الأنباط -
الأنباط -تم الإعلان من قبل وزارة البيئة انتهاء المرحلة الأولى من خطتها الوطنية للتوعية البيئية، التي بدأت مراحلها التنفيذية في 20 كانون الثاني الماضي. وصرح وزير البيئة ووزير الزراعة المكلف الدكتور صالح الخرابشة ، إن وزارة البيئة والجهات الرسمية ذات الاختصاص والشركاء كافة، كان لهم الدور الكبير والفاعل في تنفيذ العديد من محاور الخطة الوطنية للتوعية البيئية التي أطلقتها الوزارة، لتأكيد دورها الرقابي والإشرافي والتوعوي في مجال حماية البيئة. ومن هذا المنبر الإعلامي اتحدث عن دور (وزارة البيئة) والتي تعتبر من الوزارات الهامة التي تساهم في الوقاية ، والتوعية حول فيروس كورنا ، وهنا أرفع قبعة الاحترام والتقدير للجهود الجبارة التي يقوم بها وزير البيئة ووزير الزراعة المكلف الدكتور صالح الخرابشة.
ولكن من المهم والضروري جداً أن تكون الغاية والرؤية واضحة، وقد جاء في الخطة حسب تصريح معاليه إنها تهدف إلى رفع درجة الوعي والتثقيف البيئي لدى المواطنين من فئات المجتمع كافة !! ولكن الواقع يقول عكس ذلك فقد عاد فيروس كورونا ليخترق حدود الأردن مسجلا إصابات جديدة بعد ما يزيد عن الشهرين من الاقتراب من صفر حالات وهذا نتيجة الاستهتار وعدم التقيد بشروط السلامة من بعض المواطنين، كما أشارت الحكومة إلى أن 57 بالمئة من الأردنيين لديهم شكوك بصحة وجود وباء كورونا، ومن هؤلاء 8 بالمئة يعتقدون أن الوباء أكذوبة أو مؤامرة !!
وحول مشاركة المؤسسات الوطنية والجمعيات وهيئات المجتمع المدني في مسؤولية تنفيذ أنشطة الخطة.. للأسف العمل لازال متواضع ودون المستوى المطلوب .. أعتقد أن نسبة كبيرة من المواطنين بحاجة الى الشعور بتحقيق أهداف هذه المشاركة . وكان لزاماً على بعض المديريات في وزارة البيئة بصفتهم جهة مرجعية تكوين وإحداث أساليب تشاركية على أسس علمية مدروسة مبنية على التجربة.
وحول ما تبنته الخطة في نشر الأنشطة والمبادرات والتعليمات والقوانين، تجاه البيئة وعناصرها المختلفة، وتحديدا في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد وكيفية التصدي له .. يجب ان نعلم ان التوعية البيئية ليست مجالاً للاجتهادات، ورغم ذلك فإن أكثر الممارسين لها خليط بين مجتهدين وناسخي تجارب قد لا تتوافق مع معطياتنا، وقد كان لهذه الممارسات الكثير من السلبيات التي تحولت بالمعنى الحقيقي من التوعية الى الترويج السلبي في حالات كثيرة، ولا تكاد تخلو حملة بيئية غير مدروسة من العودة بكوارث صحية وبيئية، خصوصاً إذا كان القائمون عليها الفعليون لا يمتلكون الخبرة العملية الكافية ، أو من المتحمسين ممن لا يستطيعون قراءة الواقع ودراسة الحملة بما يضمن نجاحها وتحقيق أهدافها.
يبقى السؤال.. هل إنجاز وزارة بحجم وزارة البيئة للوقوف أمام أنتشار جائحة كورونا يقاس من خلال إطلاق حملة توزيع الاكياس الصفراء الخاصة بجمع القفازات والكمامات المستخدمة من أماكن التسوق والتخلص منها بطريقة آمنة؟!علينا أن نفرق بين مفهوم الإنجاز والمهام التي تقع على مسؤوليتنا ويجب علينا تنفيذها .
واخيراً الخطة الوطنية للتوعية البيئية اشتملت على 31 محورا، راعت الاحتياجات والمسؤوليات، ضمن إطار زمني يضمن استدامتها، للوصول إلى مخرجات وطنية تكون الأنموذج لخطط وبرامج مستقبلية نحو تنمية بيئية مستدامة.. وهنا نتساءل اين هو دور مديري المديريات البيئية في المحافظات ؟! اين هو دور أقسام التوعية البيئية ؟! هل توجد خطط وبرامج توعوية وتثقيفية بالخطوات والإجراءات التي يجب اتباعها ؟! أين دور الجمعيات البيئية المنتشرة في مختلف أنحاء المملكة ؟ أين .. وأين .. وأين ؟؟
نكرر النداء .. أصبحت الان مسؤوليات وزير البيئة ووزير الزراعة المكلف الدكتور صالح الخرابشة كبيره جدا، والتعامل مع الموقف بمهنية عالية وطلب الإسناد من كوادر وزارة البيئة ، والجهات الوطنية المختلفة أصبح مطلوب وبشكل عاجل جداً..!!