السفير الصيني يحضر اجتماع آلية التبادل للتحالف الجامعي الصيني العربي. المدن والقرى يشارك بحوار إقليمي ينظمه " المناخ الأخضر" بالمغرب مؤتمر صحفي لوزيري الطاقة والاتصال الحكومي الساعة الثانية لاعبة المنتخب الوطني البارالمبي وفريق الامن العام لرفع الاثقال (ثروة الحجاج) تظفر ببطاقة التأهل إلى بارالمبيك (باريس2024”) . 46.8 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية عبلة القماز زوجة رئيس بلدية عين الباشا في ذمة الله بلدية السلط الكبرى تنعى زوجة رئيس بلدية عين الباشا جمال الواكد حرب يوم القيامة ! القوات المسلحة: مقتل مهرب وإصابة آخرين في عملية إحباط تسلل وتهريب مواد مخدرة 6 شهداء جراء قصف الاحتلال في بيت لاهيا ورفح القضاء الأميركي يعلن مؤسس ويكيليكس "رجلاً حراً" بعد اتفاق الإقرار بالذنب المندوب الفلسطيني يطالب الدول بالكف عن مساعدة إسرائيل بقتل المدنيين الجمعية العامة تناقش تقرير مجلس الامن للعام 2023 3103 أطنان من الخضار والفواكه وردت للسوق المركزي اليوم أجواء حارة نسبيًا في اغلب المناطق اليوم وارتفاع طفيف على الحرارة غدا وفيات الأربعاء 26-6-2024 شكر على تعاز بوفاة (الحاج بسام يوسف الحاج أحمد التل) محافظ الكرك يلتقي السفيرة الامريكية ما أسباب زيادة إفراز الدموع؟ الوقت الصحيح لتنظيف أسنانك
مقالات مختارة

طارق الناصر يكتب : بناء الرأي العام " نخب، بحوث، إعلام، وجمهور"

{clean_title}
الأنباط -
ذات زيارة  لليمن الشقيق وأثناء جولة سياحية شملت بيتا تراثيا عريقا كان يسكنه أحد ساسة  اليمن في مرحلة سابقة أخبرنا مرافقونا أن هذا الرجل كان يملك جهاز (راديو) يخفيه على مصطبة مغطاة بستارة، وكلما جاء مجالسوه واتباعه أخبرهم بأمر أو معلومة يجهلونها مدعيا أن الجن قد زوده بالمعلومة بل وأسند له صلاحية نقلها للعامة، وعندما ينتشر الخبر أو تأتي به المراسيل زاد انبهار الناس بهذا السياسي وأقروا له بالمعرفة.
 وقتها كنت في بداية طريق دراستي للإعلام التي تعرفت خلالها على نظرية الاتصال على مرحلتين، والتي تفسر علميا ما كان يقوم به ذاك الرجل، فوسائل الإعلام وفق النظرية كانت حكرا على النخبة التي تأخذ المعلومة وتعيد بناءها وفقا لمعطيات مختلفة ثم تقدمها للجمهور بأسلوب يتناسب مع طبيعتهم.
اليوم لم تعد وسائل الإعلام محل احتكار، ولم يعد الجمهور أقل خبرة ودراية من صانع الرسالة الإعلامية أو من ما يمكن تسميتهم بقادة الرأي، والأمر باعتقادي لم يتوقف عند قدرة الجمهور على المعرفة والتحليل وحسب بل وصل لانصهار طبقة النخبة لصالح العامة، ما أسهم حكما في تراجع دور وسائل الإعلام التي خسرت الجزء الأكبر من نخبويتها، وبالتالي أثر ما تقدمه على الجمهور، وصارت الغلبة لمواقع التواصل الاجتماعي- أفضل تسميتها بصفحات الواقع الافتراضي- التي منحت الحق في النشر والتحليل وإبداء الرأي للجميع على حد سواء بحيث مالت أضلع هرم التدفق المعلوماتي وتسطحت العلاقة بين مصدر المعلومة والجمهور .
هنا استطيع القول أن عدم فهم النخب السياسية  لدورها في صناعة الرأي العام وفق النموذج الجديد الذي بات يحتاج للبحث والدراسة دون التأطير الثابت، وصولا لوصف حقيقي لخصائص المجتمع وطبيعة قضايا الرأي العام التي تمسه، ثم للدور الذي يجب أن يمارس في التأثير من خلال بناء الرسالة هو في جوهره السبب الرئيس في فشل هذه النخب بعضها أو كلها في تغيير مسار القضايا الحساسة التي يتداولها الجمهور ويشكل اتجاهاته نحوها استنادا للمعلومة المنقوصة او الخاطئة أو حتى الحقائق التي توظف في غير موقعها، وهو خطر كبير يجب أن تعيد المجتمعات النظر إليه كما يجب أن يمارس صانع القرار العام حرفية أكبر في التعامل معه.
أما وسائل الإعلام فالواجب عليها أن تعيد بلورة نفسها لتقدم لجمهورها قادة رأي وإعلاميين مزودين بالمهارة في التعامل مع المعلومة قبل المعلومة ذاتها، وأن تطور من أساليبها في الحصول على المعلومة ثم تقديمها للجمهور الذي تسعى للوصول إليه بحيث تستطيع منافسة ما يقدم للجمهور نفسه عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي .
وفيما يتعلق بأهم حلقة من حلقات هذه الصناعة الحساسة وهو الجمهور، فدوره هو كسر الحلقات المفرغة بينه وبين وسائل الإعلام ليتمكن من إظهار صورة مجتمعه كما يريد ومعالجة القضايا التي تمسه بالشكل الذي يريد، ومن جهة أخرى عليه البحث في ما يقدم إليه من معلومات عبر أي وسيلة تقليدية او حديثة، وفصل قضاياه الشخصية عن القضايا العامة باعتبار أن الرأي العام هو رأي جمعي يستهدف المصلحة العامة قبل الخاصة.
خلاصة القول إن الرأي العام كظاهرة مجتمعية ليست نسخا مكررة وتابوهات ثابتة بقدر ما هي علم يحتاج لباحثين متخصصين، وعلى أهمية القضية التي يتناولها الرأي العام ويبحث فيها هناك عناصر يجب أن تتحقق في كل ما يؤثر على اتجاه الجمهور نحو هذه القضية، بما يوصلنا لرأي عام مستنير قادر على مواجهة الآراء المنقادة ضمن حالة من النقاش المجتمعي السلمي الذي تقوده وسائل الإعلام المهنية ويديره قادة الرأي الحقيقيون حتى لا يكونوا مثل مالك (الراديو) ولا يكون الجمهور كأتباعه.