الأنباط -
ثلة قليلة من الناس يشار إليهم دوماً بالبنان في كلّ مؤسسة على أنهم البناة الحقيقيون والمهتمون جداً بشؤون مؤسستهم، وهؤلاء يمثلون حجر الزاوية في مؤسستهم، فهم من يمتلكون رؤية التغيير والتطوير والعطاء، فهم كالقابضين على الجمر في زمن إختلط فيه الحابل بالنابل وكثُر فيه التُجار بالمواطنة والمُرائين؛ وفي زمن كورونا ثبت على الأرض أن هذه الثلة من البشر هي الداعم الرئيس للمؤسسات الوطنية:
1. قليلون من الناس يعملون ولكن كثيرون يتكلمون أو ينظّرون وهم الحمولة الزائدة بالمؤسسة.
2. أثبتت الدراسات بأن العاملين في أي مؤسسة هم الذين قلبهم عليها أو المنتمون لها، بيد أن المتحدّثون غير مبالين في إستدامة أو تطوير المؤسسة.
3. المصيبة أن كل العاملين في المؤسسة يخالون أنفسهم على صواب حتى ولو لا ينتجون أو لا يعملون أو حتى ولو يُخرّبون.
4. حتى في الأسرة الواحدة -كأصغر مؤسسة- البعض قلبه عليها والبعض الآخر غير مهتم، تماماً كالمؤسسات الكبرى.
5. هذه الأيام هنالك حالات تشفّي بالمؤسسات والمسؤولين من قبل ضعيفي الإنتماء والذين لا يضعون النماذج الناجحة صوب أعينهم بل السلبية.
6. البعض يَعْزي ما يقوم به من سلبية لممارسات حكومية من حيث عدم إختيار الرجل المناسب في المكان المناسب؛ وهذا بالطبع غير محمود لكن المطلوب أن يمارس إنتماؤه على الأرض أنّى كانت ممارسات غيره.
7. البعض يحاول الإساءة للمؤسسات الوطنية من خلال تهريب بعض الكتب الرسمية لغايات التأجيج أو إذكاء الفتن؛ وهذه جرائم بحق المؤسسات والوطن لا بل خيانات وطنية غير مقبولة.
8. مطلوب تجذير روح الإنتماء عند كل الناس من خلال العدالة والإستحقاق بجدارة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب؛ كما مطلوب دعم المنتمين للوطن قبل غيرهم ليكونوا نماذج تُحتذى؛ وإلّا فإننا نساهم في قتل روح الإنتماء لدى المؤمنين بثوابت الوطن الأشم.
بصراحة: قبل وإبان وبعد كورونا بتنا نعاني من حالة من ضعف الإنتماء لمؤسساتنا من قبل بعض الناس، وهذه الحالة إذا ما إستشرت سنكون بخطر! ولذلك نحن بحاجة ماسة لتعميق حالة الإنتماء لمؤسساتنا من خلال تجذير مبادئ العدالة والإستحقاق بجدارة وتكافؤ الفرص والشفافية والنزاهة ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب؛ وإلّا فكأننا ندعم العكس لا سمح الله تعالى.
صباح الوطن الجميل