الأنباط -
عمر الكعابنة
ما لمسته من المقابلة التي عرضت على إحدى المدونات مؤخرا مع قاتل والدته في أحد مراكز التوقيف هو جلب الإثارة بطريقة سيئة ليس أكثر ، فأنا كمتابع لم يجذبني أسلوب المذيع المستفز وأسئلته الضحلة " ليش قتلت أمك !!! " هذا السؤال الاستعراضي الذي أودى بدموع المتهم المتوقعة بلا شك التي لم تعرني أي إهتمام لكنها زادتني إزدراء بأسلوب المذيع، وقطعا لم أجد في كلامهما أي موعظة عن آفة المخدرات ، أليس من الأولى أن تكون المقابلة مع أخصائيين نفسيين لشرح حالة القاتل وأخطار المخدرات على الأفراد والمجتمع ككل ، كما كان بالإمكان الإستفادة من رأي خبراء في علم الإجتماع لتفسير ما آل إليه المجتمع من إنحلال وإزدياد في جرائم القتل تحديدا بين أفراد العائلة الواحدة٠٠ هذا كله بخصوص المحتوى .
أرى أن ما قام به المذيع هو دور منوط بالإدعاء العام المسؤول عن التحقيقات مع المتهمين وهذا قطعا ليس دور الإعلام والإعلاميين وهذه نقطة مهمة يجب إيضاحها من قبل المعنيين في السلك القضائي العادل ، الأسئلة التي وجهت للمتهم من قبل ال٠٠٠٠٠ اعتقد انها أسئلة إدعاء عام وليست أسئلة صحفية أو إعلامية لها هدف منشود ورسالة سامية يراد بها الخير للمجتمع والتنبيه من هذه الجرائم غير المعتادة على مجتمعنا ، أين التنبيه حول أن المقابلة لا تصلح لمن هم دون الثامنة عشرة وبالأصل من هم الجمهور المستهدف من هذه المقابلة الدرامية وما هي الرسالة الموجهة للجمهور .
أما من الناحية الفنية للمقابلة فقد كان المونتاج سيء والموسيقى المستخدمة تصلح لمسلسل تدور أحداثه بين عائلة مشتتة متنافرة لا تجتمع إلا في حالة نشوب المشاكل في قالب درامي فاشل لا يصلح عرضه إلا في بعض الأماكن في الاستراحات الممتلئة على جانبي الطريق الصحراوي ، الأسئلة المنبثقة من هذه المقابلة عديدة ، لماذا تمت تحديدا في هذا الوقت بعد أيام من الجريمة المعروفة ، ومن أعطى الصلاحية للمدونة غير المحلية في القيام بالمقابلة ولماذا هذا المتهم دون غيره ولماذا تلك القضية بالتحديد٠٠٠ أسئلة عديدة ننتظر الإجابة عليها من قبلكم .