الأنباط -
الدكتور محمد طالب عبيدات
لكل موسم ثلج حكايات وجلها جزء من ثقافتنا وربما بعضها يحاكي الخيال أو المبالغة، لكن الحقيقة أن الثلجة السنوية باتت جزء من فصل شتائنا وأصبحنا نتعامل مع ثقافة الثلج بطريقة أفضل؛ وحتى التبؤات الجوية باتت في تحسّن كبير؛ والنَّاس باتوا يدركوا ضرورة عدم التهافت على المتاجر لشراء وتكديس البضائع؛ وحتى العطل أصبحت للضرورة وليس كلما غيّمت السماء؛ ولكن البعض ما زال يغامر ويخرج بمركبته للشوارع لغايات إثبات الذات؛ والمطلوب جعل ثقافة الثلج شيء طبيعي دونما مبالغة:
1. تنبؤات جوية: هنالك تحسّن ملحوظ للأمانة في صدقية التنبؤات الجوية في القطاعين العام والخاص؛ وحتى تنافسها بات شريفاً، لكن حبذا لو يتكاملان لنخرج بتنبؤات جوية دقيقة نبني تجهيزاتنا وإستعداداتنا الرسمية والشعبية عليها.
2. تهافت: ثقافة التهافت على المواد الغذائية والنفطية وغيرها ما زالت تسيطر على عقليات البعض، فبيع ٢٠ مليون رغيف خبز في يوم واحد بواقع ثلاث أرغفه لكل مواطن كثير جداً وستعمل على زيادة أوزان الناس وبالطبع التخزين غير مبرر، ونصف مليون إسطوانة غاز مؤشر للتهافت، وهنالك المزيد. حبذا لو نكون واقعيين وطبيعيين في مصروفاتنا ولا نُكدّس البضائع.
3. عطل: ثقافة الناس ما زالت تتطلع للعطلة في حال وجود غيمة في السماء؛ لكن تعامل الحكومة مع الوضع والتعطيل للضرورة وفي حال وجود تنبؤات جوية دقيقة يجعل الأمر متوازناً أكثر، لكن هذه الثلجة أحسنت الدولة بجعل ثقافتنا تتجه صوب التعامل مع الثلج بطبيعية وواقعية ليذهب الكل لدوامه كالمعتاد للعمل واﻹنتاجية في ظل تنبؤ دقيق، إلا من لا يستطيع كطلبة المدارس وإتخاذ قرارات إستباقية لتعطيلهم؛ وحبذا لو يتم تهيئة كل الطرق بجاهزيتها كاملة ليكون الدوام إعتيادي للجميع كما في الدول المتقدمة التي لا تعطّل مهما كانت شدة العواصف.
4. مركبات: ما زال البعض يغامر بالخروج بمركباتهم غير المُهيّأة لأجواء الثلج رغم الخطورة، حبذا لو يكون رادعهم ذاتي وعن قناعة بعدم الخروج إلا للضرورة القصوى؛ وواجب الوالدين هنا كبير لتوجيه أبناءهم وردعهم؛ كما أن هنالك ضرورة لمخالفة ومساءلة كل المغامرين.
5. جهود مباركة: الجهود الرسمية والشعبية مباركة للجاهزية القصوى وتكامليتها في تقدم، وخصوصاً من قبل أجهزة الأمن العام والقوات المسلحة والوزارات الخدمية والمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات والشركات الخدمية والكوادر الطبية والمستشفيات وغيرها؛ لكن حبذا أن لا يتم اﻹستعراض من قبل البعض ﻹظهار جهود مسؤوليهم إعلامياً وذكرهم باﻹسم فهذا واجبهم، والمواطن سيلمس على اﻷرض هذه الجهود وسيشكرها ويقدرها.
6. جلسات البيوت: في أجواء الثلج تتعرف العائلات على أبنائها أكثر، حيث أن أدوات التكنولوجيا الذكية جعلت ثقافة اﻷجنحة والبعد المكاني تسود بين أفراد العائلة، وميزة الثلج أنه يقرب بينهم، حبذا لو تستمر.
7. إعلام: التغطية الإعلامية للمنخفضات الجوية متميزة ونوعية؛ لكن بعض المحطات اﻹعلامية تشعرنا وكأننا في حرب ضد الثلج، حبذا لو نحترم ذهنيات بعضنا ونشكر الله على هذه النعمة المباركة.
8. مطلوب التعامل مع العواصف الثلجية بشكل طبيعي مع ضرورة تهيئة قطاعات الخدمات المهمة بجهوزية عالية؛ ولكن هنالك ضرورة لعدم التهويل الإعلامي أو التكديس الزائد للبضاعة وكأن البعض أمام مجاعة أو الخروج من البيوت في ظل العواصف وتزامنها مع جائحة كورونا؛ وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى؛ فالحذر والمسؤولية مهمة جداً.
بصراحة: الثلج والتعامل معه أصبح ثقافة موسمية سنوية، وللأمانة هنالك تطور للأفضل في تعامل اﻷجهزة الرسمية والشعبية معها، لكن حبذا لا نهول اﻷمور اﻹعلامية والتنبؤات والمصروفات وغيرها لنتعامل بواقعية أكثر وتصبح ثقافة الثلج ثقافة موسمية روتينية مقبولة.
صباح الثلج اﻷبيض كقلوبكم البيضاء