الأنباط -
خليل النظامي
يطلق على اليوم الذي يصادف الخامس عشر من شهر فبراير في كل عام بـ يوم "الوفاء للمتقاعدين العسكريين"، الذكرى التي خلدت فيها ارواح ابناء الاردنيين الزكية في السماء، الذكرى التي استشهد فيها كوكبة من صناديد الجيش العربي في العملية العسكرية التي سبقت معركة الكرامة حيث دحروا العدو الصهيوني دحرا مبينا.
اليوم الذي كتب فيه التاريخ عن الرجال الرجال من ابناء العائلة الاردنية الواحدة التي يقودها بحكمة صقر بني هاشم، حيث لا اراض ولا سهول ولا جبال ولا هضاب الا وتعرفهم وتنشقت من رائحة عطر العرق المتصبب عن جباههم وارتوت به، الأشاوس الذين تربوا على الوفاء للوطن وشعبه وقياداته تحت شعارهم الصلب "الله الوطن الملك"، الشجعان الذين لا ينضب عطاءهم المستمر وكأنه ينبوع ماء نقي يشتاق له كل ظمآن.
اليوم الذي اراد له جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله أن يكون يوما وطنيا مشبعا نقيا صافيا تتضح فيه انجازات ابطال القوات المسلحة ونشامى الاجهزة الامنية كـ وضوح القمر في ليلة صافية، والوقوف على التضحيات التي قدموها وأرواحهم الطاهرة التي افنوها في سبيل اعلاء عزة وكرامة الوطن وحمايته من كل عدو غادر.
اليوم الذي اراد له جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، أن يكون مشهدا بطوليا يفتخر فيه الابناء بما قدمه الاباء من تضحيات جسام، وان يكون نبراسا لكل أردني ليفتخر بعزة وتاريخ وامجاد وبطولات اجداده من المحاربين، وشمعة لا تنطفىء تنير خارطة الطريق امامهم ليكملوا مسيرة العطاء والبناء.
اليوم الذي حرص فيه جلالة الملك وعلى الدوام الاشادة بالمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى وابناء الاجهزة العسكرية والأمنية، الذين كان لهم الدور الكبير في ما ينعم به كل من وطأ ارض الاردن من أمن واستقرار، الذين تجمعهم علاقة قدسية مع المواطنين جميعا، وهم الأقرب لقلب القائد الاعلى وهم الجند الأوفياء للعرش الهاشمي النبيل، من يدافعون عن الوطن بكل عزيمة لا تلين وسيف الاردن وسياجها.
اليوم الذي لا ينسى فيه جلالة الملك عبدالله حفطه الله الدور الكبير للمحاربين القدامى، الذين ضحوا بارواحهم للدفاع عن عروبة فلسطين الأبية، ويبذل ويوجه بكل اشكال التوجية لتوفير الدعم بما يسهم في تحسين اوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وتقديم التسهيلات الممكنة لأفراد وضباط القوات المسلحة وكافة الاجهزة الامنية ورعاية عائلات وابناء الشهداء وغيرها الكثير من اشكال الدعم التي تعكس حجم الوفاء والمحبة التي يوليها القائد الاعلى لمن ضحوا ويضحون بأرواحهم وكل ما يملكون فداء لحماية هذا الوطن المبارك وهذا الشعب الأصيل الطيب.
اليوم الذي لا ينفك فيه جلالة الملك عبدالله حفظه الله السعي قدما لتوفير افضل الأجواء المريحة والآمنة لجنودنا البواسل، وهذا ليس بغريب عليه، فهو نهج ورثه من اجداده الهاشميين الذين كرسوا حياتهم لحماية الشعوب والوفاء والعطاء لحماة الديار، وها هو يورثه الآن للشاب الصنديد ولي عهده الأمين الحسين ابن عبدالله حفظهما الله.
فها نحن اليوم نرى حفيد الهواشم الحسين حفظه الله وقد حمل على عاتقه ما حمله والده وأجداده لحماة الديار والمحاربين القدامى والعسكريين والمتقاعدين ويوجه بدعمهم وتعزيز جهودهم واوضاعهم المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لكل اشكال وانواع الدعم والتعزيز والتوجيه.
ها نحن اليوم نرى الأسد وشبله برفقة ابناء اجهزتنا العسكرية والأمنية وبعين العلاقة القدسية التي تجمعنا كأردنيين معهم نرسم أجمل أطار وصورة من صور التعاون الحقيقي والجهد الجماعي ونحقق كل الاهداف المنشودة والمرجوه بالإنجاز والرقي والرفعة في سبيل الحفاظ على وطننا الاردن الغالي وشعبنا الاصيل وقيادتنا الحكيمة.