الأنباط -
الجنرال وراعي الغنم
في ظل ما يجري من أحداث في مجتمعاتنا العربية اليوم وكثرة المحللين السياسين والآراء المتعددة ما بين مناصر ومعارض. لا يهم لماذا المهم نعارض او نناصر ونملأ منصات التواصل الاجتماعي بآرائنا في الأحداث الجارية دون التقين من الخبر او معرفة اصل الحكاية.
اصل الحكاية يا سادة يا كرام سأرويها عليكم من قصة كتبها الدكتور علي الوردي في كتابه "لمحات اجتماعية من تاريخ العراق" واترك الحكم لكم.
القصة كما رواها الدكتور علي الوردي لكن باختصار: ان الجنرال ستانلي عندما دخل احد المناطق العربية عام ١٩١٧ صادفه راعي غنم معه كلبه الذي كان يساعده ويحمي له الأغنام من الحيوانات المفترسة. طلب الجنرال من مرافقه ان يطلب من الراعي ذبح الكلب على ان يعطيه جنيها استرلينيا بدلا ذلك.
قام الراعي بذبح الكلب دون تردد تحت اقدام الجنرال لان بالجنيه الاسترليني في ذلك الوقت يشتري نصف قطيع.
بعد ذلك طلب الجنرال من الراعي ان يسلخ جلد الكلب مقابل جنيه اخر، فأخذ الراعي الجنيه وسلخ الكلب. عاد الجنرال وطلب من الراعي ان يقطع الكلب مقابل جنيه اخر، الراعي قطع الكلب إلى قطع صغيرة فأعطاه الجنرال الجنيه وانصرف. ركض الراعي وراء الجنرال ومرافقة وقال تعطيني جنيه اخر واكله؟
قال الجنرال لا أنا أردت فقط ان افهم نفسياتهم
فأنت ذبحت وسلخت وقطعت أغلى صديق عندك ورفيقك من اجل ٣ جنيهات ومقابل جنيه رابع مستعد لأكله. هذا ما احتجت معرفته.....
من الراعي ....؟؟ ومن الجنرال..... ؟؟ في ٢٠٢٠
هل كلنا الراعي.... لا قيم ولا نزاهة لدينا نبيع أغلى ما عندنا مقابل مصالحنا الشخصية. نخدع ونكذب ونسرق نأكل المال الحرام ونستغيب ونخطط لإحباط الآخرين وافشالهم في أعمالهم؟
ام هل كلنا الجنرال..... لا قيم ولا نزاهة لدينا نبيع أصدقائنا واخواننا من اجل المناصب والكراسي، نسرق ونأكل مال الشعب والفقراء ونخطط لإحباط الشباب وضياعهم ليعيشوا دون امل وعمل؟؟
من نحن؟
نحن أمة غابت عنها القيم .....
فضاعت بين الجنرال وراعي الغنم ...
د. ايمي بيتاوي