رئيسا الوزراء والنواب: غايتنا تنفيذ مضامين خطبة العرش السامي جيدكو تشارك في قمة الريادة بالدوحة الجمعية الأردنية للماراثونات: استكمال التحضيرات لسباق أيلة نصف ماراثون البحر الأحمر إطلاق حملة للتوعية بأهمية الأمن السيبراني في مكافحة الفساد يهود أوروبا، التضحية بنتنياهو لإنقاذ اسرائيل السفارة الأردنية في الرباط تقيم معرضا للفن التشكيلي مجلس الأعيان يُدين الاعتداء على رجال الأمن العام عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال زين تطلق مبادرة لتمكين ذوي الإعاقة لبنان: شهيد اثر قصف إسرائيلي عنيف لبلدات جنوبية عمان الأهلية الثانية محلياً على الجامعات الاردنية بتصنيف التايمز لجودة البحوث العلمية متعددة التخصصات 2025 حماية المستهلك: ترفض تفرد نقابة الاطباء بتحديد الاجور الطبية وتطالب بتعديل التشريعات حزب عزم في بيان له هذا الحمى الاردني الهاشمي سيبقى عصيا شامخا على كل خوان جبان نظرة على الوضع المائي في الأردن مندوبا عن الملك.. العيسوي يطمئن على صحة مصابي رجال الأمن العام بحادثة الرابية المياه تواصل تنفيذ البرنامج التوعوي في مدارس المملكة مجلس النواب يعقد جلسة تشريعية لانتخاب لجانه الدائمة غدًا هذا الرجل يعجبني تنويه من مديرية الأمن العام بشأن تشكل الضباب في مختلف مناطق المملكة جلسة حوارية تناقش المنظومة التشريعية للحماية من العنف الأسري

بلال التل يكتب:حاجتنا إلى المراجعة الوطنية الشاملة

بلال التل يكتبحاجتنا إلى المراجعة الوطنية الشاملة
الأنباط -
الأنباط -
بلال حسن التل
أكد سلوكنا خلال جائحة كورونا, اننا بحاجة إلى إعادة قراءة لواقعنا الوطني, من حيث وعينا الفردي والجمعي,من خلال إعادة النظر بأدوات إعداد الإنسان وبناء وعيه، وهي مناهج وادوات مؤسساتنا التعليمية والدينية والثقافية وكذلك في نهجنا الاقتصادي, مما يفرض علينا مراجعة شاملة لمسيرتنا الوطنية قد آن أوآنها, فالعالم سيكون بعد كورونا غير ما كان عليه قبلها, لا من حيث العلاقات داخل المجتمع الواحد, ولا من حيث العلاقات بين الدول ببعضها, ولأننا جزء من هذا العالم فصيصبنا التغير الذي سيصيب العالم على الصعيدين الداخلي والخارجي, مما يعطينا فرصة ذهبية لإجراء مراجعة شاملة لمسيرتنا الوطنية, من خلال قيامنا بعملية نقد ذاتي صادقة وشفافة, تكون مدخلاً لرسم صورة مستقبل وطننا على ضوء هذه المراجعة.
صحيح أن الجائحة كشفت مكامن قوة الأردن ومصادر منعته الحقيقية, التي مكنتنا من أجتيازها بأقل الخسائر, ومن ثم الفوز الذي يجب أن نستثمره, لكنها في المقابل كشفت عيوباً واختلالات في بنائنا الوطني آن أوآن مواجهتها بشجاعة وحزم, وبلا مجاملة لأن المجاملة على حساب الوطن خيانة.
إن من أبشع صور الخيانة خذلان الوطن في لحظة شدة, وقد رأينا الكثير من هذه الصور أثناء هذه الجائحة, علينا أن نتعامل معها بحزم في المرحلة القادمة, ومن أوضح هذه الصور تلك الممارسة من شريحة غذت ثروتها على حساب وطننا, لكنها في لحظة الشدة التي أحتاج فيها الوطن بعض المال, للحفاظ على سلامة وصحة شركاء الوطن مارس جزء من هذه الشريحة الشح المطلق, ومارس جزء آخر التقتير, فلم ينل الوطن منهم إلا النزر اليسير, في ممارسة نابعة من فقدان روح المواطنة والإنتماء لهذا الوطن, الذي يستغلونه لتعظيم ثرواتهم الشخصية ولا يستثمرون فيه لبناء اقتصاده, وهذا خلل في مفهوم الاقتصاد ودوره في بنيان الدولة لابد من إصلاحه.
كثيرة هي صور اختلال المواطنة في بلدنا والإنتماء إليه, التي كشفتها هذه الجائحة فقد برزت ممارسات كثيرة تصب في مجرى عدم الإلتزام بتطبيق وتعليمات الدولة, وماكانت تطلبه من إجراءات بهدف المحافظة على السلامة العامة, حيث كنا نشهد تفلتاً كبيراً من هذه الإجراءات, وهو تفلت يؤذي النفس قبل أن يؤذي الأخرين ويدل على غياب الوعي من جهة, وعلى استمرار حملة التشكيك وهز الثقة بالدولة, في صورة أخرى من صور غياب المواطنة, كل ذلك غيض من فيض الممارسات السلبية التي أبرزتها هذه الجائحة. في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية والتربوية والثقافية...ألخ وكلها تؤكد أن المراجعة الوطنية الشاملة بعيداً عن التجميل وخداع الذات والمجاملة صارت أكثر من ضرورة ملحة, لأنها ضرورة وجود نصنع من خلالها صورة المستقبل كما نريده, كما يمكننا أن نصنعه بعناصر قوتنا الذاتية التي كشفتها الجائحة, كما كشفت الكثير من عوراتنا, أي أنها عرتنا امام أنفسنا, وهي فرصة كي نتطهر, ونبدأ من جديد.
© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير