السفير التونسي خلال لقاء مع الانباط
السهيلي: نتطلع لزيارة الملك لتونس تزامنا مع احتفالات الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية
حضور الملك للقمة العربية بمثابة تعزيز وتدعيم للعمل العربي المشترك ونجاح أكبرللقمة
حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال السداسي الاول للعام الماضي بلغ 53,5 مليون دينار
الملك صاحب الوصاية الهاشمية الأمين على المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس
الملكية الاردنية تحتكر الرحلات بين عمان وتونس وسعر التذكرة لتونس اعلى من سعرها لنيويورك وموريال
نسعى لعودة الخطوط الجوية التونسية للعمل في الاردن بعد توقفها منذ عام 2008
دعوة سوريا للقمة العربية يرتبط بقرار مجلس جامعة الدول العربية وتونس تعمل تحت سقف الجامعة ولا تتصرف بصفة انفرادية
تونس استطاعت خلال الثماني سنوات الماضية ان تحقق الكثير و8 ملايين سائح زاروها في العام الماضي
نتمنى من الحكومة الاردنية إلغاء التأشيرات عن التونسيين كما فعلت تونس و5 الاف زائر أردنيفي آب الماضي
استضافة تونس للقمة العربية يأتي من منطلق الحرص وانطلاقا من الايمان بأهمية تعزيز العمل العربي المشترك
الانباط- نعمت الخورة
أكد السفير التونسي في عمان خالد السهيلي على تطلع الجانب التونسي الى زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني الى تونس هذا العام تزامنا مع احتفالات الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
واضاف السفير السهيلي في حديث للأنباط ان العلاقات بين الاردن وتونس علاقات عميقة ومتينة وتاريخية وان تأكيد حضور جلالة الملك عبد الله الثاني الى القمة العربية التي ستنعقد في 31 من اذار المقبل هو تعزيز وتدعيم للعمل العربي المشترك وتأمين نجاح أكبر لانعقاد القمة مشيرا في ذات الوقت ان الاردن بقيادة جلالته يعمل دائما من منطلق الحرص على خروج الامة العربية من ازماتها وخاصة ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وعلى راسها ملف القدس وهو صاحب الوصاية الهاشمية الأمين على المقدسات الاسلامية والمسيحية فيها.
وثمن السهيلي زيارة وزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي مؤخرا الى تونس مؤكدا انها تندرج في إطار تنظيم المشاورات السياسية ضمن لجنة التفكير والتشاور السياسي وتعتبر الزيارة فرصة سانحة لتعزيز التنسيق والحوار في اهم قضايا المنطقة وكذلك الازمات التي تعيشها الامة العربية والاستحقاقات الثنائية بين البلدين لتطوير العلاقات وخاصة انعقاد اللجان القطاعية المشتركة وعددها 16 وكذلك توقيع مشاريع الاتفاقيات المنصوص عليها بمحضر الدورة التاسعة للجنة العليا المشتركة.
ولفت السهيلي ان السنوات الاخيرة شهدت زخما كبيرا ونقلة نوعية في جميع مجالات التعاون بدأت بزيارة رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي في العام 2015 وكانت تعزيزا للعلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
وعلى مستوى العلاقات التجارية قال انها تشهد تطورا كبيرا خاصة ان حجم التبادل التجاري بلغ (53,5 ) مليون دينار خلال السداسي الاول من سنة 2018 اي بنسبة نمو 30% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017 .
واشار السهيلي ان الصادرات التونسية للأردن تتميز بتنوعها في جميع القطاعات ومن أبرزها الاسماك الطازجة والقواطع الكهربائية والمواد الغذائية ومعلبات السردين والتونا والطحين اضافة الى قطع غيار السيارات والسيراميك والبلاط والورق الصحي مبينا ان تونس تستورد من الاردن الادوية والاسمنت والانابيب البلاستيكية.
ولفت الى ان زيارة تمت مؤخرا من قبل رجال اعمال تونسيين الى الاردن بالتعاون مع غرفة تجارة عمان حيث تم ابرام العديد من الاتفاقيات والشراكات في القطاع الخاص مؤكدا ان هذا الامر يأتي في إطار التكامل الاقتصادي والتجاري بينالبلدين.
واضاف انه تم توقيع العديد من الاتفاقيات فيما يتعلق بالاستيراد والتصدير وكان من اهم النتائج لهذه الزيارة هو تمكين شركة الاسمنت الاردنية من ابرام اتفاق اولي لتصدير ما يقارب 150 طنا من الاسمنت الابيض اضافة الى مجال الصناعات الكيماوية واطقم الحمامات والادوات الصحية والمواد الغذائية.
وحول القطاع السياحي قال ان هناك تدفقا سياحيا كبيرا تشهده تونس خاصة بعد الغاء التأشيرات على الاردنيين من قبل الجانب التونسي في العام 2015 مشيرا ان عدد السياح الاردنيين الذين زاروا تونس في شهر اب من العام الماضي بلغ 5000 سائحأردني وفق هيئة تنشيط السياحة الاردنية اي بنسبة 29.2% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017 حيث كان عددهم 4171 سائحا مما جعل الاردن ثالث دولة من بين الدول العربية التي تزور تونساي بعد مصر والسعودية.
واضاف السهيلي ان تونس تتطلع الى خطوة مماثلة من السلطات الاردنية بإلغاءالتأشيرة والرسوم على زيارة التونسيين الى الاردن لتشبيك المصالح بين البلدين وتقريبها والتدفق السياحي وتعزيز الشراكات الاقتصادية بين البلدين.
واستكمل بالقول "نحرص من جانبنا على اعادة فتح رحلات مؤمنة على متن الخطوط التونسية التي تم تعليقها في العام 2008 ونرى ان الامور والمعطيات تغيرت من عام 2008 الى عام 2019 على مستوى عدد الجالية التونسية المقيمة في الاردن 1500 "
واضاف "حجم التجارة البينية تطورت وخاصة الاسماك فكل اسبوع هناك من 25 الى 35 طنا منها يتم نقلها عبر الطائرات التركية من تونس- اسطنبول -عمان مشيراان الرحلات الجوية من عمان الى تونس محتكرة للملكية الاردنية فقط وبأسعار عالية جدا" هل معقول سعر تذكرة عمان تونس اعلى من سعر عمان نيويورك او موريال "
وقال "لا بد من اعادة استرجاع الخط ولا يكفي الكوت شير ونسعى في ذلك لإعادة الخط التونسي كما ان هناك وعودا من الجانب الاردني بإلغاءالتأشيرة على التونسيين"
وحول المجال الثقافي قال السهيلي ان الاردن وتونس تشهدان نقله نوعية في مجال التعاون الثقافي وهناك مشاركات بين الجانبين في اهم المهرجانات والتظاهرات الثقافية المنظمة من قبل البلدين خاصة في مجال المسرح والسينما وتبادل زيارات بين الفنانين مشيرا ان هناك ديناميكية على المستوى الثقافي وان تونس تتطلع ان تكون ضيف شرف لمعرض عمان الدولي للكتاب بنسخة2019 وسيأتي بالتزامن مع اسبوع ثقافي تونسي بعمان بالتعاون مع وزارة الثقافة الاردنية.
ولفت الى انه وسعيا لتعزيز التعاون اللامركزي بين البلدين تم إجراء لقاء مع امين عمان يوسف الشواربه من اجل تفعيل اتفاقية التوأمة بين مدينتي تونس وعمان اضافة الى جلسة عمل مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية لإبرام اتفاقية تفاهم بين مدينتي العقبة ومنطقة الحمامات التونسية حيث سيتم تسمية شارع في منطقة الحمامات باسم العقبة وسيتم تنظيم ايام ثقافية تونسية في العقبة
اما فيما يتعلق بالجالية التونسية في الاردن قال ان عدد الجالية المسجلين رسميا يبلغ 1026 بينما يقارب العدد مع غير المسجلين 1500 تونسي مقيم على الاراضي الاردنية ويتمركزون في العاصمة عمان.
واضاف ان عدد التونسيين المتزوجين من اردنيات بلغ 415 تونسيا وان عدد الطلاب الملتحقين في الجامعات الاردنية الرسمية 70 طالبا تونسيا موزعين على تخصصات الطب والهندسة والاعلام واللغات وإدارة الاعمال بينما عدد الطلاب الاردنيين الملتحقين بالجامعات التونسية 150 طالبا..
وفيما يتعلق بالقمة العربية التي سوف تستضيفها تونس نهاية شهر اذار المقبل قال السهيلي ان الدبلوماسية التونسية ستشهد زخما واستحقاقات دولية ستحتضنها في العام 2019 على راسها القمة العربية والقمة الفرنكوفونية في 2020 اضافة الى عضوية تونس لمجلس الامن عامي 2020 -2021 وهو ما سيعكس دور تونس الريادي في محيطها الاقليمي والدولي.
واستطرد بالقول " ان استضافة تونس للقمة العربية يأتي من منطلق الحرص وانطلاقا من الايمان بأهمية تعزيز العمل العربي المشترك ويترجم التزام تونس بالعمل العربي المشترك كقوة تدعم إرادة السلام وجسر لتبوء الامة العربية المكان الذي يليق بها.
وأشار السهيلي ان الاهداف من وراء احتضان القمة العربية تتلخص بإثراء المزيد من النجاعة على مؤسسات الجامعة العربية وتعزيز التشاور والتنسيق بين قادة الدول العربية والعمل على اخراج المنطقة العربية من ازماتها خاصة وان لدى الامة العربية قواسم مشتركة تجمعهم أكثر مما تفرقهم.
وقال ان من الاهداف الاخرى لاحتضان تونس للقمة العربية هو تفعيل مسارات التسوية خاصة فيما يتعلق بالملف السوري والليبي واليمني والتطلع للأمن والرفاه للشعوب العربية وهو ما يترجم البعد العربي في سياسة تونس.
كما أكد السهيلي ان تونس لديها ثوابت الحرص على الحضور من اعلى مستوى لجميع القادة العرب لان ذلك سيؤمن أكثر نجاح القمة كما اهداف تونس من انعقاد القمة على اراضيها هو تعزيز التضامن والعمل المشترك مما يعطي زخما وقوة لمؤسسات جامعة الدول العربية اضافة الى الامن العربي القومي.
وقال " خلينا نتجمهر ويكفينا التشتت فرصة للتجمع والتضامن خاصة لدينا تاريخ مشترك وهي فرصة للتجميع وليس التشتيت"
وحول دعوة سوريا للمشاركة في القمة العربية أكد السهيلي ان سوريا دولة شقيقة وعودتها الى الجامعة العربية يرتبط بقرار مجلس جامعة الدول العربية مشيرا ان تونس تعمل تحت سقف جامعة الدول العربية ولا تتصرف بصفة انفرادية.
واضاف “بالعكس نحن في إطار تعزيز العمل العربي المشترك ولا بد ان نرتبط بالعمل العربي المشترك ونكون في إطار العمل العربي المشترك ونكون تحت منظومة قرارات العمل العربي المشترك وعودة سوريا مرتبطة بقرارات مجلس جامعة الدول العربية ونحن نحترم قرار المجلس بدعوة سوريا او لا.
وحول تونس ومستقبلها قال السهيلي ان تونس خلال الثماني سنوات الماضية تعيش فترة انتقالية بعد انطلاق الثورة من مدينة سيدي بو زيد وهذه الفترة ليست بالسهلة مشيرا انه في ظروف صعبة تم على إثرها تغيير منظومة سياسية واقتصادية متكاملة وتحتاج الى وقت لاسترجاع البلاد عافيتها.
واكد ان تونس استطاعت خلال الثماني سنوات الماضية ن تحقق الكثير والكثير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتي هي ظروف عامة على جميع البلدان.
وقال" هناك تحسن وحصد لثمرات هذه الثورة لان الحبيب بورقيبة بنى دولة ذات مؤسسات” الدولة الحديثة التونسية" وبالتالي استطاعت تونس تخطي جميع الصعوبات والتغلب عليها بفضل التفاؤل فتونس آمنة فيهاأمن وسلم والاحتجاجات التي تخرج فيها هي احتجاجات سلمية وهي ظاهرة صحية.
ولفت السهيلي الى ان عدد السياح في تونس بلغ عام 2018 (8) ملايين سائح منوها ان البنك الدولي أصدر في تقريره الاخير تقريرا عن تونس أكد فيه ان تونس سوف تحقق2,9 % نموا في العام 2019.
واكد ان تونس تشهد نجاحات على المسار الديمقراطي وعلى درب ترسيخ الامن والاستقرار واستطاعت استعادة عافيتها الاقتصادية كما ان هناك تجربة فريدة من نوعها في تونس تقوم على روح الوفاق والحوار لبناء ديمقراطية ناشئة وتوجتبإحراز الرباعي الراعي للحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام عام 2015.
واضاف ان تونس نموذج قائم على احترام اختلاف الرأي كخيار استراتيجي مكن من ايجاد الحلول والمقاربات المناسبة للقضايا المطروحة على المستوى الوطني مؤكدا ان الحوارأصبحمؤسسة تسمحبتخطي العقبات وتجاوز خلافات الفرقاءالى جانب دور مهم للمجتمع المدني يكفل الحقوق الاساسية فالحوار أصبح الية راسخة ومهمه للتوصل لجميع اهداف الثورة والوصول لحلول للمشاكل على مستوى الوطن.
وأكمل بالقول "تونس مقبلة على استحقاقات انتخابية على المستوى الوطني وتم انجاز الانتخابات البلدية عام 2018 وفي عام 2019 ستجري الانتخابات التشريعية والرئاسية في الثلاثي الاخير من العام.
واضاف "سيتم خلال هذا العام ترسيخ المحكمة الدستورية حيث تمت المصادقة على القانون وبقي فقط انتخاب اعضاء المحكمة الدستورية كما ان تونس بصدد القيام بجملة من الاصلاحات القطاعية والهيكلية للنمو بالاقتصاد وهناك عزم على استعادة مكانة تونس في جنوب المتوسط كاقتصاد صاعد"
وفيما يتعلق بالمستوى الامني قال السهيلي ان تونس تواصل نجاحاتها في هذا المجال وتبقى مقاومةالارهاب مرتبطة بالتنسيق مع المجتمع الدولي مشيرا ان تونس تستند الى جملة من المبادئ كما ان هناك تقارب رؤى وافكار مع الاردن بالنسبة للإرهابويحملان نفس الاستراتيجية في محاربة الارهاب التي تعتمد على الاليات أو الاستراتيجية الفكرية والوقائية والعسكرية كظاهرة عالمية.
المرأة في تونس لعبت دورا كبيرا خلال الثورة التونسية او بعدها سواء المستوى الاقتصادي او السياسي بحسب السهيلي فعلى المستوى السياسي فالمجالس المنتخبة في تونس تعززت مكانة المرأة فيها وأصبح هناك كوتة معينة لا يمكن تجاوزها فالمرأة متواجدة ووجودها في المجالس الانتخابية وهي شريكة في صنع القرار سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي ودورها محسوم وتعزز في الدستور التونسي الذي يكفل حقوق المرأة ويطالب الدولة بتأمين حقوقها.
وقال ان تونس ستكون عضوا في مجلس الامن للأمم المتحدة (2020- 2021) للمرة الرابعة منذ انضمامها لمنظمة الامم المتحدة في مجلس الامن بصفتها عضوا غير دائم وستعمل على الحوار من أجل الامن الجماعي والتعاون من اجل الرفاه المشترك مشيرا ان ذلك سيمثل فرصة ملائمة لمزيد التعريف بتجربتها في مجال الحوار الوطني ولوضع مقاربتها التوافقية في إعطاء الأولوية للحوار والوفاق على ذمة المجلس.
وحول الدبلوماسية الخارجية التونسية اشار السهيلي ان الدبلوماسية التونسية لها ثوابت منذ نشأتها ومنذ الاستقلال حيث تستند لجملة من المبادئ التي بعثت من اجلها المنظمة الاممية وانبنت عليها ثوابت السياسة الخارجية التونسية مضيفا ان هذه المبادئ تترجم بتمسك تونس بالشرعية الدولية فتونس متعلقة بالسلم وتغليب منطق الحوار لفض الخلافات والنزاعات والالتزام بالنهوض بمنظومة حقوق الانسان وعدم التدخل بالشؤون الداخلية.
اضافة الى المساهمة في خدمة الامن والسلم مبينا ان اهم الدلالات على دبلوماسية تونس رئاسة تونس للدورة 16 للجمعية العامة سنة 1961-1962 وانتخاب تونس عضوا غير دائم في مجلس الامن لعدة سنوات وتستعد الان للمرة الرابعة لعام (2020-2021)
وختم السفير السهيلي لقاءه بالقول "تبرز تونس في قلب هذا المشهد الاقليمي المشحون بعوامل التأزم والتوتر كنقطة مضيئة بصفتها ديمقراطية ناشئة تسعى للدفاع عن امنها واستقرارها رغم المصاعب التنموية وتعمل جاهدة على ابراز التجربة التونسية كعامل استقرار ونمو في المتوسط ".//