خريطة المعادن الجديدة.. هل توسع الاستثمار بالقطاع أم تبقى حبرًا على الورق؟ هل يلعب "الحزب" دور "الجماعة"؟ الإدارة المحلية بين الإصلاح التشريعي والتطبيق المجتمعي قانون "GENIUS".. هيمنة رقمية للدولار ورافعة محتملة للدينار الشرع يعين وزير الماليه محافظا لدى البنك الدولي الأردن؛ وطن لا وظيفة وزير الداخلية يرعى احتفال مدينة سحاب بعيد الاستقلال الـ79 وزير الأوقاف يزور بعثتي القوات المسلحة والامن العام الأردن يدين اقتحام المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك "الاقتصاد النيابية" تبحث بدائل رفع الحماية الجزائية عن الشيكات وتوصي بحزمة من الإجراءات النائب الزيادين يشيد بالنقلة النوعية التي تشهدها شركة البريد الأردني الحملة الأردنية والخيرية الهاشمية توزعان آلاف الوجبات الساخنة في غزة رغم الحصار اختتام دورة مدربي السباحة في مدينة الحسين للشباب فندق الريتز-كارلتون عمّان يحتفي بأحدث تكريم ناله مديره العام طارق درباس في انعكاس لمسيرته المتميزة اللواء المتقاعد محمد بني فارس يبارك لخريجين نسور سلاح الجو الملكي ‏الحكومة السورية تبدأ مناقشات رسمية مع البنك الدولي حول منحة مالية تبلغ قيمتها 146 مليون دولار انقطاع مؤقت للإنارة خلال تدريبات النشامى في مسقط والأجواء الإيجابية تسيطر على المعسكر اختتام دورة مدربي السباحة “درجة ثالثة” في مدينة الحسين للشباب انتخاب الألمانية بيربوك رئيسة للجمعية العامة للأمم المتحدة "صحة الأعيان" تزور شركة دار الدواء للتنمية والاستثمار

معارضة بالوراثة

معارضة بالوراثة
الأنباط -

من الانطباعات السائدة في الأردن، والمتناقضة مع الحقيقة، أن المواقع المتقدمة في الدولة الأردنية تنتقل بالوراثة من الأب للابن وهكذا دواليك، وهذه إحدى نتائج انقياد مجتمعنا للانطباعات السلبية التي تغذيها الشائعات التي تُروج فيه جراء تعطيل العقل، ونتيجة غياب ثقافة "التبُين" من جهة، ولأن بعض من لايصلون إلى مواقع متقدمة في مؤسسات الدولة يعزون فشلهم في هذا الوصول إلى أكذوبة التوريث السياسي في الأردن، وهو بالمناسبة ليس مثلبة، ففي كثير من المجتمعات تشتهر عائلات بتعاطي السياسة وتولي المواقع القيادية مثل آل بوش وآل كندي في الولايات المتحدة الأمريكية، مثلما تشتهر عائلات أخرى بالسيطرة على الاقتصاد كآل روتشلد، مثلما نلحظ أن هناك عائلات يكثر فيها الأطباء أو رجال القانون....الخ، وهذا كله بفعل تأثير البيئة والثقافة السائدة في المجتمع الذي ينشأ فيه الإنسان ويترعرع، لذلك تمنع بعض الدول من ينحدر من سلالة كانت أحد أبائها يتقاضي "البخشيش" أو بدل الخدمة، من التعين في القضاء، خوفاً من أن يتحول مفهوم البخشيش إلى رشوة يمارسها القاضي!
مناسبة هذا الكلام أن بعض الذين ينتقدون ما يزعمون أنه توريث سياسي للمناصب، يمارسون هم بدورهم الوراثة السياسية على المقلب الآخر، فهؤلاء يعارضون أو يتوهمون أنهم معارضون لأن "الوالد" كان في صفوف المعارضة، دون أن ينتبهوا إلى تغير الأزمنة والقضايا والأولويات، والأساليب حيث لم يعد أسلوب الصراخ يجدي، كما أن أسلوب الاتهام والتخوين صار مكشوفاً، فلو انتبه هؤلاء المعارضين بالوراثة إلى هذا التغير فلربما غيروا من مواقفهم، كما فعل الكثيرون من رموز التيار الذي كان ينتمي إليها السيد "الوالد" سواء كان هذا التيار إسلامياً أو قومياً أو يسارياً، والأدلة على هذه الحقيقة أكثر من أن تحصى.
آفة هؤلاء الذين يعارضون بالوراثة وسيراً على خطى "الوالد"، فوق أنهم يسيرون على قاعدة كل "فتاة بأبيها معجبة"، وفوق أنهم لا ينتبهون إلى التغير في الزمان وفي القضايا والأولويات، فإنهم أيضاً قد عطلوا عقولهم فلم يدققوا فيما أوصله إليهم آبائهم من مفاهيم ومواقف ليعرفوا فيما إذا كان السيد "الوالد" على حق أم على باطل، كباطل أبو سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام، فمثلما أن "الولد" قد يكون "عملاً غير صالح" فإن "الوالد" قد يكون في ظلال مبين، وكثيرة هي الآيات القرآنية التي تنهى عن السير على طريق "الوالد" كقوله تعالى " ...قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه أباءنا أولو كان أباؤهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون"
الوراثة السياسية للمناصب " إن وجدت" قد تكون قراراً مفروضاً في بعض الحالات، لكن المعارضة بالوراثة هي في معظم الحالات تعطيلاً للعقل جعلنا الله وأياكم من أصحاب العقول النيرة.


© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير