الأنباط -
اشتهر مُصعب قَبل الإسلام بجماله وحُسن ملابسه وتنعُمه بثروةٍ ومَال وفير وتطيبه بأجمل العطور، فعُرِف بـ "أعطر أهل مكة" لَكنه ترك هذَا النعيم وأقبل على الإسلام بِقلبٍ مفتوح ونفس صادقة؛ لِكي يَكون من ناشِري الرسالة العظيمة وحاملي راية الإسلام.
•أَسلَم مُصعب سرَّا في "دار الأرقم بن أبي الأرقم" خوفًا من بطش قومة وأمه "أم خناس بنت مالك بن المضرب العامرية" بقيَ مُصعَب على تِلك الحالة إلى أن أبصره "عُثمان بن طلحه" وهو يُصلي فأخبر أُمه وقومه، فلمَا عَلِمت أُمه حَبسته وحرَمته من كُل النَعيم وعذبته أَشد أَنواع العذاب؛ لِكي يرجع عن الإسلام، لكنه كان صاحب عزيمة وإصرار كبير على الإيمان، استطاع أن يهرب من الحبس، ويلحق بِغيره من المسلمين إلى الحبشة تارِكًا مواطن العز ومراتع الصبى، ثُم أَرسله الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المُنورة إثر البيعة الأولى؛ لِكي يُعلِّمُ أهلها القرآن الكريم وتعاليم الدين الإسلامي ولُقب بـ "أول سفير في الإسلام" وأسلم معه في يَومٍ وَاحد سيدان من سَادة وزعماء الأنصار، وهُما "سعد بن معاذ، أُسيد بن حضير" ثُم عاد مع وفد الحج بَعد عام؛ ليُبشر الرسول صلى الله عليه وسلم .
جِهاد واستشهاد "مُصعب الخير" كما سماه الرسول صلى الله عليه وسَلم.
شَهد مُصعب غزوة بدر وغزوة أُحد، ففي غزوة أُحد استشهد مُصعب على يد "ابن قمئه الليثي" الذي هاجمه وقطع يده اليُمني فسقط اللواء، فأخذ مُصعب اللواء بيده اليُسرى فقطعها "ابن قمئه" فضم مُصعب اللواء بِعضديه فطعنه "ابن قمئه" برمح في صدرة فقتله.
عِند تَكفين مُصعب كانوا إذا غطوا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطوا رجلاه بدا رأسه، فَقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "غطوا رأسه، واجعلوا على رجليه من الإذخر" وتولى دفنه "أبو الروم بن عُمير، عامر بن ربيعه"
يُقال أن زوجة مُصعب هي "حمنه بنت جحش الأسدية" تنتمي لـِبني أسد بن خزيمة، وهي من الصحابيات وراويات الحديث، ولقد جُلدت في حادثه الإفك عندما تحدثت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وتزوجت مُصعب وأنجبت منه فتاة، وبعد استشهادة تزوجت من "طلحه بن عبيد الله" وأنجبت منه "محمد السجّاد، عمران"