الأنباط -
الأنباط - قال الدكتور محمد باسل الطائي من قسم الفيزياء في كلية العلوم، ان مؤرخي العلم يرون ان بداية العلم الحديث كانت مع الإيطالي غاليليو غاليلي، كونه من قنن الحركة واعتمد التجربة حكماً على النظرية.
و أضاف خلال محاضرته الوداعية التي نظمتها مكتبة الحسين بن طلال في مبنى الندوات والمؤتمرات، ورعاها رئيس مجلس أمناء جامعة اليرموك الدكتور خالد العمري، بحضور رئيس جامعة اليرموك الدكتور زيدان كفافي، وادارها رئيس الجامعة الهاشمية الدكتور فواز عبد الحق، أن عدداً من العلماء العرب والمسلمين مثل ابن الهيثم وأبو الريحان البيروني قد سبقوا غاليليو في التقنين واعتماد التجريب والرصد حكماً على النظرية.
وأشار إلى أن نيوتن أحدث الانقلاب الأكبر في تشخيصه للبنية الرياضية للعالم من خلال اختراعه لرياضيات التفاضل والتكامل وصياغته لقوانين الحركة واكتشافه لقانون الجاذبية، و بذلك تمكن من تفسير السبب الفيزيائي لقوانين كبلر الوضعية في حركة الكواكب.
وتابع في عام 1859 نشر داروين كتابه (أصل الأنواع) مفسرا التشابه المورفولوجي والتشريحي للكائنات العليا وذلك التنوع الهائل للأنواع الكثيرة لهذه الكائنات بأنها نشأت عن أصل واحد، ثم تنوعت في شجرة حيوية لم تزل تتوسع وتمتد عبر طفرات وراثية عشوائية وانتخاب طبيعي من البيئة.
ولفت الطائي إلى ان نظرية داروين أحدثت في التطور العضوي وخاصة كتابه المعنون (إرتقاء الإنسان) هزة عنيفة في المجتمع فضلا عن تأثيراتها في الوسط العلمي.
ويرى ان القرن العشرين جاء حاملا معه المفاجآت، فقد فتحت نظرية الكم ونظرية النسبية آفاقاً جديدة في العلم ودفعت إلى إعادة التفكير في بنية العالم والصورة التي تكونت ما بعد كوبرنيكوس وغاليليو.
وأكد الطائي على ان العلم المعاصر يمكن أن يفتح لنا أفاقاً واسعة لفهم الوجود وفهم الإله على نحو أفضل، وهذا ما يمكن أن نجده مع ميكانيك الكم مقترناً بتفسير الخلق المتجدد إذ يقع الخلق متجدداً ويكون الإله هو القيوم الدائم يخلق كل آن، فيجدد الخلق تباعاً لتكون صيرورة وتغيير في كل لحظة فلا يبقى شيء على حاله زمانين أو آنين.
ويرى انه و بناء على هذه الرؤية تكون الصفات الإلهية التي نص عليها القرآن والكتب السماوية الأخرى بمثابة تعابير مجازية يراد منها تقريب الصورة إلى المتلقي فهو ليس كمثله شيء.
وفي ختام المحاضرة جرى تكريم للدكتور الطائي بمناسبة انتهاء فترة عمله في الجامعة، وكذلك تكريم الدكتور عبد الحق.