في الوقت الذي اهتمت وكالات الانباء العالمية ومختلف مواقع التواصل الاجتماعي لأيام بموضوع تحويل تركيا لمتحف آياصوفيا الى مسجد، خلت نفس تلك المواقع من الاشارة او الاهتمام لإستصدار سلطات العدو الصهيوني ضمن محاولاتها فرض سيطرتها وقوانينها على المسجد الأقصى تمهيدا لتهويده وتقسيمه زمانيا ومكانيا، قراراً قضائياً بإغلاق مصلى باب الرحمة الواقع في الجهة الشرقية منه ومنع الصلاة فيه، تزامن ذلك مع تكثيف الاعتداءات وتضييق الخناق على المصلين فيه وإصدار قرارات إبعاد لموظفي الاوقاف والحراس خاصة بعد ان تمكن المقدسيون العام الماضي من إعادة فتح باب المصلى بقرار من الاوقاف واستعادته إلى حضن الأقصى كجزء لا يتجزأ منه والصلاة فيه بعد أيام من الاعتصام في ساحته العلوية، استبسلوا خلالها في الدفاع عنه وفرضوا إرادتهم على المحتل بعد ان بقي مغلقا بقرار إسرائيلي سابق منذ عام 2003 .. سبعة عشر عاماً من التحضير الاسرائيلي البطيء والمنهجي لاقتطاع محيط باب الرحمة الذي يُعرف بإسم باب الرحمة أيضا في العقيدة اليهودية، وتخصيصه لصلاة المتطرفين اليهود الذين يؤمنون بأنه كان أحد مداخل هيكلهم المزعوم، حيث زادت اعداد المتدينين اليهود المتشددين الذين يؤدون صلواتهم فيه ويضعون لفائفهم وتمائمهم بين جدرانه، هذا القرار بالغ الخطورة يهدد بتصعيد اعمال العنف وينذر بإشعال حرب دينية في المنطقة، فالعبث بالمسجد الاقصى قضية دينية تمس عقيدة المسلمين في كل مكان، وهذا يستدعي التحرك السريع لمنع سلطات الاحتلال من تحقيق مآربها، ووقف الخطر الذي بات يتجول في جنبات الأقصى .