الأنباط -
لا يخفى على القاصي و الداني ما تسبب به فايروس كورونا من دمار و خراب اصاب عدد كبير من دول العالم الأكثر تقدمًا و كان اخرها ولاية نيويورك الأمريكية و التي وضعت امريكا كدولة بالمركز الثالث عالميا بمستوى الإصابات و الوفيات بعد الصين و إيطاليا ، و لم تتوقف الأخبار السيئة ان تتوالى علينا تباعا وسط ذهول و خوف من كل مواطني العالم مما شكل حالة ذعر عالمي غير مسبوقة انتفضت على أثرها كثير من الدول و حكوماتها و اصبح مقياس التقدم حاليا مرتبطا بمقدرة اي بلد على تحقيق نجاحات نسبية في مواجهة هذا العدو الغير مرئي الذي لم يتوقف عند حدود دولة او عرق او دين فأصاب للان مئات الآلاف من البشر و اخترق حدود ما يزيد عن مئة و ستين دولة من مشارق الأرض و مغاربها في تحد لم يشهد العالم الحديث له مثيلاً .
و في خضم اشتداد هذه المعركة العالمية الفريدة من نوعها و التي ملئت أخبارها السيئة كل قنوات الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ، تطل علينا بكل فخر اخبار تربع الاردن على قائمة الدول الخمس الأفضل عالميًا حسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية في التخطيط و التنفيذ للإجراءات الوقائية السليمة في سبيل احتواء و مواجهة معركة فايروس كورونا جعلتنا نشعر كأردنيين اننا محظوظون بوجود شعب و حكومة و جنود قديرين اثبتوا جدارتهم و قدرتهم و اخلاصهم لبلدهم و خوفهم عليها .
كيف لا يكون ذلك و لنا في الأردن ملك إنسان و قائد هاشمي فذ اصر على قيادة المعركة بكل تفاصيلها بنفسه منذ لحظة اعلان التحذير الأولي من الوباء فكانت الأردن من الدول السباقة في اعادة ابناءها من بؤرة الوباء الأولى في الصين و من الدول السباقه في اتخاذ التدابير الصحية على الحدود و من الدول السباقة في رفع مستوى الوعي عند المواطنين وصولاً لفتح فنادق الخمس نجوم كمناطق حجر و تطبيق اجراءات حظر التجول وصولاً لوضع خطط تنفيذية و خطوات تطمينيه بخصوص توفير الغذاء و الدواء و التعليم و التنقل لمختلف فئات الشعب و الضيوف المقيمين على ارض الأردن و بقدرات و عقول أردنية صافيه.
خلال تلك المراحل رأينا قائدنا الذي يمثل رمز اطمئناننا بزيه المدني الأنيق على رأس اجتماعات الحكومة التحضيرية للاستعداد المبكر للقادم الأسوأ من خلال اجتماعات في مقر رئاسة الحكومة و رأيناه في زيه البسيط يوجه أفراد خلية الأزمة من خلال شاشات التكنولوجيا التي أراد بها إيصال رسالة جلية لشعبه بضرورة المحافظة على الابتعاد الاجتماعي و اطل علينا مجددا بعد تطبيق حظر التجول بخطاب أبوي بلهجة فيها الحزم النابع من القلب طالباً من شعبه تحمل المسؤولية من خلال البقاء بالبيت حفاظا على ارواحهم و مقدراتهم ،
كل ما حدث و ما يحدث زادنا فخرًا بوطننا و بأردنيتنا و بقيادتنا الهاشمية التي أضحت مثالاً يحتذي به بحسن ادارة الأزمات على مستوى المنطقة و العالم.
قيادة جلالة الملك المباشرة لجهود الحكومة و تصديه للمعركة في الصفوف الأولى و ما رافق هذه الجهود من قرارات رصينه أدت بالنتيجة لإعادة ثقة الشعب الأردني بدولته و بمؤسسات دولته و بحكومته بوقت قياسي بعد ان فقد كثير من الشعب الثقة بحكوماته المتعاقبة و استطاعت هذه الإنجازات كسب عدد كبير من الأصوات التي اختارت المعارضة او الحياد لتصطف في هذا الوقت العصيب الى جانب الوطن و قيادته و هذا بالتأكيد جل ما يحتاجه اي بلد للوصول لبر الأمان ، عودة هذه الثقة و التفاف الجميع حول حكومته و قيادته كانت هي القاعدة الرئيسية التي أشعرتنا كمواطنين اردنيين بالاطمئنان و الأمان .
و في حين التزم الشعب في بيوتهم احتراما للواجب الوطني آمنين مطمئنين التزاما بتطبيق قانون الدفاع و حظر التجول خرج قائد البلاد و سيد المعركة للميدان في زيه العسكري المهيب يرافقه سمو ولي عهدنا المحبوب ليطمئن على جنوده و على كفاية مخزوننا الاستراتيجي من المواد الغذائية الأساسية و كانت تعليماته المباشرة للحكومة و الجيش و القوات الأمنية بوضع سلامة ارواح الأردنيين أولا مهما كلف الثمن بمثابة البلسم الشافي كما وصلتنا كلماته الأبوية و ابتسامته التي عهدناها في خطاباته ككلمات اب حنون لأبناءه و بناته .
اعتزازنا كبير في قيادتنا و في حكومتنا و في جيشنا و نقولها بكل فخر نحن اردنيون رافعين الرأس ببلدنا و بقيادتنا شاكرين و حامدين لله العلي القدير ان حبانا بنعمة تمناها و يتمناها الكثيرون .
شكرا من القلب لقائدنا قائد معركة الكرامة الثانية التي لا تقل أهمية عن معركة الكرامة الأولى التي قادها بكل اقتدار جلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
ادام الله عز بلدنا و أعزَّ امننا وأماننا و حفظ شعبنا و قيادتنا من كل مكروه حتى الوصول لبر الأمان و اعلان النصر في معركة الكرامة الثانية .
المهندس بشار شتيوي حداد
bashar.s.haddad@gmail.com