البث المباشر
الحاج المختار احمد جميل بخيت الجغبير ابو جميل في ذمة الله ‏السفير الصيني في عمّان: 100 مليون دولار دعمًا لفلسطين في أكبر دفعة بتاريخ العلاقات ‏ تحذير صادر عن إدارة الأرصاد الجوية اليسار التقدمي الديمقراطي الاردني ماذا ينتظر … مهدي منتظر ينقذه قبل أن يحتضر؟ "حينُ يطرقُ الأردنُّ بابَ الأسطورة… بين ميسي والتاريخ" قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع مذكرة تفاهم لبناء وتطبيق نظام حديث لادارة مواقف للسيارات قائم على التكنولوجيا المومني: انجاز 25% من خطة المسح الوطني للشباب 2025 جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة تعميم صادر عن الهيئة البحرية الأردنية بشأن الحالة الجوية المتوقعة وتأثيرها على النشاط البحري د. عمّار محمد الرجوب قراءة في سؤال الذات سؤال القصيدة للكاتب والناقد والإعلامي عِذاب الركابي بلدية السلط الكبرى تكثف جهودها للتعامل مع حالة عدم الإستقرار الجوي المؤثرة على المملكة. بلديات تكثف استعداداتها وترفع جاهزيتها تزامنا مع المنخفض الجوي استراتيجية "التفويض": أمريكا تدفع حلفاءها لمواجهة إيران ياسر أبو شباب، كيف حالك؟ الارصاد : حالة من عدم الاستقرار وتحذيرات من هطولات غزيرة في بعض المناطق... التفاصيل ولي العهد يساند"النشامى" أمام الكويت في كأس العرب الوفد البرلماني يختتم زيارته الى بروكسل الهيئة العامة لغرفة تجارة عمّان تقرّ التقريرين الإداري والمالي لعام 2024

مشاريع الطرق في عمان "جنون"

مشاريع الطرق في عمان جنون
الأنباط -

 بلال العبويني

لم يعد في عمان ساعة ذروة، فكل الأوقات باتت ذروة، فلا يكاد سكان عمان أو الوافدون إليها يجدون شارعا غير مزدحم بأنهار من السيارات، وهذا لا ينسحب على الشوارع الرئيسية بل والشوارع الفرعية أيضا التي يلجأ بعض السائقين للهرب إليها ليجدوا أن آلاف السائقين فكروا بذات الطريقة التي فكروا بها.

في الصيف تتكدس السيارات في الشوارع أكثر وأكثر بفعل عوامل كثيرة ومعروفة، غير أن اللافت ما تقوم به أمانة عمان من إغلاقات مستمرة لشوارع رئيسية تشكل عقدا مهمة في العاصمة لغايات مشاريع طرق أو صيانة بعضها، وهو ما فاقم المشكلة وجعلها مستعصية، فلا أحد يصل إلى موعده حسب المخطط ولا تكفيه كمية الوقود للمدد المخطط إليها.

وفوق كل ذلك الصيانة التي تقوم بها بعض الشركات مثل المياه والاتصالات والتي تتسبب في حفريات بالشوارع الفرعية بين الأحياء ما يجعل من العاصمة مكانا غير مناسب البتة للسكن، على اعتبار أن الازدحامات والإزعاجات تشكل تحديا كبيرا ويبدو أنه مستعصٍ عن الحل.

هل يعقل أن تقدم أمانة عمان ووزارة الأشغال على مثل هذه القرارات "الانتحارية" بإغلاق كل هذه الشوارع الرئيسية في ذات الوقت؟، هل تساءل وزير الأشغال وأمين عمان ومجلس الأمانة والمهندسين ماذا سيكون حال الشوارع مع كل هذه المشاريع التي تنفذ بذات الوقت؟، وهل يدركون أن الشوارع الفرعية لم تعد تحمل ما تشهده من ضغط متزايد ، وأن التحويلات المرورية بائسة ولا تشكل حلولا البتة؟.

أمس أعلنت وزارة الأشغال عن أن تقاطع مرج الحمام سيكون مغلقا لمدة 18 شهرا، وقبلها أعلنت أمانة عمان عن إغلاق تقاطع طارق، وفي ذات الوقت تقوم بمشروع الباص السريع الذي يعطل الحركة على عقدة مهمة في العاصمة تتمثل بدوار المدينة ، وامتداد الشارع الواصل من دوار صويلح إلى دوار الداخلية ، وستقرر بعد وقت قريب تنفيذ وصلة تمتد من دوار المدينة باتجاه وادي صقرة وصولا إلى الدوار الخامس.

هذا جنون حقا، ولا تحتمل عمان هذا العدد الهائل من السيارات على تحمله، وهو ما سيشكل تحديا كبيرا لمستخدمي السيارات الخاصة ووسائل النقل العامة الذين لن يكون بمقدورهم الوصول إلى غايتهم إلا بعد معاناة وكلفة كبيرة ومدة طويلة.

الجنون يكمن في أن تنفيذ مثل هذه المشاريع يأتي في الصيف الذي تزدحم فيه الشوارع أكثر وأكثر كما أسلفنا ، فهل فكر القائمون على مثل تلك المشاريع ما الذي سيحل بالعاصمة وسكانها ومرتاديها؟، هل تشكلت غرفة عمليات واحدة وخططت لكل تلك المشاريع وطريقة تنفيذها والتحديات التي ستعترضها وستعيقها عن الاكتمال في الوقت المحدد؟، هل ينسق القائمون على تلك المشاريع مع الشركات الأخرى التي تنفذ أعمالا انشائية في الطرق الرئيسية والفرعية والتي تشكل إزعاجا وازدحاما؟.

الظاهر أنه لا تنسيق بين كل أولئك، ولو كان هناك تنسيق أو تخطيط لما أقدمت أمانة عمان ووزارة الأشغال على كل تلك المشاريع في آن ولأدركت أن عمان لا تحتمل كل هذه الإغلاقات والإصلاحات في الشوارع، ولو كان هناك تنسيق لما رأينا شارعا تحفر فيه شركة حفرا عميقة بعد مدة بسيطة من إنشائها.

ما يحدث في شوارع عمان "جنون"، ولا أكاد أجد تعبيرا أنسب من هذا الوصف.

 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير