الأنباط -
الأنباط -
شهادة للتاريخ لجندي مجهول من هذا الوطن الحبيب عشتها معه في التسعينات ولولا ما حدث في مدينة الزرقاء من جريمة شنعاء يندى لها الجبين ما ذكرت ما جال في خاطري من ذكريات أخي الذي لم تلده أمي إنه الباشا عدنان العبدللات كان يومها مديرا لشرطة الزرقاء وخلال ثلاث سنوات تقريبا أعاد لهذه المدينة مكانتها بين مدن المملكة حيث بعد توليه لمنصبه بسنتين لم نسمع لشيء مخالفا للقانون في مدينة الزرقاء فكان كل همه القضاء على أصحاب السوابق والفتوات والخارجين عن القانون وعمل بكل جد وإخلاص وأمانة حتى كتب الله له بلوغ مراده وهدفه وبقدر صدق النية عنده وصلاحها وصل للهدف المنشود الملقى على عاتقه فقام بواجبه على أحسن وجه.
يحضرني قصة قالها لي في ليلة من الليالي رجعت إلى البيت منهكا ولم يكن عندي في البيت أحد من عائلتي حيث كانوا في مزرعة لنا في الغور وقبل أن أنام وإذ بجرس التلفون يرن ويخبرونني بأن شرطيا قام بإطلاق النار على مجرم له سوابق كثيرة حيث كان المجرم يحمل سيفا ليقتل به من أمامه حتى لو كان شرطيا فما كان مني إلا أن اتصلت بالشرطي وباركت له صنيعه وما قام به من واجب نحو أمن هذا الوطن الحبيب على قلوبنا وكان هذا الشرطي من الذين تم ترقيتهم وتكريمهم لأنه اتفق قول النبي صلى الله عليه وسلم " من كان آمنا في سربه عنده قوت يومه معافا في بدنه فقد حيزت لهم الدنيا بحذافيرها " فقد بدأ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بالأمان لأنه أساس الحياة فأنت أيها المواطن إن لم تكن آمنا في بيتك فلن تهنأ لك حياة فالأمن في البلاد أساس السكينة والهدوء فمرحبا بالباشا عدنان العبدللات وأمثاله الذين خدموا وطنهم بكل جد وإخلاص وأمانة وبشرى لهم حياة في الدنيا سعيدة وفي الآخرة جنات تجري من تحتها الأنهار.
وإني لأغبطه اليوم على قربه من الله وفعل الخيرات التي يتسابق على عملها لتقربه من الله أكثر فبشرى له ولأمثاله من المخلصين الذين عملوا على بقاء ذكراهم الحسنة لأنهم يعلمون أنهم راحلون وتبقى ذكراهم العطرة.
فطوبى لهم وحسن مآب.