العبابنة يؤدي اليمين القانونية أمام الملك سلطة إقليم البترا وهيئة تنشيط السياحة تبحثان تطوير تسويق البترا عالمياً زين تواصل شراكتها الاستراتيجية لبازار السلك الدبلوماسي لمبرّة أم الحسين الضمان توضح شروط استحقاق أبناء المتقاعدين الأردنيين من المنح الدراسية الجامعية ارتفاع احتياطي الصين من النقد الأجنبي إلى 3.3164 تريليون دولار بنهاية سبتمبر الماضي غلاء معيشة لعمال الوطن، وإعادة صندوق الخدمات الاجتماعية .. نقابة البلديات تقدم مطالب للأمانة مطالب مزارعين بفتح التصدير للكيان الصهيوني ،، تُشعل غضب الأردنيين وتُشيد بموقف وزير الزراعة” الصفدي‬⁩يلتقي الميقاتي ⁦‪ويؤكد وقوف الاردن المطلق مع لبنان وأمنه واستقراره نضوج فكري بالإمارات العربية المتحدة وقيادتها، للعلوم والتكنولوجيا والمعرفة المراعي : اتفاقية استحواذ على 100% من أسهم حمودة الغذائية بقيمة بلغت 70 مليون دولار إدارة الأرصاد الجوية - ملخص شهر أيلول 2024 البنك الإسلامي الأردني يشارك وزارة التربية بتكريم المعلمين وزارة المياه والري : ضبط أكثر من 105 الاف اعتداء على خطوط المياه وتوفير 35 مليون متر مكعب بيان صادر عن هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني "همم" الصفدي يبدأ بزياره تضامنية إلى لبنان اليوم الجغبير: اختيار الجيطان نائبا لرئيس منظمة العمل العربي يؤكد تقدير الاشقاء لدور المملكة في تعزيز العمل المشترك خرفان يثمن الدعم الاسباني للاجئين الفلسطينيين وللأونروا خلال زيارة ملك اسبانيا لمخيم البقعة تشغيل مركز الانطلاق الموحد لوسائط النقل الدولي في الأول من كانون الثاني المقبل انخفاض أسعار الذهب 0.2 بالمئة في المعاملات الفورية انخفاض أسعار النفط عالميا بعد تسجيل أكبر زيادة أسبوعية في أكثر من عام

عدنان أحمد يوسف يكتب :رجل المثل العليا والرؤية الحصيفة

عدنان أحمد يوسف يكتب رجل المثل العليا والرؤية الحصيفة
الأنباط -
الأنباط - 

رجل المثل العليا والرؤية الحصيفة

عدنان أحمد يوسف

الرئيس التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية

رئيس جمعية مصارف البحرين

رئيس اتحاد المصارف العربية سابقا

ونحن نتحدث عن رجل بقامة الشيخ صالح عبدالله كامل رحمه الله لا بد أن يعترينا التقصير في حقه مهما قلنا وأنشأنا. ولذلك، فأن غاية هذا المقال هو الحديث عن جانب من هذه الشخصية العظيمة، وهو الجانب الذي عايشته بصورة شبه يومية على مدار العشرون عاما الماضية في علاقتي معه.

علاقتي مع الشيخ صالح تعود لأكثر من ثلاثين عاما، وكنت حينها أترأس مجلس إدارة بنك المؤسسة العربية المصرفية للاستثمار والخدمات، وأنشأنا حينها قسم للخدمات المصرفية الإسلامية عام 1987 يتبع البنك وذلك بتكليف من الأستاذ عبد الله عمار السعودي الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية المصرفية آنذاك. وحينها لا بد من الاعتراف إن تأسيس هذا القسم جاء بفضل المبادرات التي اتخذتها البحرين، ومصرف البحرين المركزي، بتهيئة البيئة التشريعية لانطلاق واحتضان العمل المصرفي الإسلامي، لكن ما حفز تأسيس القسم أيضا هو ما كنا نشهده حولنا من حركة نشطة لتأسيس المصارف الإسلامية، وكان للشيخ صالح دورا أساسيا فيها. فبعد تأسيسه البنك الإسلامي الأردني كأول مصرف إسلامي في الأردن عام 1978، أسس بنك البركة مصر (1980) وبنك البركة تونس (1983) وبنك البركة السودان (1984) وبنك البركة الإسلامي – البحرين (1984) وبنك البركة تركيا (1985) وبنك البركة المحدود – جنوب أفريقيا (1989)، قبل أن يؤسس مصرفين أخرين في كل من لبنان والجزائر عام 1991. ونحن لو نظرنا للظروف التي واكبت تأسيس هذه البنوك، وخاصة الظروف الاقتصادية والمالية التي كانت تعيشها البلدان التي تأسست فيها هذه البنوك لبرزت أمامنا حقيقة على غاية الأهمية، وهي الرؤية الحصيفة والبعيدة المدى التي تقف خلف تأسيس هذه البنوك، بالنظر لكون تلك الظروف لم تكن مشجعة للغاية، بل وتوحي بعدم ملاءمتها لنجاح هذه البنوك، ولكن الإيمان العميق لدى الشيخ صالح بقوة تأثير وفاعلية العمل المصرفي الإسلامي وقدرته على استنهاض المجتمع ماليا واقتصاديا كان هو العامل الأول وراء تأسيسها، وقد ثبت مع الأيام أنه إيمان نابع من نظرة حصيفة وفريدة لا يملكها المستثمرين الذي يسعون لتحقيق الربح، وإنما يملكها من يرى أن المال الذي بيده والتي وهبها الله له هو أمانة يجب أن توظف على أحسن وجه في خدمة المجتمع.

و إزاء هذا الزخم في العمل المصرفي الإسلامي محليا وعربيا، عملنا آنذاك على تحويل قسم الخدمات المصرفية الإسلامية إلى بنك إسلامي منفصل، وقد تم ذلك بالفعل في العام 1998، حيث تسلمت منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي خلال الفترة من 1998 – 2000، وحينها بدأت علاقات العمل مع الشيخ صالح ومجموعة دلة البركة، حيث قمت بعدد من الزيارات للاجتماع مع الشيخ في جدة للترتيب لعدد من التسهيلات الائتمانية للمجموعة. وفي هذه اللقاءات تحديدا شدتني أحاديث الشيخ صالح عن الصيرفة الإسلامية والاقتصاد الإسلامي، فقد كان الرجل يتحدث بعمق وسلاسة ووضوح عن قوة الاقتصاد الإسلامي في المجتمع، وحجم ما يرتكز عليه من قيم نبيلة وغايات سامية، وأدوات حصيفة لنشر العدالة في المجتمع كالزكاة والوقف، واللذين كان للشيخ صالح مساهمات تأصيلية رائدة في كيفية توظيفهما بالصورة المثلى في خدمة المجتمع. ولا أنكر أن هذه الأحاديث أدخلت قناعات جديدة بالكامل لدي بالإيمان بالعمل المصرفي الإسلامي، وفتحت أمامي آفاق جديدة من الرؤى لدورنا كمصرفيين ومسئوليتنا تجاه مجتمعاتنا. وقد أثمرت بالفعل في إحداث نقطة تحول جديدة في مسيرتي المصرفية.

وقد تزامنت مغادرتي المؤسسة العربية المصرفية عام 2000 بعد مسيرة استمرت لمدة عشرين عاما انطلاق إجراءات تأسيس مجموعة البركة المصرفية في البحرين، تم تكليفي باستكمال إجراءات التأسيس وتوليت حينها منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة. في هذه الفترة بدأت مرحلة جديدة في علاقتي مع الشيخ صالح عبدالله كامل باعتباره مؤسس ومالك بنوك المجموعة. وأتذكر أنني التقيته رحمه الله في فبراير 2000 وقدمت له ورقة عمل تضمّنت خطة دمج كافة بنوك البركة تحت مظلة المجموعة، واستراتيجيات عملها بعد التأسيس بما في ذلك خطة الاكتتاب العام في جزء من أسهمها في العام 2006. وللأمانة والتاريخ، فقد وقف الشيخ صالح عبدالله كامل برؤية ثاقبة ومرشدة وموجهة لهذه الخطة وأثراها بحصيلة علمه وقيمه النبيلة، وهكذا اختطت المجموعة منذ تأسيسها نهجا مختلفا تماما عن نماذج العمل المصرفي الإسلامي السائدة آنذاك، نهجا سعى بكل جهد لتجسيد رؤية الشيخ صالح عبدالله كامل للعمل المصرفي الإسلامي في كافة أبعاده المالية والاقتصادية والاجتماعية. واليوم وبعد مرور نحو عقدين، نستطيع القول إن كافة البنود التي تضمنتها تلك الورقة أصبحت واقعاً، فالمؤسسة التي انطلقت من 132 فرعاً في العام 2003 باتت تملك أكثر من 703 فروع بمعدل نمو بلغ 36 فرعاً في كل عام، وارتفع عدد الموظفين من 3233 إلى 12695 موظفاً.

إن مسيرة مجموعة البركة المصرفية عبر عشرين عاما تسجل عبر مختلف منعطفاتها وإنجازاتها قصص نجاح كان يرجع الفضل فيها بعد الله سبحانه وتعالى إلى حكمة رؤية وتوجيهات الشيخ صالح عبدالله كامل وإيمانه العميق بالمثل النبيلة التي تقود المجتمع للصلاح، هذه الرؤية والتوجيهات كانت تأخذ مسارها إلى كافة جوانب أعمال المجموعة بصورة شبه يومية، ولن يسعنا المجال هنا للتوسع فيها، ولكننا بالتأكيد سوف نستشعر أهميتها ونفتقدها في حياتنا، وفي مسيرة البركة بعد رحيله، وعزائنا أن المجموعة باتت راسخة في بنيانها، وقادرة على مواصلة حمل شعلة مثله العليا كمرشد لها في مواصلة مسيرتها نحو الأفضل إن شاء الله.

رحمك الله أيها الشيخ الجليل برحمته الواسعة، وإنا لله وإنا اليه راجعون.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير