126 ألف جلسة محاكمة عن بعد خلال 11 شهراً مجلس النواب: حرق مستشفى كمال عدوان جريمة حرب تستوجب موقفاً دولياً حاسماً لمحاسبة قادة الاحتلال التنمية المستدامة في لواء البترا مشاريع 2024 وآفاق المستقبل الذكاء الاصطناعي الكمي وفهم فكرة الحياة في عوالم أخرى 53.3 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية إدارة الأرصاد الجوية حالة الطقس المتوقعة للأيام الأربعة المقبلة المَركَزْ العَسكَري لِمُكَافَحَةِ الإرْهَاب وَالتَّطَرّف (10) وفيات السبت 28-12-2024 تراجع مؤشرات الأسهم الأميركية مع تحقيق مكاسب أسبوعية ملحوظة البرلمان العربي يدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان استمرار تأثير الكتلة الباردة على المملكة اليوم وغدًا وانخفاض الحرارة الاثنين مجلس الأمن يؤيد إنشاء بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال القبض على أربعة أشخاص قاموا بالاعتداء على سائق مركبة بمحافظة إربد فرنسا تدين اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى وتؤكد أهمية الوضع التاريخي القائم الوحدات يفوز على الجزيرة ويتقدم ٤ ذهبيات و٥ فضيات للأردن في اليوم الأول ل"عربية الكراتيه" الأردن يدين بأشد العبارات حرق قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في غزة مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي الدجاني والدباس والنسور وزارة الصحة في غزة تحذر من خطورة الوضع في مستشفى كمال عدوان الملك يؤكد لـ ماكرون دعم الأردن لسوريا في بناء دولة حرة مستقلة ذات سيادة كاملة

حبة أسكيمو على سطح من الصفيح

حبة أسكيمو على سطح من الصفيح
الأنباط -

عادة لا أحفل بالأعياد المصطنعة، مثل عيد الأم والفالنتاين وما يشابهها، وأعتبرها مناسبات ابتكرها التجار وأصحاب المولات الكبرى لتسويق بضائعهم الكاسدة. طناجر: قلايات وما شابهها من أشياء تحسّن شروط العبودية للمرأة، وتجعل الخدمة للذكور أسرع وأسرع، من أجل أن يتفرغوا بالكامل لأعمالهم الدائمة: تدمير العالم.
 لكني رغم ذلك تذكرت بعض فعايل الماما، التي ذكرتها في مقال الأمس، وتذكرت قصة أخرى اليوم:
كانت تحس بأنها قصّرت في واجبها الأمومي نحوي، لأنها نسيت أن تقوم بتمليح فمي فور مزطتني لهذه الدنيا (الغانية)، حتى يصير لساني عذبا وكلامي لطيفا مهذبا. ربما تكون قد نقعت لساني بالبحر الميت آنذاك  لكنها أنكرت ذلك على نفسها فيما بعد، حيث كبرتُ وترعرعتُ على الكلام غير المباح والتلمظ بالبذاءات – وسيلتي الوحيدة لمواجهة هذا الواقع الأجرب -  مع أخلاق «دايت» في مجال الغثبرة ومعط الحكي فقط لا غير.
محاولة منها للتكفير عن هذا الخطأ التكتيكي التاريخي الفادح، اهتمت جناب الوالدة في شؤون التمليح الاستراتيجي، وشرعت تنتهز فرصة اندلاع الحروب العربية من اجل تخزين كميات هائلة من الحبوب لإبعاد شبح المجاعة عن العائلة في حال طال أمد الحرب. هذا هو السبب المعلن، أما المسكوت عنه فهو إنها تفعل ذلك انصياعا لإحساسها بالذنب وتسعى للتعويض، عن طريق تمليح الواقع العربي:
رز، برغل ، قمح، فريكة، عدس حب ، عدس مجروش ، عدس مهروس ، فاصوليا مزققة، بازيلاء ناشفة ، فول ، حمص ، وربما سكر أيضا. ما أن تشم الوالدة نذر الحرب من الأناشيد الحماسية حتى كانت تشرع بتجميع علب الحليب والتوفي وأية علب صالحة للاستهلاك البشري، وتحشيها بتلك الحبوب بعد أن تخلطها بالملح للحفظ طويل الأجل.
هذا ما فعلته الوالدة الرؤوم في (نكتة حزيران) وفي حرب أيلول في الأردن 1970، وفي تشرين1973 وفي بدايات حرب الخليج الأولى، فالثانية (ماما المعارك) ولم تعش لتشارك في فعاليات حرب الخليج الثالثة بعد الألف، لكنها خلفت لنا كميات تجارية من علب النيدو وتوفي ال(بالم) الحبلى بالحبوب المملحة التي قضينا عقودا في محاولة ازدرادها.
كانت أمي تكتشف بعد انتهاء كل حرب بأن خططها الاستراتيجية أبعد بكثير من قدرة قادتها على الصمود ولو لعدة أسابيع على الأكثر، وان معظم الحروب كانت تنتهي - بالهزيمة طبعا- وقبل ذوبان حبّة الأسكيمو فوق سطح من الصفيح الساخن.
كانت الوالدة تستهلك أكثر منا جميعا من هذه الحبوب لإحساسها بالمسؤولية التاريخية والمعنوية، لكنها كانت دائما تلجأ إلى استراتيجية التمليح، علها تحظى ذات يوم بمن يستحق الملح الذي يهدر من اجله.  لكنها ماتت قبل انتهاء الألفية الأولى بساعات.... ماتت بارتفاع بضغط الدم، طبعا.

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير