الاثار السيكواجتماعية في ظل الحجرالصحي وحظرالتجول لمواجهة وباء (كوفيد-19)واستراتيجيات التغلب عليها

بقلم

الاستاذ االدكتور ناجي معلا

1. مقدمة

منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية WHOأن مرض ( كوفيد- 19) قد ارتقى الى مستوى تصنيفه كوباء عالمي،انبرت وسائل الاعلام العالمية والمحلية بالحديث عن هذا الوباء وأعراضه ومخاطره . ومع السيل العارم من المعلومات والاخبار التي يتم تناقلها عبر تلك الوسائل حولخطورة هذا الوباء على حياة الافراد والجماعات والتيتتفاوت في مصداقيتها ومدى الاعتماد عليها بل والمتناقضة مع بعضها أحيانا والتي أصبح بعض الأفراد يعتقد بأن ما ينشر هو مجرد اشاعات ، فان ذلك قد أدى الى تراكم في مستوى القلق الذي يساور الافراد حول ما ينتظرونه من المخاطر المتوقعة من هذا الوباء المجهول كما تزايد شعورهم بالخوف من التداعيات التي يمكن أن يحدثها هذا الوباء ومنها الموت . ونظرا للدرجة العالية من الغموض واللاتأ كد المحفوفة بهذا الوباء فان خوف الافراد منه ينبع من ما يجهله عنه أكثر مما يعرفه . وفي نطاق منظومة التفاعل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وغياب الجهات المسؤولة التي يمكن اعتبارها المرجعية الرسمية الموثوقة ، فانه من المتوقع أن تسيطرعلى الافراد حالة من الهلع والفوضى االتي تزيد من تفكيرهم بما يمكن ان يحمله لهم المستقبل المجهول. وأمام هذا الواقع الحياتي الجديد وغير المألوف الذي يتعين على أفراد المجتمع أن يعايشوه أصبح لزاما على الحكومات في مختلف دول العالم التي وصلها االوباء أوانتشر فيها أوحتى تلك الدول التي لم يصلها بعد أن تفرضمجموعة من الاجراءات يتم بموجبها فرض الحجر القسري والحظر على أفراد المجتمع - سواء في منازلهم والالتزام داخلها ، أو في أماكن حجر خاصة معدة - لفترات زمنية محدودة واحيانا لايام محددة .وكلها بالطبع اجراءات مبررة أخلاقيا وانسانيا واجتماعيا وقانونيا لانها كلها تنطلق من مبدأ المسؤولية الاجتماعية التضامنية وحماية المجتمع ككل . في ظل هذه الأجواء من المتوقع ان يدرك الافراد مستويات من الخطر المحفوف بالخوف من الموت والتهديد لحرياتهم الشخصية في التحرك واختيار ما يرونه مناسبا من وجهات نظرهم الشخصية .كما أنه من ألمتوقع أن يترك هذا السياق الحياتي أمجموعة من الأثار

(1)

الحياتي أمجموعة من الأثار السيكولوجية السلبية على الافراد على المدى البعيد وخاصة انخفاض الروح المعنوية والشعور بعدم القدرة علىالعمل وانخفاض الدافعية نحوه . كذلك يمكن ان يؤدى الى ظهور حالات من الحرمانالمدركPerceptual deprivation لدى الافراد نتيجة استمرارالحجرالمنزلي وحظر التجول واغلاق المرافق الخدمية واماكن الترفيه التي تعود الافراد على الذهاب اليها في الظروف العادية .يضاف الى ذلك ، فانه من المتوقع أيضا أن يكون لكل ذلك تداعيات معينة على اتجاهات الافراد وأنماطهم السلوكية سواء أثناء فترتي الحجر والحظر أو بعد ذلك . وازاء ذلك ، وفي ظل هذا الجو ، فانه من المتوقع أن يقوم الأفراد بتطويرمجموعة من الاستراتيجيات السيكولوجية التي تساعدهم على التغلب على هذه الحالات التفسية التي يعانون منها من أجل أن يعودوا الى توازنهم النفسي . وفي هذه الدراسة القصيرة نحاول ان نتناول هذه الاثار مع عرض لاهم تلك الاستراتيجيات.

2. اطار نظري/ مفاهيمي

في بعض الاوضاع البيئية الاجتماعية غير العادية تأخذ تصرفات الافراد أنماطا سلوكية غيرمألوفة وتصل أحيانا الى مستوى غيرطبيعي . وهنا ، فاننانتوقع أن تترك هذه الأوضاع مجموعة من الاثار السيكولوجية على هؤلاء الافراد والتي تنعكس بالتالي على سلوكهم والطرق التي يتصرفون بها ،وهو ما تطرقت اليه بعضنظريات ومفاهيم علم النفس البيئي Environmental Psychology . هذا ، ونعرض في هذا الجزءللاوضاع البيئية التي أوجدها وباء ( كوفيد - 19) واثاره السيكولوجية المتوقعة على حياة الافراد في ظل هذه الاوضاع ان ما نقدمه في هذه الورقة البحثية يمكن اعتباره اطارا نظريا ومفاهيميا يشكل قاعدة معرفية يمكن الاستناد اليها في اية محاولة بحثية تطبيقية جادة لطرق باب هذا الموضوع .

2-2-2الوضع البيئي الناجم عن وباء )كوفيد–(19

اقتضى انتشار وباء )كوفيد –(19قيام حكومات معظم دول العالم بتطبيق سلسلة من الاجراءات غير العادية الصارمة الاحترازية التي اضطرت اليها لمواجهة وباء (كوفيد-19) والتصدي لهوالحد من انتشاره والسيطرة عليه ، خاصة وأنه وباء معدي بامتياز . ولتحقيق هذا الهدف الوطني والانساني فقد قررت تلك الحكومات تطبيق استراتيجية ذات مسارين في التصدي لهذا الوباء : الاول وهو الحجر الصحي ويموجبه يطلب من فرد او مجموعة من الافراد البقاء في أماكن معينة خاصة لفترة زمنية محدودة ( غالبا ما تكون 14 يوما ) تكون كافية لتحديد ما اذا كان الفرد مصابا بالوباء أو لا .

(2)

كذلك، صاحب تطبيق الحجر الصحيقيام الحكومات بفرض حظر التجول على

السكان وفرضت على المخالفين لهذه الاجراءات عقوبات تراوحت بين الغرامات المالية أوالسجن أو العقوبتين معا . ونظرا لما يتصف به هذا الوباء من سرعة انتشاره

وانتقال عدواه مباشرة عن طريق الاتصال الشخصي المباشر بين الأفراد ، فقد كان

الهدف التكتيكي لهذه الاستراتيجية المزدوجة في مواجهة هذا الوباء هوتحقيق التباعد الاجتماعي بين الافراد وعدم اقترابهم من بعض لمنع العدوى وبالتالي انتشار هذا الوباء . الأكثر من ذلك ، امتدت الاجراءات الحكومية الى اغلاق كافة أماكن التجمع البشري كالمولات والمراكز التجارية والفنادق والمؤسسات العامة والخاصة والجامعات والمدارس ودور العبادة وغيرها باعتبارها اماكن للتقارب البشري يمكن ان يستهدفها هذا الوباء الخطير.

هذا، وقد لعب الاعلام دورا رئيسا في توفير أكبر قدرمن المعلومات عن هذا الوباء ، وانبرت وسائل الاعلام العالمية والمحلية في الحديث عن هذا الوباء سواء في نشرات الاخبارأومن خلال البرامج التلفزيونية الموجهة ومواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وكلهاتحاول ان تحرز السبق في تقديم كل ما هو جديد عن هذا الوباء ومخاطره على العالم والبشرية وجهود العلماء ومحاولاتهم الحثيثة في مراكز البحوث والتجارب المعملية من أجل الوصول الى العقارالعلاجي او اللقاح الواقي من هذا الوباء . وبالرغم من هذه الحملات الاعلامية المكثفة الا أن بعض هذه المعلومات كان ينطوي على كثير من المغالطات وعدم الصحة بل انه أحيانا يناقض بعضه البعض ولم يتم حتى الان تأكيده ، الامر الذي زاد من الغموض المصاحب لهذا الوياء وادراك أفراد المجتمع لخطره. لقد ادى هذا الزخم الاعلامي العالمي والاجراءات المشددة التي اتخذتها الحكومات في مختلف دول العالم الى خلق أجواء من الهلع والرعب في نفوس افراد المجتمعات في مختلف دول العالم وعزز من حالة عدم اليقين حول ما ينتظرونه من الاحداث في المستقبل . وفي ظل هذا الوضع المفعمبالمخاطروالمحفوف بالخوف والقلق فانه يصبح من حقنا أن نفتح افقا للبحث عن الاثار السيكولوجية والسلوكية التي يمكن أن تحدثها الظروف التي تنشأ في ظل هذاالوضع .ولتوفيرمستوى من المعرفة بالوضع البيئي الناجم عن انتشار وباء (كوفيد -19 )، فاننا سنتكلم عن سياقين بيئيين فرضتهما الظروف المستجدة الناجمة عن انتشار الوباء في حالتين رئيسيتين هما : 1) حالة الحجرالصحي ، 2) حالة حظر التجول .

2-2-2-1-الحجر الصحي

عندما قامت منظمة الصحة العالمية بتصنيف مرض(كوفيد-19) بأنه وباء عالمي فان ذلك قد اقتضى من حكومات دول العالم الاعضاء في هذه المنظمة القيام بتطبيق

(3)

مجموعة من الاجراءات الاحترازية في محاولة للحد من انتشار هذا الوباء وحماية

أفراد مجتمعاتها من خطره ومنها ما يسمى ب " الحجر الصحي "وهو عبارة عن اجراء اداري حكومي يقضي بالزام الفرد او مجموعة من الافراد العاديين المشتبه في حملهم لمرض معدي بالبقاء في مكان معين بعيدا عن بقية سكان المجتمع ،وغالبا ما يفرض في ظل ظروف معينة تفرض على الحكومات تطبيقه مثل تلك التي تتعرض لها البلاد لمخاطر معينة تهدد أرواح أفراد المجتمع كما هو الحال في حالة خطر الاويئة المعدية سريعة الانتشار – كما أسلفنا - فيأتي هذا الاجراء الوقائي لضمان سلامة الافراد والمجتمعات ودرء أية مخاطر يمكن ان تحدق بهم من جراء انتشار هذا الوباء واالاصابة به . ولهذا ، فان الغرض من هذا الاجراء هو التأكد فيما اذا كان الأفراد المحجورين مصابين بالمرض المعدي (الوباء) أو لا. وغالبا ما تكون أماكن الحجر محددة ومخصصة لهذا الغرض ولفترة زمنية معينة وتحددها جهة رسمية بناء على مؤشرات( أعراض) خاصة أهمها طبيعة الوباء والظروف التي تساعد على انتشاره . ويقتضي هذا الاجراء الوقائي أن يبقى الفرد المحجور ملازما تلك الاماكن وعدم مغادرتها طوال فترة الحجرالى حين ظهور نتائج الفحوصات والاختبارات المخبرية الخاصة بتشخيص المرض والتي يخضع لها المحجورين . فاذا اثبتت النتائج خلوه من المرض يخلى سبيله . أما اذا ثبتت اصابته بالمرض فانه يتم تحويله الى مستشفيات خاصة محددة أو مراكز طبية خاصة باستقبال حالات هذا المرض وتتوفر فيها الطواقم الطبية والتجهيزات والمعدات اللازمة القادرة على التعامل مع الحالات المصابة . والحقيقة أن الغاية من هذا الاجراء الاحترازي هي تحقيق الوقاية الاستباقية لكل من الفرد ومحيطه السكاني وعزل الأفراد المصابين بالمرض او المشتبه باصابتهم به لحمايتهم ومنع انتشار المرض الى قطاعات أوسع منهم . والحجرالصحي اما أن يكون طوعيا من جانب الشخص المحجوروبملأ ارادته ، ومثل هذا النوع من الحجر اما ان يكون في منزل هذا الشخص ، او في الأماكن التي تكون مخصصة لهذا الغرض. كذلك ، يمكن أن يكون الحجرقسريا تفرضه جهة رسمية على الافراد المصابين أو يشتبه في اصابتهم بالمرض ويترتب على عدم الالتزام بشروط الحجر تسجيل مخالافات يحاسب عليها القانون .

2-2-2-2-حظر التجول

منذ الاعلان الصادر عن منظمة الصحة العالمية الذي تم فيه اعتبارفيروس (كوفيد -19) وباءاعالميا معدياسريع الانتشار وتنتقل عدواه بين الافراد من مسافات قريبة جدا ( حوالي متر ونصف) وأكدت على أهمية التباعد الاجتماعي Social Distanceكوسيلة رئيسة للوقاية من عدواه ، والحد من انتشاره فقد قامت الحكومات في كثير من

(4)

دول العالم بفرض حظر التجولكاحد الاجراءات والتدابير الاحترازية الاضافية لضمان تطبيق التباعد الاجتماعي وضرورة امتثال الأفراد له لساعات معينة وأحيانا لمدة أيام معدوداتوكاجراء اضافي معزز للحجر الصحي.

ويقصد بحظر التجول منع الناس من التحرك أو التنقل في طرق وشوارع المدن والقرى وكافة التجمعات السكانية في الدولة لظروف استثنائية ولمدة زمنية معينة تقتضيها الظروف التي فرضت تطبيق الحظرمن قبل السلطة التنفيذية بموجب أمر دفاع ولأسباب سياسية أو صحية ( كما هو الحال في وباء ( كوفيد -19 ).

والحقيقة أنه يجب التفرقة بين الاجراء الخاص بحظر التجول الذي تفرضه السلطة التنفيذية ويشمل كافة سكان الدولة )أوجزء منها) على حد سواء ، وبين الاجراء الخاص بالاقامة الجبرية التي تصدر في العادة عن القاضي او النائب العام .كما يختص حكم الاقامة الجبرية بشخص واحد أو أشخاص معينين . يضاف الى ذلك ، فان الاقامة الجبرية تعتبر عقوبة تفرض على أفراد محكوم عليهم بجرم وهي اجراء للسجن. بخلاف حظر التجول الذي لا يكون فيه الافراد المشمولين به قد وجهت لهم اية تهم بارتكاب أية جرائم ، ولا يعد في حقهم أية عقوبات بل ان الحظر يكون قد فرض لحمايتهم والحفاظ على أرواحهم وممتلكاتهم .ويقضي حظر التجول أن يلزم الافراد البقاء في بيوتهموعدم مغادرتها تخت طائلة المسؤولية . ورغم ما يفرضه حظر التجول من تقييد لحرية الافراد خارج منازلهم الا انه يوفر درجة من الحرية والخصوصية داخل منازلهم الامر الذي يقلل من أثره على نفوس الافراد . كذلك فان من مقتصيات حظر التجول أن يتم الاعلان عنه في كافة وسائل الاعلام الرئيسية التقليدية ( تلفاز واذاعة وصحف ) أو الالكترونية ...الخ . والجدير بالذكر أن موجبات حظر التجول .عديدة ومنها تفاقم تردي الوضع الامني في الدولة .

2-2-3-الاثار السيكولوجية للحجر الصحي وحظر التجول واستراتيجيات التغلب عليها

2-2-3-1- أثار الحجر الصحي

في ظل المناخ الذي يصاحب ظروف الحجر الصحي الذي يستهدف التأكد من الحالة الصحية للشخص المحجور( اي فيما اذا كان مصابا بالوباء أو خاليا منه ) فانه من المتوقع أن تنتاب الفرد حالة نفسية تنتج عن احساسه بانه في وضع غير طبيعي وانهمعزول confined عن البيئة الاجتماعية المحيطة به والأفراد الذين يكون قد ألف العيش بينهم ومعهم . وخاصة اذا طالت فترة الحجر. كما يحتمل أن تسيطر عليه مشاعرالخوف والقلق من المجهول الذي ينتظره والتهديدات المتوقعة من الخطر

(5)

المحتمل ان يحدثه هذا الوباء له . كما يمكن أن تتكون لديه ادراكات سلبية نحو ذاتهNegative self- perceptionsوادراك الاخرين له Others’ Perceptionsof himالى سلسلة من الاضطرابات الانفعالية Emotional disturbancesوالتوتر والشعور بالحرمان وخاصة من رؤية الافراد الذين يحبهم من الاقارب والاصدقاء. كما يمكن ان يعاني من صعوبة النوم والمزاج الحادالمقرون بالتهيجوالغضبBrooks et al., 2020)). كذلك ، يمكن ان يعاني الافراد الخاضعين للحجر من مشاعر الضجر والملل من النمط الروتيني الذي تأخذه الحياة في

ظل ظروف الحجر(Smith&Barrett, 2018; Barrett & Martin, 2014; Bartone et.al.;2017, Lugg, 2005)

كذلك يشعر الافراد الذين يعيشون في ظل الحجرالصحي بأن حريتهم في الاختيار مهددة أومفقودة ولهذا فانهم يحاولون استعادتها بأساليب مختلفة وحسب ادراكهم لدرجة التهديد وأهمية الحدث االمرتبط بحرية الفرد المهددة Brehm,1981)&Brehm,).كذلك ، فانه قد ينجم عن عملية الحجر الصحي بعض صعوبات الصحة العقلية بالنسبة لبعض الافراد .ولذلك ، فانه ينصح بتقصير فترة الحجر واستخدام أساليب وطرق التعامل التي تضمن للأفراد المحجورين الحرية الفردية الكافية للتعبير عن أراءهم وأن تتاح لهم حرية التحرك من مكان الى اخر داخل الاماكن المخصصة للحجر . كذلك ، فانه لا بد من توخي الصدق والموثوقية فيما ينقل لهؤلاء من المعلومات حول المرض ، وان يتوفر لهم نظام غذائي وصحي مناسب . يضاف الى ذلك ، فان من الامور الهامة الواجب مراعاتها أن تتم ادارة عملية الحجروالاشراف عليها من قبل مجموعة من الطواقم الطبية والادارية المحترفة التي تستطيع التعامل مع الأوضاع التي تمليها عملية الحجر بالاضافة الى ضرورة وجود مسؤولين حكوميين.

2-2-5-2-2- أثار حظر التجول

في الحقيقة ان الظروف البيئية التي يمليها حظر التجول تختلف عن تلك التي يمليها

التي يمليها الحجر الصحي من حيث حدة الاثار السيكولوجية الناجمة عن الحالتين ، حيث تكون في حالة الحجر الصحي اكثر حدة ، بالنظر الى أن مستوى الخطر الذي يدركه الأفراد المحجورين يكون أعلى . ولكن الوضع يصبح أكثر تعقيدا والأثار السيكولوجية المتوقعة تكون أكثر حدة اذا تزامنت حالتي الحجرالصحي وحظر التجول وهو ما حدث في معظم دول العالم. ففي هذا الوضع تتفاعل المعطيات السلبية للوضع البيئي الناتج من حالتي الحجر الصحي وحظر التجول معا لتحدث تراكما من مشاعر القلق والتوجس والخوف والتي من شأنها أن تتفاعل مع ادراكاتالافراد بأن حريتهم الشخصية على التصرف والحركة مجتزئة ومهددة مع أحساسهم بمسؤوليتهم الاجتماعية المتمثلة في ضرورة ان يلزموا منازلهم حماية لأنفسهم ووقاية

(6)

للأخرين . ومما لا شك فيه ان حظر التجول بالرغم من المزايا العديدة المقرونه بفرضه وأهمها أنه يوفر درجة عالية من الوقاية الجماعية للمجتمع وتحصينا لمناعة افراده ، الا ان الزام الافراد بالبقاء داخل بيوتهم ومنع حركتهم في الشوارع والطرقات من شانه ان يعززالاثار السيكولوجية السلبية التي تحدثها ظروف الحجر الصحي. يضاف الى ذلك فان لحظر التجول أيضا بعض الاثار السلبية التي يمكن ان تعقب فكه – وخاصة اذا كانت فترة الحظرطويلة - والمتمثلة بحالة الهلع والجشع في الطلب على السلع والخدمات خاصة اذا ما شعرالأفراد ان كميات المخزون منها محدودة . ان شعور الافراد بندرة السلع والخدمات من شانه أن يثير تخوفهم من عدم تمكنهم من تلبية حاجاتهم الاستهلاكية ، مما سيزيد منالمستوى التراكمي للخوف الموجود أصلا لديهم بسبب ظروف الحجر الصحي وهوما سيضاعف من توترهم . وبالطبع فان ندرة السلع قد لا تكون بسبب الممارسات الاحتكارية لتجار التجزئة الذين يمكنان يستغلوا حالة الطلب الكثيف الناجم عن عدم خروج الافراد منمنازلهم بسبب فترة الحظر وانما بسبب قلة المعروض من السلع مقابل زيادة الطلب عليها . والحقيقة ان ما يعنينا هنا هو ردود أفعال الأفراد والاثارالسيكولوجية المتوقعة منهم ازاء ادراكهملندرة السلع والخدمات . يضاف الى ذلك ، فان حالة الازدحام والتدافع المتوقع أنتنشأ بعد رفع الحظر وخروج الأفراد دفعة واحدة بعد فترة طويلة من اغلاق المتاجرمعطول الوقت الذيكانوا قد قضوه ملازمينلبيوتهم أثناء حظر التجول من شأنها أن تخلق نمطا استثنائيا للطلب يسير في في اتجاهين 1) زيادة معدلات الانفاق الاستهلاكي وشراء كميات كبيرة من السلع ، 2) زيادة الطلب على السلعالاساسية مع اعطاء الاولوية للمواد التموينية . ونتيجة لحالة الارتباك والفوضى الجماعية داخل المتاجر فان ذلك سيقود الى نفاذ السلع . وقد يؤدي ذلك الى ارتفاعالاسعاروعدم تمكن قطاعات من الافراد الاخرون من الحصول على احتياجاتهممن السلع النافذة الأمر الذي قد يضطرهم الى التصرف بعنف أحيانا.ومع استمرارتزامن اجرائي الحجر الصحي وحظر التجولوتضاعف مستوىالخوف من المجهول الذي يحمله وباء (كوفيد- (19في المستقبل . وكرد فعل لادراكهم بأن بأن حريتهم في الحصول على احتياجاتهم واختيار ما يرغبون في الحصول عليه مهددة Threatened Freedom of Choice فانه من المتوقع ان يكون لذلك ردود فعل مقاومة من جانب الأفراد لاستعادة هذهالحرية والدفاع عنها كما تنص نظرية رد الفعل المقاوم Reactance Theory( Behm & Brehm,1981) . ففي مثل هذه الظروف فان الافراد قد يلجأوأ الى التصرف بأشكال مختلفة يكون أبسطها القيام بشراء كميات كبيرة من السلعوتخزينهاكوسيلة منهم لاستعادة حريتهم المهددة.

(7)

2-2-5-3- االاستراتيجيات السيكولوجية للتغلب على ألا ثار المتوقعة للحجر

بعد مناقشتنا لأهم الأثار السيكولوجية التي يمكن ان تحدثها ظروف كل من الحجر الصحي وحظر التجول على الأفراد الذين يعايشونها ، فان السؤال الذي يطرح نفسه هو : كيف يستطيع الفرد التغلب على ما سبق ذكره من الاثار السيكولوجية السلبية . ان الاجابة على هذا السؤال تتط نتعرض لأهم الاستراتيجيات السيكولوجية التي يمكن أن يستخدمها الفرد في ظلالظروف الناتجة عن حالتي الحجر الصحي وحظر التجول . ان التعرف على مثل هذه الاستراتيجيات من شأنه أن يسهم في توفير القاعدة المعلوماتية الاسترشادية اللازمة لتطويرالاستراتيجيات التي قد يتعينعلينا كأفراد ومجموعات أن نتبناها في المستقبل والتي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الجهات الرسمية التي تتعامل مع هذه الظروف بما يضمن الادارة الفعالة للعمليات االاجرائية التي تشهدها، اذا ما طالت الفترة التي تقتضي منا التعايش معهذا العهد الكوروني . وضمن هذا السياق ، تشير نتائج بعض الدراسات التي اجريت في هذا المجال

المعرفي (Suedfeld et.al. 2009; Wagstaff & Weston, 2014;

Van Wijk et.al. 2016; Sandal et.al. 2018; Pickett et, al., 2019)

الى الحالات النفسية التي يمر بها الافراد في ظل االظروف البيئية التي تفرضها

الأوضاع التي يسيطر فيها على الأفراد الخوف والشعور بتهديد حريته الشخصية

كتلك الموجودة في ظل حالتي الحجرالصحي وحظر التجول والاستراتيجيات التي

يتبنوها للتغلب على تلك الأثار . (Sandal et.al. 2018; Smith &Barrett,

, 2019; Smith et.al.2017)ونعرض فيما يلي أهم هذه الحالات والاستراتيجيات

الخاصة بها:

1.اللامألوف واستراتيجية التكيف& Adaptation Unfamiliarity

يؤدي التكيف مع الوضع البيئي الاجتماعي الذي يمليه كل من حالتي

الحجرالصحي وحظر التجول الى حالة من الاضطراب في الحياة الطبيعية

للافراد الامر الذي يمثل تحديا رئيسيا بالنسبة لهؤلاء الافراد , فعندما

يخوضون تجربتهم مع ألاوضاع غير الطبيعية المستجدة لفترة من الزمن

تحددها الجهات المسؤولة فانهم سيحاولون التكيف مع الوضع الجديد واعتقادا

من هؤلاء الافراد بأن عملية الحجر يفترض أن لا تطولوأنها تمثل اجراءا

احترازيا يحقق لهم الوقاية الكافية ويدرء عنهم مخاطر ويحميهم من الاصابة

به ، فان ذلك سيمكنهم من النظر الى المستقبل بتفاؤل عندماتعود ظروف

حياتهم الى وضعها الطبيعي وتتحسن تدريجيا.

وفي ظل ظروف الحجر والحظر فانه من المعتاد ان يلجأ الافراد - وبسرعة

- الى انتهاج استراتيجية بتم بموجبها تطويرنظام ذاتي Self -Routine . et.al.2016; Smith et.al. 2017) (Solcova.ان منشأن هذا النظام

(8)

أن يمكنهم من السيطرة على مشاعرخوفهم ويساعدهم على تخفيض مستوى

عدم التأكد من المستقبل عن طريق بناء هيكلية سلوكية متسقة تساعدهم

التأقلم مع واقع الحياة اليومية التي تفرضها ظروف اكل من الحجرالصحي

وحظر التجول .

2. التهديد والخوف واللاتأكدThreat, Fear & Uncertainty

تؤدي حالة عدم التأكد من المستقبل بكل ما يحمله من أحداث محتملة ،وخاصة

في أوقات المحن والكوارث وانتشار الاوبئة الى شعور االافراد بالقلق

والخوف مما يخبئه المستقبل من أحداث وما يمكن أن تتركه من تداعيات

على ادراكاتهم وسلوكياتهم. ويختلف مدى تأثير هذا القلق حسب درجة الخطر

المصاحبالذي يدركه الافراد في ما يحمله المستقبل من الاحداث المتوقعة .

وتشير نتائج الدراسات ( Smith et, al., 2018, 2019) الى أن الافراد في

ظل ظروف الحجر يحاولون اعادة تقييم شعورهم المتعلق بالخوف والقلق

ويبحثون عن كل ما هو ايجابي يمكن ان يساعدهم في تجاوز ذلك الشعور.

كماأنهم يحاولون الانفصال عاطفيا عن محيطهم ويركزون على التفكير

العقلاني حول المخاطر الحقيقية التي يواجهونها. ان هذا النمط من

التفكيرمن شأنه أن يمكنهم من تخفيض تلك المخاطروشعورهم بالتهديد

المصاحب لها . يضاف الى ذلك، فان هؤلاء الافراد لا يحاولوا الاسهاب في

الحديث عن تلك المخاطروالتهديدات . ومع قساوة التداعيات التي تركها وباء

) كوفيد (19-علىادراكات الافراد وأنماط تفكيرهم واهتماماتهم فانهم

يحاولون مواجهة التحدي النفسي الذي تحمله تلك التداعيات بتركيز رؤيتهم

علىالحاضروأولوياته وما يمكنهم أن يحققوه من انجازات في الساعات او

الايامالقادمة ويتجنبون الخوض في التفكير حول المستقبل البعيد .

( . (Smith et.al. 2017

وضمن سياق مواجهة الأفراد لما تتركه عليهم ظروف الحجر من اثار نفسية

بما تنطوي عليه من الشعور بالخوف والقلق يلجأ البعض الى انتهاج

استراتيجية التحصين النفسي Psychological immunization .

وتتضمن أن يقوم الأفراد المحجورين باتباع مجموعة من الاليات

التي يستطيع من خلالها التغلب على الحالة النفسية التي يعيشها . وفي

اطار ذلك فانه يقوم بتكوين اتجاهات ومعتقدات ايجابية من شأنها أن تدعم

مناعتهم النفسية وترفع بالتالي من مستوى قدرتهم على التغلب على مشاعر

الخوف لديهم وحريتهم المهددة . وهذه الاليات هي :

2-1- التدعيم الذاتي الايجابي: فالانسان في ظل بيئة الحجر يعيش

تجربة من المعاناة النفسية بسبب سيطرة التفكير السلبي نتيجة

الخوف من المجهول الذي يحمله المستقبل ولهذا فانه يجب تحويل

تركيز تفكيره على الجوانب الايجابية والاستعاضة بها للسيطرة

على الخوف .

(9)

2-2- اتباع نظام غذائي صحي : فالمعروف ان هناك علاقة ارتباط بين

الصحة الجسدية والصحة النفسية ، فكل منهما يؤثر على الاخر.

ولهذا ، فانه يجب على الفرد الاكثار من تناول الخضار والفواكه

الطازجة والتقليل من المشروبات المنبهة كالشاي والقهوة

لاحتواءهما على الكافيين الذي يزيد من مشاعر الخوف والقلق .

2-3-القيام بجلسات الاسترخاء : ان القيام ببعض جلسات الاسترخاء

من شأنه أن يمد الفرد بطاقة ايجابية تمكنه من التغلب على ما يمكن

أن ينتابه من حالات التوتر والقلق . كما يؤدي ذلك الى تحسين

مزاجه العام ويبعث لديه الراحة والطمأنينة .

2-4-العبادة وتأكيد الايمان بالقدر : فالأفراد القدريون الذين يؤمنون

بالله وقضاءه وقدره ويعتقدون أنهلن يصيبهم الا ما كتبه الله

عليهم . ولهذا نراهم يتعايشون مع واقع الحجر من منطلق

عقائدهم الدينية وايمانهم بالله الذي بشرهم بانهم لا خوف عليهم

ولا هم يحزنون ونراهم يقضون وقتهم في قراءة القران واقامة

القران واقامة الصلوات والأدعية والأذكار. وهم بهذا يعتمدون

على سيكولوجية نابعة من ايمانهم بالقضاء والقدر في التغلب

على مشاعر القلق والخوف لديهم ..

3. الملل والضجر BoredomMonotony&

مع استمرار بقاء الافراد في ظل الاجراءات التي تقتضيها ظروف الحجرفان

يزداد احساسهم بالرتابة والضجر. وقد أشارت نتائج بعض الدراسات

Roberts 2013; Philpott, 2013)) ان الافراد الذين تمت مقابلتهم قد

تحدثوا باسهاب عن كثير من التحديات المتعلقة برتابة الحياة التي واجهتهم

أثناء الحجر وحاجتهم الى التغييركما أنهم كانوا يعانون من الحرمان الحسي

. Sensory deprivation وقد عبر الكثير ممن تمت مقابلتهم عن تجربتهم

الفريدة في اكتساب مهارات التعلم الانفرادي في ظل الحجر. وضمن هذا

السياق أوضحت نتائج احدى الدراسات )( Philpott, 2013 أن الأفراد

الذين عايشوا تجربة الحجراستخدموا وسائل ترفيهية مختلفة - وبصفة خاصة

الانترنت وممارسة بعض الهوايات الابداعية - للهروب من العالم الافتراضي

الذي يمليه عليهم الحجر . وفي الظروف الحقيقية الخاصة بالحرمان الحسي

ومع قلة مؤثرات الاستمالة الخارجية المتاحة فان الاستراتيجية السيكولوجية

التي يتبناها الافراد تعتمد على تركيز تفكيرهم واهتمامهم في مجال النطاق

الداخلي لمكان الحجروباستخدام أساليب غير مألوفة مثل التحدث مع الذات

وكثرة التنهد وممارسة بعض السلوكيات الاستعراضية . والحقيقة ان قيام

الفرد بهذه الممارسات تأتي في سياق محاولته ليخلق لديه الحس بسيطرته

(10)

الشخصية على ذاته عندما لا يكون بالامكان تغيير العوامل البيئية الاخرى

لا يكون بالامكان تغيير العوامل البيئية الاخرى

. 4. انخفاض المزاج والدافعيةLow mood and motivation

من الامور الحتمية ان يعاني الافراد في ظل الحجر من انخفاض مزاجهم

العام و دافعيتهم للقيام بالاعمال . وهذا بالطبع أمرطبيعي في ظل ظروف

الحجر. ومن أهم طرق التغلب على هذه الحالات القيام بمممارسة

الواجبات والمهام ومعرفة مستوى الانجاز المحقق .اوتختلف هذه الواجبات

باختلاف النوع الاجتماعي او العمر أو المهنة . فعلى سبيل المثال تختلف

الواجبات المسندة للرجال تختلف عن تلك الخاصة بالنساء . كذلك ، تختلف

الواجبات التي يمكن ان تسند لكبار السن عن تلك المسندة للأطفال . فكبار

بكتابة القصص القصيرة والقصائد وتنظيم مسابقات لهم في هذه المجالات

أيضا ،تحدد المهنة طبيعة ونوع المهام والواجبات التي يمكن ان تسند للافراد

أثناء فترة الحجر. فالادباء يمكن أن يشغلوا أوقاتهم بالكتابة والتأليف واجراء

البحوث والدراسات . ان انهماك الافراد بهذه الواجبات البسيطة من شأنها

تعزيزالثقة بالنفس وتدعم القدرات الذاتية للأفراد خصوصا اذا اقترنت بوجود

(2015 Kjaergaard et.al ) كذلك من الفعاليات التي يمكن ان ترفع

معنويات الافراد المحجورين القيامبعمل حفلات الطعام الجماعية التي

تشعرهم بتشاركية الوجود في نفس المكان .

5.التناقض بين ضرورة الاقتراب وضروةالانفصال عن المحيط

الخارجي

ان اضطرار الفرد للبقاء على مقربة من نفس الافراد لفترة طويلةفي مكان

واحد للحجرمع استمرار بقاؤه معزولا عن الاخرين من شأنه أن يولد لديه

مستوى منالتوتر. وقد أكد أفراد عايشوا تجربة الحجر أهمية التسامح

ورحابة الصدر كمتطلبات أساسية Barrett&Martin,2014)) تقتضيها

ظروف الحجر . فوجود الافراد مع بعضهم في مكان محصور من شأنه أن

يوفر الأجواء المناسبة لاثارة المناقشات والجدل حول قضايا مختلفة من

بينها سبب وجودهم في مكان الحجر، مما قديثير المشاحنات والنزاعات

الشخصية بينهم . وللتقليل من احتمال حدوث ذلك مثل وخاصة في أوقات

صعبة كمثل تلك التي تمليها ظروف الحجر فان على الأفراد ضبط النفس .

Comeliussen et.al. 2017; Wagstaff &Weston, 2014) (

ومن الطرق التي يمكن ان تساعد في ذلك ضرورة تحديد مساحات فراغ

في المكان ، حتى تتاح للافراد امكانية التراجع لتسهيل عملية فض النزاعات

وتسويتها والابتعاد عن مكان التزاعمنعا لتوسيع نطاق الخلافات ، وبالتالي

(11)

وقف النزاع . ولا بد أمن التأكيد هنا علىأهمية الدور الذي يمكن ان تلعبه

االطواقم الادارية والطبية والاخصائيين النفسيين في هذا المجال .

ان احساس الافراد المحجورين بانهم في اماكن بعيدة عن أقربائهم

وأصدقاءهم وكل من يحبون ، بل ومعزولين عنهم ، يشكل تحديا نفسيا قاسيا

يمكن ان يعاني منه هؤلاء الافراد . ولذلك ، فانه لا بد من توفير وسائل

التواصل بينهم وبين الأفراد الذي يحبون سواء من خلال الرسائل النصية

أو الفيديوهات ، حتى يمكن تخفيض مستوى التوتر لديهم والذي يمكن ان

ينتج عن الشوق والحنين اليهم . والحقيقة انه يجب التأكد من محتوى

الرسائل المنقولة و مراعاة أن تكون ذات اثار ايجابية بالنسبة للافراد ،

المتصلين، بالنظر الى ما يمكن ان ينتج عنها من انفعالات عاطفية وما يمكن

أن يتبعها من تداعيات سلوكية من شأنها ان تزيد من حجم معاناتهم

من تداعيات سلوكية من شأنها ان تزيد من حجم معاناتهم وتخفيض

معنوياتهم (Devonport et. al., 2011).

6. الحرية المفقودة أو المهددة : في ظل الاوضاع التي يمليها كل من

الحجر الصحي وحظر التجول ينتاب الفرد شعور بان حريته في القيام بعمل

بما يرغب به تكون مهددة أو مسلوبة وهو ما يطلق عليه " الحرية

المهددة Threatened Freedom ، وتمت الاشارة اليه في نظرية رد

الفعل المقاوم Reactance Theory Brehm & Brehm, 1981)(

.وطبقا لهذه النظرية فان الفرد الذي يشعر بأن حريته مهددة أو سلبت فانه

يحاول استعادتها لتعويضها بوسائل تختلف قوتها باختلاف موضوع

الحرية المهددة ومدى التهديد . ^

References:

1.Brooks,S.K. Webster.R.K., Smith,L.E.,woodland,

Wessely,S., Greenberg,N., & Rubin,G.J., (2020), The

Psychological impact of Quarantine and how to reduce it.

Rapidreview of the evidence.

2.Smith., Keatley, D., Sandal,G.M., Kjaergaard, A.,Stoten,O., Facer-

childs, J.,7 Barrett,E.C. (2019), Relations between daily events ,

Coping strategies and health during a British Army Ski Expedition

AcrossAntarctica .Environment and Behavior.

3. Barrett, E.C.,&Martin (2014), Extreme why some people thrive at

The limits. Oxford University press (UK).

4. Lugg,D.J. (2005), Behavioral Health in Antaractice; implications for

Long-duration space missions.Aviation,space,and environmental

Medicine, 76(6).

(12)

5.Bartone, P.T., Krueger, G.P. &Bartone,J.V. (2018),Individual

Differences in adaptability to isolated, confined, and extreme

Environment, Aerospace medicin and human performance, 89(6).

6. Brehm,Sharon., Brehm, Jack.,(1981) ,Psychological Reactance : A

Theory of freedom and control. Pearson publishing co.

7. Suedfeld, P.,Brcic,J.,&Legkaia,K.(2009),Coping with the problems

ofSpace flight: Reports from astronauts and cosmonauts. Acta

Astronautica, 65(3-4).

8. Wagstaff,C. R.,&Weston, N.J.(2014),Examining emotion regulation i

in An isolated performance team in Antarctica, Sport, Exercise, and

Performancepsychology, 3(4).

9. VanWij, C.H., &DallaCia, V.(2016) "Covert Coping ” in Extreme

Environments: Insights from South African Submarines. Journal of

Human Performance in Extreme Environments, 12(2)

10. Sandal,G.M& Smith, N.(2018) , Psychological hibernation

Antarctica. Fronttiers in psychology, 9.

11. Pickett, J., &Hofmans,J.(2019), Stressors, Coping Mechanisms

, and Uplifts of commercial Fishing in Alaska, A Qualitative

Approach to Factors Affecting Human Performance in Extreme

Environments .Journal of Human Performance in Extreme

Environments, 15 (1).

Solcova,I.P., Stuchhliko, I, &mazehova, Y.(2016),The Story of 12.

520 days on a simulated flight to Mars.Acta Astronautics, 126.

13. Robertts,D.(2013),Alone on the Ice: The greatest survival story in

The history of exploration. New York: w.w. Norton.

14. Philpott,C.,(2013), The sounds of silence : music in the Heroic

Age of Antarctic exploration:The Polar Journal ,3:2.

15. Kjaergaard ,A.,Leon, G.R.,& Fink,B.A.(2015),Personal challenges ,

Communication processes, and team effectiveness in military

Special patrol teams operating in apolar environment.Environment

And Behavior, 47(6).

16. Barnett, E.C. & Martin. (2014).Extreme: Why some people thrive at

The limits.Oxford University Press (UK).

17. Corneliussen, J.G., Leon, G.R.,Kjaergaard,A., Fink,B.A.&

Venables,N.C.(2017),Individual traits, personal values, and conflict

Resolution in an isolated, confined,extreme environment.

Aersospace Medicine and human performance, 88(6).

(13)

18. Wagstaff &Weston, (2014), Op.Cit.pp23-29.

19. Devonport, T.J., Lane, A.M., & LIoyd, J. (2011), Keeping your cool:

A case study of a female explorer’s solo North Pole expedition:

Wilderness & Environmental medicine, 22(4).

(14)