البث المباشر
الفيفا: علي علوان وصيف هدافي العالم مع المنتخبات لعام 2025 (60) محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل "الغذاء والدواء" و"البريد الأردني" يبحثان آفاق التعاون في مشاريع عمل مشتركة الأردن يشارك في الحوار التاسع حول مكافحة التطرف العنيف في الشرق الأوسط جامعة البلقاء التطبيقية تفوز بمشروع أوروبي ممول بالكامل بقيمة 2.7 مليون يورو في مجال احتجاز الكربون بالأراضي الرطبة شمس الشموس أبو الغيث بن جميل السّيرة والتّحقّق مهرجان جرش للثقافة والفنون أربعون عاماً من إقامة المعنى في جسد المكان اتفاق غزة.. من مسار للحل إلى أداة لإدارة الصراع البترا تسجل أعلى عدد زوار يومي منذ 2023 المنتخب الأولمبي يلتقي نظيره الياباني وديا غدا 87.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية تراجع النفط واستقرار أسعار الذهب مع ارتفاع الدولار عالميا الجزائر تغادر مجلس الأمن الدولي اليوم والبحرين خليفتها الذكرى الأولى لرحيل الفريق عبدالرحمن العدوان طقس بارد اليوم وأمطار غزيرة متوقعة غدا مع تحذيرات من السيول أطباء يحسمون حقيقة أخطر خرافة حول النوم بجوار الهاتف نصائح للوقاية من العدوى المنقولة بالغذاء الأرصاد الجوية: منخفض جوي يؤثر على المملكة الخميس. 5 ميزات مخفية في Gmail 5 أدوات ذكاء اصطناعي قد تغير حياتك في 2026

شمس الشموس أبو الغيث بن جميل السّيرة والتّحقّق

شمس الشموس أبو الغيث بن جميل  السّيرة والتّحقّق
الأنباط -
كتاب جديد للشاعر والكاتب علوان مهدي الجيلاني

يمثل كتاب (شمس الشموس: أبو الغيث بن جميل السيرة والتحقق) للشاعر والكاتب علوان مهدي الجيلاني، الصادر هذا الأسبوع في صنعاء إضافة نوعية للمكتبة الصوفية والتاريخية، لا سيما فيما يتعلق بتاريخ التصوف في اليمن؛ إذ يتجاوز الكتاب كونه سيرة تقليدية ليقدم مشروعًا بحثيًا متكاملاً يهدف إلى استعادة المكانة الحقيقية للقطب الصوفي الكبير شمس الشموس أبي الغيث بن جميل (ت. 651هـ -1253م)، وتأصيل دوره الروحي والاجتماعي في عصره وما تلاه؛ حيث ينطلق الجيلاني من تأصيل تاريخ التصوف وقوة وجوده في اليمن قبل القرن السابع الهجري، وتصحيح الصورة النمطية التي تقلل من حضوره في تلك الفترة، وهي الصورة التي رسمها بعض الباحثين بطريقة غير دقيقة، مؤكداً أن مؤسسات التصوف اكتملت في القرن السادس الهجري.
قيمة الكتاب تنبع من كون شمس الشموس أبي الغيث بن جميل يمثل حالة استثنائية في تاريخ التصوف، فقد جمع بين فرادة التجارب الذاتية الفارقة، والتميز في قيادة المريدين وقد تناولته اشتغالات الكتاب من خلال محاور عدة، تبدأ من تتبع دقيق ومفصل لحياته، من ولادته حتى وفاته، مع تصحيح الأخطاء التاريخية والخلط في المصادر، وتوثيق تفاصيل حياته التي لم تكن معروفة للعامة، 
يبدأ الجيلاني كتابه بـمقدمة عنوانها (استعارة غير مألوفة)، يذكر فيها مبررات اشتغاله على سيرة شمس الشموس؛ ثم يعرض تاريخ التصوف في اليمن، قبل ظهوره؛ ليرسم الإطار النظري والتاريخي الذي نشأت فيه سيرته.
بعد ذلك تتوالى أبواب الكتاب، ففي مجال نشأة شمس الشموس وتكوينه نقرأ فصولاً مثل: (أول الغيث بن جميل)، (قطرة من قنديل السماء)، (بين أيدي الشيوخ)، (فتنة الأحوال الغالبة)، (من التيه إلى الفتح)، حيث نقرأ بدياته ومراحل تربيته الروحية على أيدي مشائخ مثل ابن أفلح والأهدل والحكمي والبجلي والمعيني والهتار وغيرهم. 
وفي مجال تأسيس شمس الشموس لخصوصية ومنهجه؛ نتابع كيفية تشييده خصوصيته، بعد انتقاله إلى بيت عطا، وتأسيس الرباط، وأساليب جذب المريدين والأصحاب، موضحاً كيف بنى الشيخ أبو الغيث مدرسته الصوفية الخاصة.
وفي مجال مقارباته لقطبيته والمكانة العليا التي وصل إليها يتناول فصولاً مثل: شيخ الشيوخ، والخلافة الكبرى، وصاحب الوقت، ويكشف أسرار تحكيمه للباهوت أحمد بن علوان، من خلال إيراد المراسلات التي دارت بينهما، كيف حدثت وقائع التحكيم، وهي كلها جديدة تنشر لأول مرة، وهي الفصول التي تؤسس لمكانته الروحية المطلقة.
ويتناول الجيلاني تأثير شمس الشموس وسلطته الروحية والختام، م خلال فصول مثل: حامي حمى اليمن، حياة الوجود، ومائة عام من الأنوار، ليرصد أثر الشيخ في عصره وبعد وفاته.
اعتمد الجيلاني في كتابه منهجاً تاريخياً تحليلياً استقصائياً، يتسم بالصرامة في التحقق من الروايات. وقد أشار المؤلف في مقدمته إلى أن منهجه يقوم على الاستقصاء الشامل، والبحث عن كل ما كتب عن شمس الشموس أبي الغيث بن جميل في المصادر المخطوطة والمطبوعة، بما في ذلك المصادر التي لم تكن متداولة، مثل مخطوطة (مرقوم الحقائق)، إلى جانب محاولة ترتيب السيرة زمنياً، وهو ما قال الجيلاني بأنه تطلب صبراً وإصراراً لتجاوز إهمال المؤرخين لتسلسل الأحداث.
على أن الجيلاني لم يكتفِ بالسرد، بل قدم مقاربات تأويلية للأحداث والمواقف الصوفية، محاولاً فهم الوقائع الإشارية كالمكاشفات والكرامات من منظورها الصوفي الداخلي، ناهيك عن الاشتباك مع الشذرات العرفانية وتحقيق الاصطلاحات.
 يتميز الكتاب بأسلوب يجمع بين الرصانة الأكاديمية والجزالة الأدبية، وهو ما يتناسب مع موضوعه الذي يمزج بين التاريخ والتصوف، واستخدام أساليب التحليل والتعليل، حيث لا يمر على معلومة دون محاولة تفسيرها أو تأويلها في سياقها الصوفي والتاريخي، كما يتسم النص في بعض المواضع بالتكثيف والإشارة، خاصة عند الحديث عن مقامات الشيخ وأحواله، وهو ما يتماهى مع طبيعة خطاب أبي الغيث بن جميل نفسه الذي كان يتميز بكثافة الإشارات التي يصعب تلقيها.
الكتاب يمثل أهمية كبيرة؛ حيث تكمن القيمة المضافة له في كونه مرجع لا يمكن الاستغناء عنه؛ فهو استعادة قوية لسيرة منسية أو مغفول عنها، وقد نجح الجيلاني في إخراجها من دائرة التناقل المحدود إلى دائرة البحث العلمي الموسع، مقدماً رسماً شاملاً لمسار شخصية فذّة وفريدة التأثير.  ويمثل الكشف عن نصوص ومراسلات له لم تكن معروفة من قبل، مثل مراسلات شمس الشموس مع أحمد بن علوان ضربة بحثية مهمة؛ ذلك أنها تفتح آفاقاً جديدة لدراسة فكره وتأثيره، والجيلاني من خلال تحليل أقوال الشيخ ومواقفه، يثري الفكر الصوفي بمفاهيم عميقة حول القطبية، والولاية، والخلافة الكبرى، مما يجعله مصدراً مهماً للمتخصصين في الفلسفة الصوفية. 
شمس الشموس أبو الغيث بن جميل السيرة والتحقق
المؤلف: علوان مهدي الجيلاني
الناشر: غافق للدراسات والنشر
الطبعة: الأولى، 1447هـ / 2025م
عدد الصفحات: 504
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير