الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى الأونروا: أكثر من 630 ألف فلسطيني فروا من رفح منذ بدء الهجوم الإسرائيلي صحة غزة: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 35303 شهداء الدفاع المدني للمواطنين: راقبوا الأطفال عند المسطحات المائية الاحتلال يٌغرق غزّة بالنفايات ويدمّر آليات البلدية أجواء دافئة في أغلب المناطق وحارة في الأغوار والعقبة حتى الاثنين الاحتلال يخلف دمارا كبيرا في حي الزيتون بغزة الصفدي يشارك باجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية الحنيطي يستقبل وفداً من الكلية الملكية البريطانية للدراسات الدفاعية الخارجية: تسيير طائرة تابعة لسلاح الجو لنقل المواطنة الأردنية المصابة في غزة الخارجية تدين الاعتداء على حافلة أممية وإصابة اردنية أمير الكويت يصدر مرسوما بتشكيل الحكومة الجديدة الجيش الإسرائيلي: إصابة 50 جنديا خلال الساعات الـ24 الماضية في غزة جبر : إطلاق تقنية(wi-fi 7) يعكس إلتزامنا لعملاء أمنية رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور سلاح الجو الملكي السفير الأردني يزور جامعة عين شمس ويبحث مع رئيسها سبل تعزيز التعاون التعليمي وشؤون الطلبة الأردنيين الدارسين فيها الأمن العام يدعو إلى أخذ الحيطة والحذر خلال المنخفض الجوي المتوقع الإدارة المحلية تعلن حالة الطوارئ المتوسطة استعدادا للمنخفض الجوي سلطة وادي الأردن تعلن الطوارئ المتوسطة تحسبا للحالة الجوية المتوقعة الملك يودع الرئيسين المصري والفلسطيني لدى مغادرتهما العقبة
مقالات مختارة

حبة أسكيمو على سطح من الصفيح

{clean_title}
الأنباط -

عادة لا أحفل بالأعياد المصطنعة، مثل عيد الأم والفالنتاين وما يشابهها، وأعتبرها مناسبات ابتكرها التجار وأصحاب المولات الكبرى لتسويق بضائعهم الكاسدة. طناجر: قلايات وما شابهها من أشياء تحسّن شروط العبودية للمرأة، وتجعل الخدمة للذكور أسرع وأسرع، من أجل أن يتفرغوا بالكامل لأعمالهم الدائمة: تدمير العالم.
 لكني رغم ذلك تذكرت بعض فعايل الماما، التي ذكرتها في مقال الأمس، وتذكرت قصة أخرى اليوم:
كانت تحس بأنها قصّرت في واجبها الأمومي نحوي، لأنها نسيت أن تقوم بتمليح فمي فور مزطتني لهذه الدنيا (الغانية)، حتى يصير لساني عذبا وكلامي لطيفا مهذبا. ربما تكون قد نقعت لساني بالبحر الميت آنذاك  لكنها أنكرت ذلك على نفسها فيما بعد، حيث كبرتُ وترعرعتُ على الكلام غير المباح والتلمظ بالبذاءات – وسيلتي الوحيدة لمواجهة هذا الواقع الأجرب -  مع أخلاق «دايت» في مجال الغثبرة ومعط الحكي فقط لا غير.
محاولة منها للتكفير عن هذا الخطأ التكتيكي التاريخي الفادح، اهتمت جناب الوالدة في شؤون التمليح الاستراتيجي، وشرعت تنتهز فرصة اندلاع الحروب العربية من اجل تخزين كميات هائلة من الحبوب لإبعاد شبح المجاعة عن العائلة في حال طال أمد الحرب. هذا هو السبب المعلن، أما المسكوت عنه فهو إنها تفعل ذلك انصياعا لإحساسها بالذنب وتسعى للتعويض، عن طريق تمليح الواقع العربي:
رز، برغل ، قمح، فريكة، عدس حب ، عدس مجروش ، عدس مهروس ، فاصوليا مزققة، بازيلاء ناشفة ، فول ، حمص ، وربما سكر أيضا. ما أن تشم الوالدة نذر الحرب من الأناشيد الحماسية حتى كانت تشرع بتجميع علب الحليب والتوفي وأية علب صالحة للاستهلاك البشري، وتحشيها بتلك الحبوب بعد أن تخلطها بالملح للحفظ طويل الأجل.
هذا ما فعلته الوالدة الرؤوم في (نكتة حزيران) وفي حرب أيلول في الأردن 1970، وفي تشرين1973 وفي بدايات حرب الخليج الأولى، فالثانية (ماما المعارك) ولم تعش لتشارك في فعاليات حرب الخليج الثالثة بعد الألف، لكنها خلفت لنا كميات تجارية من علب النيدو وتوفي ال(بالم) الحبلى بالحبوب المملحة التي قضينا عقودا في محاولة ازدرادها.
كانت أمي تكتشف بعد انتهاء كل حرب بأن خططها الاستراتيجية أبعد بكثير من قدرة قادتها على الصمود ولو لعدة أسابيع على الأكثر، وان معظم الحروب كانت تنتهي - بالهزيمة طبعا- وقبل ذوبان حبّة الأسكيمو فوق سطح من الصفيح الساخن.
كانت الوالدة تستهلك أكثر منا جميعا من هذه الحبوب لإحساسها بالمسؤولية التاريخية والمعنوية، لكنها كانت دائما تلجأ إلى استراتيجية التمليح، علها تحظى ذات يوم بمن يستحق الملح الذي يهدر من اجله.  لكنها ماتت قبل انتهاء الألفية الأولى بساعات.... ماتت بارتفاع بضغط الدم، طبعا.