البث المباشر
المياه : ضبط اعتداءات ومصادرة سبع مضخات تستخدم لتعبئة الصهاريج في بيادر وادي السير الملك يلقي خطابا أمام البرلمان الأوروبي المدن الصناعية تعلن تفاصيل الكهرباء المجانية وتخفيضات الاسعار في "الطفيلة الصناعية" صدور تعليمات منح الموظفين المكآفات والبدلات عن عضويتهم بمجالس الإدارة الاحتلال يفجر منزلا في بلدة بيت عوا غرب الخليل ويهدم منازل في مخيم جنين تراجع أسعار الذهب عالميا رئيس مجلس الأعيان يلتقي السفير البحريني لدى الأردن العينان دروزة و العايد يلتقيان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري صحة غزة: 45 شهيدا ومئات الجرحى بمجزرة اسرائيلية بخانيونس ورشة حول التسوق والتسويق الإلكتروني في الكورة الصين: مصرع 9 أشخاص وإصابة 26 بانفجار مصنع للألعاب النارية تنشيط السياحة تنفذ سلسلة من الفعاليات الترويجية في كوريا الجنوبية رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان يتفقد مركز صحي أم القطّين الأولي في لواء ناعور الأسئلة المحظورة في زمن الحرب 68.7 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية شي يغادر لحضور النسخة الثانية من قمة الصين-آسيا الوسطى وزير المياه والري : الجهود الحكومية في تحديث الشبكات وضبط الاعتداءات وفرت نحو 114 مليون دينار ونحو 20 مليون متر مكعب من مياه الشرب للمواطنين الهواري يبحث في الجزائر سبل تعزيز التعاون الصحي وتطوير الشراكات بقطاع الصناعات الدوائية الاحتلال يعلن عن مخطط استيطاني جديد في جبل المكبر جنوب القدس 16600 طالب فلسطيني استشهدوا منذ بداية العدوان على قطاع غزة والضفة الغربية

الجائحة ومستقبل الاقتصاد التشاركي

الجائحة ومستقبل الاقتصاد التشاركي
الأنباط -
من المؤكد ان جائحة كورونا قد غيرت الخارطة الاقتصادية وطبيعة الفعاليات التي تحكمها والتي كان يتوقع لها ان تكون محفزات للرقي الاقتصادي للمجتمعات المعاصرة. ولان(الجائحة)حدث مزعج في جوانبه الاجتماعية والصحية والاقتصادية،فقد سببت انقسام العالم في رؤاه وفي تعامله حولها فهناك فريق يعتقد بضرورة الاستفادة من دروس الحدث ويكون اساسا(لتعديل كل أشكال تعامله مع الأزمات في المستقبل)في حين يرى آخرون أن حالة(الوعي بالحقائق الجديدة ستكون قصيرة الأمد كما حدث مع كل الكوارث السابقة التي عرفها العالم مثل الحمى الاسبانية التي حصدت بين 50 و 100 مليون نسمة عام 1918 أو الازمات المالية لعام 1929و 2008 وغيرها) وسيتم استعاب الحدث وتعود الامور كما كانت منتظرين حدث أو أزمة جديدة.
من ضمن الظواهر الاقتصادية الريادية المهمة هو الاقتصاد التشاركي،وقد ظهرمنذ بداية القرن الحالي متاثرا بالركود الإقتصادي الذي سببته الازمة المالية لعام2008 (والحاجة لتلبية تنامي الطلب وانخفاض الموارد والمخاوف المستمرة بشأن إضرار المنظمات الكبيرة بالبيئة،وانتشار الإنترنت والتطبيقات الاجتماعية في العالم).حيث يعتبر أحد(أسرع الاتجاهات التجارية نموا في التاريخ،فمنذ عام 2010 ضخ المستثمرون ما يزيد 23 مليار دولار في تمويل الشركات الناشئة)وفق مضمون التشارك.
ولتوضيح مضمون الاقتصاد التشاركي Sharing Economy
او مايعرف باقتصاد المشاركة نستعين بالتوضيح الاقتصادي الشائع وهو إذا كنت ممن(يعيشون في منزل كبير ولكن لا تستخدم منه إلا غرفة واحدة فأنت اذا تهدر قيمة المنزل، وذلك طبقا للمبدأ الاقتصادي المعروف"الموارد غير المستخدمة هي موارد مهدرة") والسبب لأنك لم تستخدمها حتى أقصى إمكانياتها.وعلى وفق هذا التشارك في الاستعمال ظهرت (ثقافة الاستخدام بدل الملكية)ومضمونه اتجاه الفرد إلى استخدام مصادر يمتلكها آخرون بدل امتلاكها خارج نطاق الملكية الفردية وذلك ما يعرف احيانا باسم "اللاملكية". وتشير الدرسات ان الاقتصاد التشاركي قد تطور بسبب انظمة العمل الرقمية والتكنولوجيا(والتقنيات الاجتماعية والحاجة إلى مواجهة النمو السكاني العالمي المطرد واستنزاف الموارد، الذي قد يؤثر في قدرة الحياة مستقبلا).ويمكن تلخيص الاسباب التي يتشارك الناس من أجلها بمايلي:إجتماعية (تكوين علاقات جديدة أو المحافظة عليها)، إقتصادية (توفير المال)، عملية (تقليص الوقت، وتحسين النتائج)، الإستدامه (المحافظة على البيئة). ومثل هذه الأسباب مهم اعتمادها عند التفكير في نموذج العمل الخاص بمشروع قائم على الإقتصاد التشاركي.
علما بأن (العروض القائمة على المشاركة ترتكز على مجموعة من القيم كالثقة والشفافية والتمكين الاقتصادي والتعبير الخلاق والأصالة والمرونة المجتمعية والترابط بين البشر).
لقد قست كورونا على منظمات الاعمال قسوة لم يشهد لها التاريخ مثيلا ،وادت الى تعطيل عمل العديد منها وترك ملايين العاملين اعمالهم اما بسبب اغلاق منظماتهم او بسبب محدودية الطلب عل منتجاتها او بسبب الحجر المنزلي،ومثل هذه المسببات تستلزم اللجوء الى استراتيجية معالجة حيث وجدفي مضمون (الاقتصاد التشاركي) الحل من خلال تبادل العمالة مع المنظمات التي(حظت بطلب استثنائي)في زمن الجائحة مثل شركات(الصحة والخدمات اللوجستية وبعض متاجر البيع بالتجزئة) حيث تقوم المعادلة على استعارة المنظمات النشطة العاملين من منظمات أخرى مما يضمن استمرار حصول العاملين على الدخل وتخفيف العبيء المالي على المنظمات مقابل سد العجز الحالي في العمالة.
ومع استمرار كورونا، ستضطر منظمات الاعمال إلى اتخاذ المزيد من التحوطات لضمان بقائها في العمل أطول فترة ممكنة. لكن رغم ذلك، من المتوقع أن تزداد معاناتها،في ظل حالة الخوف من انتقال الفيروس، التي أصبحت مسيطرة على سلوكيات الناس حول العالم، والتي جعلت استخدام جميع الخدمات القائمة على(المشاركة) أمرا غير مقبول،ويتوقع أن تظل مسيطرة على سلوكيات الأفراد حتى بعد انتهاء الأزمة ولفترة من الزمن.
ان ماخلفته جائحة كورونا سوف تغير من الظروف التي نشطت الاقتصاد التشاركي حول العالم فاقتصاد ما قبل كورونا هو ليس كما بعدها،وقد يمثل هذا الأمر أحد أوجه التغيير التي ستنتج عن انتشار كورونا، ونعزز ذلك بما اعلنته Uber وهي من اشهر شركات التشارك في النقل بالسيارات عن تحقيق خسائر بحوالي 209 مليارات دولار في الربع الأول من 2020.
كما أعلنت أنها ستلغي حوالي 3700 وظيفة بدوام كامل عالميا،وهو ما يعادل 17% من عدد موظفيها، في حين حقق نشاط توصيل الطعام Uber Eates زيادة 14% في الإيرادات،بسبب تفضيل الكثير البقاء في المنزل.
ان المنهج التشاركي هو النقيض لفلسفة الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي وغلق الاقتصاد، وهذا يعني ان اقتصاد التشارك يسبح عكس تيار قوي من الظواهر الاقتصادية الحديثة.
والسؤال هي سيفقد اقتصاد التشارك اثره النشط في الاقتصاد بسبب الجائحة.ممكن؟

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير