الأنباط -
مؤسف أن نجد أنفسنا في كل مناسبة تخص اهلنا المسيحيين في سجال عقيم وهابط، وخلط مأزوم يخرج علينا فيه البعض حول جواز أو عدم جواز تهنئتهم بأعيادهم او مشاركتهم افراحهم واحزانهم والترحم على موتاهم، ومحزن ايضاً أن نقرأ فتاوى التحريم والتكفير التي تُلحق أفدح الضرر بنسيجنا الاجتماعي وعيشنا المشترك، وتسيء لنا جميعاً، وليس لفئة من مواطنينا فحسب، مسيحيو الاردن ليسو دخلاء على هذه الارض، هم من طينها وملحها وعجينها، جذورهم ضاربة بأعماقها، وليسو بطائفة ولن يكونوا اقلية في وطنهم مهما صغر حجمهم لأنهم ينتمون للعروبة، هم اخوة لنا عشنا سوياً قرون بكل محبة وسلام وسيبقون الى يوم الدين، مؤسفة تلك التعليقات المستهجنة والتافهة من فئة تفتقد لادنى المشاعر الانسانية، نصّبوا أنفسهم ناطقين بلسان ملك الرحمة، وقرروا أن هذا يستحق الرحمة وذاك لا يستحقها، نحن عباد ولسنا ارباب، فكيف لمخلوق أن يتجرأ ويتدخل في رحمة الخالق التي وسعت كل شيء، أمر الرحمة والجنة والتوبة والمغفرة تعود إلى الله وحده، يُدخل الجنة من يشاء برحمته، ويُدخل النار من يشاء بعدله، ونحمده سبحانه وتعالى الذي لم يجعل الرزق والرحمة ومفاتيح الجنة والنار بيد البشر امثال هؤلاء، ارحموا الناس ولا تؤججوا الكراهية بين ابناء الوطن الواحد، مفاتيح الجنة ليست في جيوبكم لكنها في قلوبكم فأصلحوا القلوب والاعمال، وتشاغلوا بإصلاح أنفسكم وتطهير ضمائركم، واعيدوا للإسلام مجده، وقدموه للعالم رسالة عادلة معتدلة حضارية تليق بديننا العظيم .. رحم الله البطل راشد الصويصات الذي ذهب ليرفع اسم وعلم الأردن عاليا فعاد محمولا على الأكتاف ملفوفا بالعلم، اعظم اجر اهله ومحبيه، والله لا يسامح الذين ارسلوه بدون اهتمام فخذلوه وفرطوا فيه، فموته وهو في عمر الزهور خطيئة يجب ان يحاسب المسؤولين المستهترين عنها.
د. عصام الغزاوي.