ربما تبدو قصة القاتلة المتسلسلة لاو رونغزي أشبه بفيلم سينمائي على غرار الفيلم الهوليودي الشهيرPony and Clyde(بوني وكلايد)، ولكن أكثر ما يثير الدهشة هو تحول لاو رونغزي من مُدرسة أطفال إلى قاتلة متسلسلة هاربة من السلطات لمدة 20 عاماً، هذه هي قصة رونغزي التي أوقعت بها الشرطة الصينية في أواخر فبراير/شباط عام 2020.
نشرت الشرطة الصينيةيوم الجمعة، 28 فبراير/شباط،أنها ألقت القبض على القاتلة المتسلسلة لاو رونغزي الهاربة في أحد مراكز التسوق، حيث كانت تعمل في متجر لبيع الساعات بمدينة شيامن في مقاطعة فوجيان جنوب شرق الصين.
وبالعودة إلى تفاصيل القضايا، ذكرت الشرطة أن رونغزي متهمة بقتل 7 أشخاص من بينهم طفلة عمرها 3 سنوات، وأن رونغزي كانت على قائمة المطلوبين لأكثر من 20 عاماً، ولكن الأكثر إثارة للدهشة هو أن رونغزي لم ترتكب هذه الجرائم بمفردها، بل رفقة شريكها (فا زينج) الذي سقط في قبضة الشرطة منذ 20 عاماً، وأُعدم بعد اعترافه بجرائمه وتزويد الشرطة بمعلومات خاطئة عن شريكته لكي تتمكن من الفرار.
في منتصف التسعينيات، كانت لاو رونغزي البالغة من العمر آنذاك 19 عاماً تعمل مُدرسة للأطفال في إحدى المدارس الابتدائية، عندما قابلت فا المجرم السابق المتهم في قضايا احتيال وسرقة، واشتعلت بينهما شرارة حب مكّنت المحتال الجذاب من إقناع لاو بترك المهنة ذات الدخل الضئيل، والاشتراك معه في جرائمه.
وقالت الشرطة إن لاو رونغزي تظاهرت بأنها عاملة جنس لاستدراج أول ضحايا فا، وهو رجل اسمه شيونغ، إلى عنوان في مدينة نانتشانغ بمقاطعة جيانغشي الشرقية عام 1996 بعدها قام الاثنان بسرقة مجوهراته وإجباره على إخبارهم بعنوان منزله قبل أن يقتلاه.
توجّها بعد ذلك إلى منزله وقتلا زوجته وابنته ذات الثلاث سنوات قبل أن يسرقا أكثر من 200 ألف يوان صيني، أي حوالي 28,400 دولار أمريكي بسعر صرف اليوم.
وفي العام التالي اتُّهما باختطاف وقتل فتاتي ليل وسرقة ساعتيهما وهاتفيهما والأموال التي كانت بحوزتهما. ثم انتقل الثنائي إلى مدينة (خفي) بمقاطعة آنهوي عام 1999، حيث قُتل شخصان آخران لسرقتهما.
قالت الشرطة إن فا ولاو لاحقاً صنعا قفصاً في منزلهما واستدرجا رجلاً اسمه يين إلى شقتهما واحتجزاه هناك للمطالبة بفدية من زوجته، ولما ماطلت الزوجة في الدفع احتال فا على نجّار وأقنعه بزيارته في شقته وقتله أمام الضحية بهدف تخويفه وحثه على طلب دفع الفدية التي طلبها وقدرها 300 ألف يوان صيني.
لكن زوجة يين المخطوف كانت علىتواصل مع الشرطة، وعندما ذهب فا للحصول على المال من زوجة يين، حاصرته الشرطة وألقت القبض عليه بعد تبادل لإطلاق النار أُصيب على إثره في فخذه؛ ولما تأخرت عودة فا استشعرت لاو رونغزي أن هناك حبيبها قد سقط في فخ؛ قامت بإعدام المخطوف ولاذت بالفرار بعد أن تمكنت من إخفاء آثارها.
بعد أن حاولت الشرطة مراراً أن تحصل على اعتراف فا بتفاصيل عن شريكته؛ إلا أنه دائماً ما كان يرفض، أو يعترف بتفاصيل وهمية لتضليل الشرطة؛ حتى بعد أن عرف أنه سيعدم، لم يعترف قط على حبيبته وشريكته في الجرائم.
وبعد أن اعترف صاحب الخمسة وثلاثين عاماً في النهاية باختطاف وقتل سبعة أشخاص، أُعدم في ديسمبر/كانون الأول 1999، وظلت لاو رونغزي هاربة حتى وقت القبض عليها.
وقالت الشرطة إن لاو ظلت بعيدة عن قبضتهم نظراً لقلة المعلومات عنها وعن الأماكن المحتمل هروبها إليها، ولكن بعد أن أعلنت قوات الأمن الصينية إطلاق حملة تدعى (السيف السحابي) أواخر عام 2019 –لم تفصح الشرطة عن تقنياتها المستخدمة في الحملة ولكن يرجح الكثيرون أنها حملة تكنولوجية تعتمد على التعرف على الوجوه عبر الكاميرات- عاد اسم لاو رونغزي في قوائم المطلوبين، واستطاعت الشرطة تحديد مكانها والقبض عليها أثناء عملها في أحد متاجر الساعات بمركز تسوق كبير.
وقالت الشرطة في مدينة شيامن إن لاو نُقلت إلى الحجز في مدينة نانتشانغ، حيث ارتُكبت أول ثلاث جرائم قتل، ومن المتوقع أن تُحاكم هناك بعد إعادة فتح ملف التحقيق المغلق منذ 20 عاماً.