او عسكريا امنيا.. وتبوأ من المقاعد والمراكز على مدار خدمته الشيء الكثير.. وتجده بين عشية وضحاها انقلب لينتقد ما كان هو صاحب قرار فيه..
فكيف لشخص مكث معاشرا لموضوع او مركز او نشاط اكثر من ثلاثة أو أربع سنوات أن ينتقده.. ودونما تسجيل أي اعتراض او تَحَفظ في حينه..
ان كل المؤشرات المنطقية والانسانية والادارية والاجتماعية.. تتفق على أنه اذا ما استمر شخص في ممارسة نشاطا معين لأكثر من أربع سنوات.. فمن العار والمعيب أن ينتقده بعد ذلك.. لأنه أصبح جزءا من شخصيته وحياته.. والاستثناء الوحيد يكون في اعترافه بأنه كان جزءا من ذلك الوضع ويتحمل ولو جزءا من تبعاته..
فلا تصف جامعتك التي درست فيها اربع سنوات بأنها سيئة.. ولا مؤسستك التي صقلت وبنت شخصيتك في عدة اعوام بأنها فاشلة.. وذلك لان جزءا اساسيا من سيرتك الذاتية هي تلك السنوات التي امضيتها في ذلك الموقع.. والمنطق السليم والعقل الرشيد يحتمان على الانسان السوي.. إن لم تستطع التغيير والتصحيح ولم يعجبك الوضع ولا الاستمرار فيه.. فغادر..
فكما قال الآباء والأجداد.. الكلمة في وقتها طَلَق.. والحَجَر بِمكانه قنطار..
راجيا ومقدرا إحترامكم لعقولنا.. فلا تبيعونا وطنيات وتُحَجِّروا على أكتافنا.. بعد أن لقيتم أنفسكم خارج دائرة التكَسب والنهب..
حمى الله الأردن ملكا وأرضا وشعبا..