عدنان متروك شديفات
كيفكم ..؟ سؤال أب للابن ومسؤولية قائد عن شعب ... كل عام وانتم بألف خير ..شعور بالجواب على السؤال الأول وحالة تعايش فريدة وعلاقة تفقد الحاكم للرعية .. هكذا بدأ جلالة الملك عبدالله الثاني زيارته المفاجئة لأطفال مبرة أم الحسين والفتيات اليتيمات في جمعية حمزة بن عبد المطلب لرعاية الفتيات اليتيمات ... يحتضن طفلة ويقبل طفلا آخر ... بيد تمسح بحنان على رؤوس الأيتام ولسان دافئ يهنئهم بالعيد السعيد .. ويوعز من جديد كما هي العادة بتأمين كل المتطلبات والتجهيزات اللازمة والضرورية ... ... يمسح على رؤوسهم مسحة الأب الحاني .. إحدى اليتيمات تقول لزميلاتها الأربعاء شفناه كمان ، أي أن هناك لغة تواصل ما بين أب لأسرة كبيرة مسؤول ليس عن أفراد أسرته فقط بل عن كل أطفال وأبناء وأيتام هذا الوطن وفي كلامها رسالة حقيقية تخطت حدود السوشيال ميديا والتصوير والنشر ... هي علاقة ما بين جلالة الملك والأيتام في الأردن هي علاقة تفقد واستمرارية ومتابعة وأن عين الله لا تنام ... في إطار حرص جلالته على تفقد أحوال الأطفال والأيتام في شهر رمضان المبارك، وقبيل حلول عيد الفطر من جديد يعطي جلالته درساً في الخلق النبيل في البحث عن احتياجات الناس .
هل ذهبت الزيارة الملكية باتجاه ترجمة قيم الإسلام أخلاقا وعملا ؟ نعم ذهبت بأبعاد جديدة وفريدة لأن اليتيم هو من فقد والده قبل البلوغ، فلا شيء يهز كيان الإنسان ولا سيّما في مرحلة الطفولة كاليتم، فمن فقد أباه يواجه الحياة بدرجة عالية من الصعوبة والمشقة، ولا يقتصر أثر ذلك على النواحي الماديّة بل يتعداه إلى النواحي النفسيّة والمعنويّة، فيشعر الفرد بحياة مؤلمة قاتمة فيها الشقاء والبؤس، وهناك سبل يمكن التخفيف من خلالها على اليتيم، وتعويضه عن بعض ما افتقده، وهناك أيضاً آثار تترتب على رعاية اليتيم وقبل يومين من لقاءه المفاجئ للأيتام واليتيمات وجه جلالته الطاقات للخير والإحسان وهو يطعمهم حتى لا يخشو الجوع ويأمنهم من الخوف ..
لكل الباحثين عن الأمان طوبى لكم لأنكم بمعية راعي وكافل الأيتام .. الذي جسد المعاني الحقيقية الواردة في أكثر من واحد وعشرين سورة في القران وكذلك الكثير مما ورد في السنة النبوية الشريفة ، لقد أدخل إلى قلوبهم سعادة لا تضاهيها كنوز الأرض في رسالة أخرى من بات أمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ...وأنا أجد هؤلاء اليتامى المقهورين بمعيتكم يا جلالة الملك أمنيين أكثر من أي وقت مضى ..
كفالة اليتيم من أعظم أبواب الخير التي حثت عليها الشريعة الإسلامية، حيث قال الله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } وسيدنا بالأمس طرق أعظم هذه الأبواب .
هكذا هم آل بيت النبوة في رمضان المبارك الأيتام همهم الايتام