الأنباط -
كتب محمد زيد الشوابكة
منذ بدأت الكورونا تُسجل في الاردن كوباء لم نشاهد الملك إلا ملتزماً بالكمامة وبالتباعد .. ومن يعرف البروتوكول المتبع في لقاء وزيارات الملك يعلم ان لقاءات الملك لا تتم إلا بعد أن يتم فحص الجميع وهذا حقٌ لنا بأن نخشى على مليكنا من أي مرضٍ وأي عدوى لا سمح الله ..
اليوم كان المشهد مختلفاً .. الملك وبدون سابق ترتيب يخترق الصفوف والهتافات الي صدحت بإسمه من أمام باب مستشفى الحسين في السلط .. سيارتان فقط وعددٌ محدود من الحرس .. ابو الحسين بين أهله وناسه ومتألمٌ مثلهم .. دخل المستشفى لم يكترث بالبروتوكول ولم يخشى الاختلاط وهو الذي يحُثنا دوماً على الوقاية لكن المصيبة كانت اكبر والوجع كان أعمق وفور أن وصل أخذ يسأل عن مدير المستشفى وعندما اختبئ الجميع كان العسكُر هناك .. وبعدها جميعنا شاهدنا الحوار بين الملك ومدير المستشفى في مشهدٍ نادرٍ في الأردن وأغلب دول العالم .. الملك وصل إلى قمة ثورة غضبه والسبب إستهتار البعض بالمسؤولية وبأرواح الناس .
أنا اجزم أن غضب الملك لم ينتهي في هذا المشهد وبأن الأيام حُبلى بالمفاجئات .. سيدي شاهدنا حُزنك يوم راشد الزيود ورأينا كيف أخذت الحق من أعداء الوطن واليوم نشاهد غضبك وسنرى كيف تأخذ الحق اليوم من أعداء الوطن أيضاً فلا فرق بين الخيانة والإستهتار .