#الاسراء_والمعراج
في ذكرى الإسراء والمعراج ، أخبرك يا رسول الله و أشكو لك الأمة ، فقد أصبح الكذب صفة والخيانة والغدر دستور والنصب والاحتيال عادة ، وأكل مال اليتيم هدف ، و الكره والحسد و الحقد عبادة ، لقد تجردت الأمة من الرحمة و المحبة و الصدق ، أصبحنا لا نميز بين الأجناس و الأشخاص من شدة الضلال ، لا نعرف من هو على حق و من هو على باطل ، و لانعرف من هو الصادق والكاذب ، و من هو الطيب والخبيث ، اعلم يا رسول الله بأن الظلم على هذه الأرض جاء على هيئة إنسان ، تجره رغباته و صفات نفسه السيئة إلى ظلم من مثله ، فطغى من طغى ، و قتل من قتل ، وعاث في الأرض فسادا ، و أصبحت الرذيلة نعمة والفضيلة نقمة .
سأخبرك يا رسول الله بأن عهد الرجال والنساء قد انتهى ، فأصبحوا متشابهين لا نفرق بينهم ، فأصبحت المرأة تقهر ، والرجل يعنف ، وأصبحت المرأة قوامة ، والرجل عاطل عن العمل ، وأصبح الرجل يرقص ، والمرأة تطبل ، فقد اختلفت الموازين ، وأصدرت الأحكام الخاطئة و وضعت المشنقة على رقاب المظلومين ، و عاش الظالم على الريش والحرير .
لا عدل على هذه الأرض و لا حقوق مكتسبة ، حتى حقنا في الحياة نجاهد من أجله ، نعم نجاهد يا رسول الله ، نجاهد في حياة يغلفها اليأس والتعب ولكننا بابتسامتنا احيانا نحييها ، و بذكر الله نشفيها ، حياتنا ضنك ، ناسها غرباء عن بعضهم ، لا قريب ولا غريب فكلهم واحد ، لم يعد هناك أمر يلهف له القلب ، او يصدقه العقل ، فأصبح الحب سلعة ، و قضايا الأوطان تجارة ، و المباديء شكليات لتزيين المظاهر ، و الوصولية عنوان ، نحاول تحقيق السعادة من هذه الحياة ولكن سرعان ما تزول عن طريق أمواج مد و جزر على هيئة لربما انسان ، أو غيره .
الخير في الأمة إلى يوم الدين ، هكذا قلت لنا يارسول الله : نعم الخير فينا الى يوم الدين ، الخير في البسطاء ، في المظلومين ، في المضطهدين ، في الصابرين ، في الخيرين ، بأصحاب السكينة والصادقين .
"كل عام والأمتين العربية والإسلامية بألف خير"