البث المباشر
شي وماكرون يلتقيان الصحافة بشكل مشترك "مساواة" تطلق رؤية رقمية لتمكين الحرفيات العربيات من قلب المغرب غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويُحبط محاولة تسلل ندوة في اتحاد الكتّاب الأردنيين تعاين ظاهرة العنف ضد المرأة وتطرح رؤى وسياسات جديدة لحمايتها بيان صادر عن المؤسسة العامة للغذاء والدواء الأرصاد تحذر: تقلبات في الطقس نهاية الأسبوع.. التفاصيل استقرار أسعار الذهب عالميا أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غدا مؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب يدعو إلى تحديث تشريعات مكافحة المخدرات التصنيعية الفيصلي يفوز على الرمثا ويبتعد بصدارة الدرع جريدة الأنباط … ذاكرة وطن وصوت الحقيقة الأرصاد العالمية: العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق في الوطن العربي الاتحاد الأردني للكراتيه يكرّم المهندس أمجد عطية تقديرًا لدعم شركة محمد حسين عطية وشركاه لمسيرة اللعبة جنوب إفريقيا تنظم فعالية للترويج للمجلد الخامس من كتاب "شي جين بينغ: حوكمة الصين" العيسوي ينقل تمنيات الملك وولي العهد للنائب الخلايلة والمهندس الطراونة بالشفاء الشواربة يتسلم جائزة أفضل مدير بلدية في المدن العربية ضمن جائزة التميز الحكومي العربي 2025 شركة زين تطلق دليل إمكانية الوصول الشامل لتهيئة مبانيها ومرافقها للأشخاص ذوي الإعاقة

أم عمر..

أم عمر
الأنباط -

استشھد عمر أبو لیلى.. وأنا لا أرید الكتابة لعمر, لأنھ سر من أسرار الفلسطیني.. لكني أرید الكتابة إلى أمھ, إلى أم عمر أبو لیلى.. أرید أن أسألھا: ھل ولد مثل كل الأطفال؟ أم أنھ نزل من رحمك ومعھ سكین.. أرید أن أسألھا ماذا أرضعتھ؟ لا أظن أنھ شرب حلیبا عادیا, یبدو أن الثدي الفلسطیني یمزج الحلیب مع البارود والفداء.. أنا أشك أن ھذا .الشھید رضع حلیبا! رضع شیئا مختلفا جعل منھ أسدا.. ولیس شخصا عادیا أرید أن أسألھا عن طفولتھ.. ھل كان یملك (لھایة) مثل كل الأطفال؟ ھل كان یبكي؟.. وكان یمرض ویصاب بالانتفاخ مثل كل الأطفال أیضا؟ أنا لا أظن ذلك قولي لي الحقیقة یا أم عمر.. ھذا طفل ھزم إسرائیل منفردا, خاض معركة مع ..جیش كامل وھزمھ, عمر بحد ذاتھ كان جیشا.. وأظنھ لم یكن طفلا عادیا أبدا أخبریني یا أم عمر, عنھ حین كان عمره (3 (أشھر, ھل كان یصحو في اللیل..؟ ھل كان لھ سریر مثل كل الأطفال.. أم أنھ حول السریر لثكنة, وكان یخطط فیھا لعملیتھ.. أخبریني حین كنت تضمینھ إلى صدرك, كیف كانت عیونھ.. وكم من شرر ونار لمحت فیھا, قولي لي ھل كان یخاف من الظلمة؟.. لا أظن ذلك! ھل كانت لدیھ (خشخیشة) مثل كل ..الأطفال أم أن صوت الرصاص ھو لعبتھ حسنا یا أم عمر.. أنت أعلى النخلات في العراق, وأنت التاریخ كلھ.. كاذب من یقول إن التاریخ یكتب بالحبر, أم عمر غیرت كل نظریات التاریخ الحدیث فالفلسطینیة أكدت أن التاریخ یكتب بحلیب النساء في (سلفیت), وأنت النیل حین یمشي متدفقا ھادرا ویروي العطشى في مصر.. وأنت أمل الفقراء, وملھمة الشعراء في الحي المحمدي بالمغرب, وأنت (بردى) حین یجري من الغوطة.. ویمسح عن سوریا الدم والخراب ویعید لدمشق بسمتھا.. أنت أصلا أھم من كل مدارس الحرب والأركان العربیة وأھم من كل مصانع الذخیرة والدبابات المكدسة, لأن رحمك أنتج من طفل جیشا ..كاملا ھزم اسرائیل ونحن اختصرنا كل جیوشنا بفرد واحد ماذا أقول لك؟.. فقط علمي النساء في عالمنا العربي, علمي المتصابیات.. واللواتي جلسن في الفنادق الفاخرة, خلف المایكروفونات من أجل الثرثرة, علمي من أدخلوھن في الحكومات.. على شكل إكسسوار, علمي من أشبعن جیلا من النكبات غنجاً على مایكروفونات الإذاعات (التافھة).. علمي النساء یا أم عمر في العالم العربي, أن الأرحام في فلسطین.. أخطر من منظومات (الباتریوت).. وأن الأرحام في فلسطین أقوى من طائرات (الإف 35 (وأن أم عمر دمرت نظریة اللواء (الجولاني) ونظریات شامیر وشارون وقبلھ مناحیم بیغن, في حصانة جیش الدفاع وحولتھ إلى ..جیش من الأشلاء الأم في فلسطین یبدو أنھا مختلفة, من أي طینة جبلت أناملك یا أم عمر؟.. وعلى أي سراج مشطت شعرك, تعالي یا طاھرة یا عفیفة یا أم الحب وأم الزیتون وأم الصبر.. تعالي إلى عالمنا العربي قلیلا, طوفي في الأحیاء.. ودعي الفتیة الصغار یقبلون یدك ویتبركون بابتسامتك, تعالي إلینا قلیلا.. واخبري الناس أن الأمومة في فلسطین, لیست حلیبا .وحضنا, بل الأمومة أیضا بندقیة وصبرا.. ودم یحضر لكي یسیل ندیا على تراب كان الأجل والأعلى والأطھر حسنا بعد أشھر, ستعودین لمنزل في سلفیت غیر المنزل المدمر, ستعودین أما بكل ما تستلزمھ مقتضیات الأمومة من دمع وصبر ورضا وفخر بما أنجبت.. وربما ستجلسین على طاولة صغیرة في المطبخ, من أجل فرم (الخبیزة) ومزجھا مع زیت الزیتون.. أتدرین یا أم عمر؟ جلوسك على الطاولة وحیدة.. وذرف دمعة فخر.. أھم من اجتماعات الجامعات العربیة كلھا وأھم من مؤتمرات القمة كلھا.. لأنك في ھذه اللحظة, ستكتشفین أنك لم تلدي بیانا للشتم والاستنكار, بل ولدت طفلا كان معجزة ونظریة عسكریة عالمیة, وشھیدا لیس كأي شھید.. والله لو أننا تتبعنا خطاك ..في المنزل, وقبلنا كل شبر داست علیھ قدمك سنبقى أقل بكثیر.. من جبروتك وصبرك والوفاء الأصیل لفلسطین ً

نا لا أعرف یا سیدتي ھل أنادیك أم عمر, أنت أمة كاملة ولیس أماً.. حتى أحرف النداء تنھار أمام جبروتك أیتھا .العظیمة فلك السلام.. كل السلام

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير