الأنباط -
الأنباط -تعبر مسرحية " ثامن أيام الأسبوع " التي عرضت مساء أمس على مسرح الشاعر حبيب الزيودي في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي في الزرقاء، عن قوة التشبث بالإنسانية وما تتضمنه من قيم ومبادئ وأحلام ترفض الاندثار أو الرضوخ للإملاءات مهما كانت الظروف.
وتم عرض المسرحية، ضمن فعاليات مهرجان صيف الزرقاء المسرحي الثامن عشر، الذي حمل عنوان " وتستمر الحياة رغم كورونا " ، وتم بثها الكترونياً، بحضور العدد المسموح به، التزاماً بأمر الدفاع والاجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.
وتنتمي المسرحية الى ما يسمى بمسرح العبث، حيث ان الثيمة الرئيسية في المسرحية ترصد قصة رجل يجد نفسه في مقبرة وجهاً لوجه أمام رجل آخر " الدفان " ، اذ يصر أنه إنسان حي، حتى يتم دفنه، وذلك تعبيراً عن طموحات الإنسان ودافعه الساعي دائما للتعبير عن إنسانيته والتعبير عن تطلعاته وآماله .
يدور الحوار العبثي بين الرجل المتمسك بالحياة و" الدفان " حول ضرورة الموت من وجهة نظر "الدفان" ، وضرورة الحياة وعدم الرضوخ والاستسلام من وجه نظر الرجل الإنسان، حيث يلجأ مخرج المسرحية إلى توزيع الجثث على خشبة المسرح في دلالة واضحة لمصير الرجل الرافض لإملاءات وأوامر" الدفان " .
يحاول الرجل إعطاء "الدفان" ما يريد من نقود مقابل أن يتركه يعيش، إلا ان " الدفان " يرفض ذلك ويرد بعبارة عبثية معتبراً ذلك "رشوة " من الرجل ليبقى حياً، في حين تنتهي المسرحية بمشهد معبر من خلال التفاف الخيوط على الرجل مثل الشبكة العنكبوتية، في دلالة على مصيره المحتوم وعدم القدرة على الخلاص، إذ يتجلى ذلك حينما يقبل الرجل الموت ويحفر قبره بيديه مقابل الحصول على الماء ليروي ظمأه فقط .
جسد المسرحية ، التي كتبها علي عبد النبي الزيدي وأخرجها محمد الجراح ، الفنانون : راتب عبيدات، معتصم السميرات، وعلاء الحاج عيد، فيما ألف الموسيقى محمد الزيتاوي، ونفذ الديكور باسمة بني يونس وخالد عطية، وصمم الإضاءة نور الدين الشوابكة .
وبين مخرج العمل محمد الجراح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ان المسرحية التي تنتمي إلى المدرسة العبثية في المسرح، تدور حواراتها داخل هذا الإطار، مشيراً إلى أبعادها واسقاطاتها على الواقع المعيش للتعبير عن رفض الإنسان لأية إملاءات أو خضوع لرغبات وإرادات لا تعبر عن دواخله أو تطلعاته .
وأضاف الجراح ان الإملاءات وحب السيطرة والرغبة في اخضاع الآخرين، أمور تسلب الإنسان إنسانيته وتجعله مجرد مخلوق يسعى وراء قوت يومه، دون ممارسة حريته وإرادته في القبول والرفض والتفكير والاختيار والحلم .
--(بترا)