الأنباط -
في الوقت الذي كانت فيه الكثير من المحطات الفضائيه في الخارج، تتابع باعحاب ردة فعل الدولة الأردنية، والإجراءات التي أتخذتها بمواجهة ماجرى في مستشفى السلط، في الحادثة المؤلمة التي أدت إلى وفاة عدد من المرضى، جراء الإهمال الذي مارسه بعض العاملين المعنيين في المستشفى، وعدم انتباههم لنفاذ الأوكسجين من المستشفى، وتقارن اهتمام الأردن بمواطنيه باهمال الكثير من الدول لمواطنيها، حيث يموت يوميا الآلاف حول العام جراء إهمال حكوماتهم، يحدث ذلك حتى في الدول العظمى والدول الأكثر ثراء من بلدنا في هذه الأثناء كان البعض من صيادي الفرص، الباحثين عن العثرات، المتصيدين بالماء العكر يتجاهلون كل النقاط المضيئة في إداء الدولة الأردنية، و يركزون على الخطاء الذي وقع، متحاهلين الإجراءات التي تمت لمعالجته ومنع تكراره, فما هو المطلوب أكثر مما جرى؟
لقد كان وصول جلالة الملك عبد الله الثاني إبن الحسين إلى مستشفى السلط، فور وقوع هذا الوصول الملكي يمثل ذروة اهتمام الدولة الأردنية وأجهزتها بماحدث ومن ثم تطويق تداعياته، وقبل ذلك معالجة أسبابه، من خلال مباشرة القضاء التحقيق في ملابسات ماجرى، كما باشرت اللجنة الفنية العسكرية التي أمر جلالة الملك بتشكيلها هي الأخرى تحقيقاتها، كما تمت استقالة وزير الصحة تحملا للمسؤولية الأدبية، مثلما أوقف الادعاء العام مدير المستشفى وثلاثة من مساعديه ومسؤول التزويد في المستشفى، كما أعلنت الحكومة ممثلة برئيسها تحملها للمسؤولية الأدبية عن ماجرى، وهذه الإجراءات هي ماتفعله دولة المؤسسات التي تحترم مواطنيها، وهي إجراءات تدل أن الأمور سارت بالاتجاه الصحيح بالنسبة لهذه القضية، مما كان يستوجب من الجميع التوقف عن جلد ظهر الوطن وعدم المزاودة عليه، سعيا وراء شعبوية رخيصة، سواء من خلال الخطب الرنانة أو من خلال المطالبة بتشكيل المزيد من لجان التحقيق أو التحقيق وغير ذلك من المسميات.
لا أحد يقر أو يقبل ماجرى في السلط، وبالمقابل فإن أي دولة محترمة لن تفعل أكثر مما فعلته الدولة الأردنية في مواجهة ماحدث، فكل شئ بعد ذلك هو من نوافل القول، وعلى العقلاء من أبناء الوطن، أن لايسمحوا بأن تتحول الواقعة إلى مدخل للفتنة والتخريب انقيادا وراء طلاب الشعبوية ومرتزقة وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يثري بعضهم على حساب صورة الوطن، واستقراره وأمنه فالحذر الحذر من نوافل الكلام ففيها الكثير من سموم الفتنه.