طوكيو – وكالات
قضية كارلوس غصن – الرئيس السابق لشركة نيسان – تشغل الصحافة في اليابان وفي أنحاء العالم، وفي آخر تطور على قضية كارلوس غصن، مثل غصن أمام المحكمة يوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ حادثة احتجازه الصادمة في اليابان شهر نوفمبر من العام الماضي.
ورد كارلوس غصن على الاتهامات الموجهة له بالتهرب الضريبي بأن الاتهامات غير صحيحة وأنه محتجز ظلماً، وفيما كان عالم السيارات عموماً واليابان يحتفي بـ”غصن” باعتباره الرجل الذي أنقذ شركة نيسان من الإفلاس إلا أن غصن تم اقتياده إلى المحكمة والقيود في يديه وبحبل يحيط خصره، كما بدى رجل الأعمال الشهير أنحف بكثير من السابق ما يشير إلى ظروف اعتقاله السيئة
وعند سؤال محامي الدفاع في قضية كارلوس غصن (موتوناري أوتسورو) حول إمكانية إطلاق سراح موكله بكفالة، أجاب المحامي الياباني بأنه وفي مثل هذه القضايا فلا تقبل الكفالة إلا بعد الجلسة الأولى، والتي لن تعقد قبل 6 شهور من الآن.
وفي ظهوره الأول تلا رجل الأعمال ذو الأصول اللبنانية البيان التالي أمام المحكمة
البيان في قضية كارلوس غصن
سيادة القاضي
أنا ممتن لكم لحصولي وأخيراً على الفرصة للحديث بشكل علني، وأتطلع قدماً لأبدأ في عملية الدفاع عن نفسي أمام الاتهامات التي تم توجيهها ضدي.
أولا، اسمحلي أن أعبر عن مدى حبي وتقديري لشركة نيسان، أعتقد جازماً أنه وفي كل الجهود التي بذلتها بالنيابة عن الشركة، انني تصرفت بطريقة قانونية وشريفة وبمعرفة وموافقة المدراء المعنيين داخل الشركة، وبهدف وحيد هو تدعيم وتقوية شركة نيسان والسعي نحو استعادة نيسان لمكانتها كواحدة من أفضل الشركات في اليابان ومن أكثرها احتراماً.
والآن أود أن أرد على الاتهامات، عندما انضممت إلى نيسان وانتقلت إلى اليابان قبل قرابة 20 عاماً، أردت أن يتم دفع راتبي بعملة الدولار الأمريكي ولكن قيل لي أن هذا الأمر غير ممكن وأعطوني عقد توظيف يتطلب مني أن أستلم راتبي بعملة الين الياباني وقد كنت متخوفاً من تقلب سعر صرف الين الياباني مقارنة بالدولارالأمريكي، وأنا شخص يعتمد على الدولار الأمريكي لأن أبنائي يعيشون في الولايات المتحدة الأمريكية ولدي علاقات وثيقة بلبنان والتي تتمتع عملتها بسعر صرف ثايت مقابل الدولار الأمريكي، كنت أريد ان أعرف قيمة راتبي من أجل أن أعرف كيف أهتم بعائلتي.
ولمعالجة هذه المسألة، دخلت في عقود لتصريف العملات الجنبية خلال فترة عملي مع نيسان منذ عام 2002، اثنان من هذه العقود هما محل نظر في هذه القضية. الأول تم توقيعه عام 2006 عندما كانت قيمة سهم نيسان تبلغ قرابة 1500 ين وكان معدل صرف الين مقابل الدولار قرابة 118، والعقد الآخر تم توقيعه عام 2007 عندما كانت قيمة سهم نيسان تبلغ 1400 ين وكان سعر صرف الين مقابل الدولار قرابة 114.
وبسبب الأزمة المالية عام 2008 – 2009 انخفضت أسهم شركة نيسان إلى 400 ين في شهر أكتوبر من عام 2008 و إلى 250 ين في فبراير من عام 2009 (وهو ما يمثل انخفاضاً بأكثر من 80% من أعلى سعر وصلت إليه)، كما انخفض معدل صرف الين مقابل الدولار إلى أقل من 80. كانت أزمة عاصفة لم يتوقعها أحد، كل النظام البنكي تجمد وبدأ البنك يطالب بزيادة فورية في ضماناتي المسجلة في العقود، وهو ما لم يكن بإمكاني فعله لوحدي.
وكنت أمام خيارين قاسيين الاستقالة من نيسان، لأحصل على التقاعد والذي كان بإمكاني أن استخدمه في ذلك الحين لأوفر الضمانات اللازمة، ولكن التزامي الأخلاقي تجاه شركة نيسان لم يسمح لي بأن أستقيل خلال تلك الأوقات الصعبة، القبطان لا يقفز من سفينته في وسط العاصفة.
أن أطلب من نيسان أن تتولى مسألة الضمانات مؤقتاً طالما أنها لن تكلف الشركة شيئاً، وذلك ريثما أجمع الضمانات اللازمة من مصادري الأخرى.
وقد اخترت الخيار الثاني، وهكذا تم تحويل عقود تصريف العملة الأجنبية إلي دون أن يتسبب ذلك بأي خسائر لنيسان.
قضية كارلوس غصنخالد الجفالي كان منذ فترة طويلة داعماً وشريكاً في شركة نيسان، وخلال فترة صعبة، ساعدت شركة خالد جفالي نيسان في تحصيل التمويل وساعدت نيسان في حل مشكلة معقدة متعلقة بأحد الموزعين المحليين، وبالفعل ساعد جفالي نيسان في إعادة بناء شبكة الموزعين في أرجاء منطقة الخليج العربي، والتي كانت تعاني من الكثير من الصعوبات، وهو ما منح نيسان قدرة أفضل على منافسة شركات مثل تويوتا، والتي كانت تقدم أداء أفضل من نيسان في المنطقة، كما ساعد الجفالي نيسان في التفاوض حول إقامة مصنع للسيارات في المملكة العربية السعودية، وقام بتنظيم لقاءات على مستوى عال مع كبار المسؤولين السعوديين.
تم مكافأة شركة خالد جفالي بمبلغ مالي محدد بعلم وموافقة المدراء المعنيين في شركة نيسان، وذلك مقابل خدماته الهامة التي استفادت منها نيسان بشكل كبير.
الادعاءات بمخالفة قانون تنظيم الأدوات المالية وتصريف العملة
سعت 4 شركات كبرى إلى توظيفي لديها عندما كنت أشغل منصب المدير التنفيذي لشركة نيسان، ومنها شركة فورد (عبر بيل فورد) و شركة جنرال موتورز (عبر ستيف راتنر والذي كان يحمل لقب سيزار السيارات وعينه الرئيس الأمريكي في ذلك الحين باراك أوباما). على الرغم من أن عروضهم كانت مغرية جداً لم يكن بإمكاني أن أترك شركة نيسان خلال تلك الفترة التي تمثل فترة تحول حاسم. نيسان هي شركة يابانية أيقونية وأنا أهتم بأمرها كثيراً.
وعلى الرغم من أنني اخترت أن لا أتابع هذه الفرص، إلا أنني احتفظت بعروض الرواتب التي قدمتها لي هذه الشركات في حال أني قبلت بالعمل لديهم، كان هذا بمثابة علامة فارقة في حساباتي الداخلية واحتفظت بها لأستفيد منها في مستقبلي المهني، ولم يكن لها أي تأثير قانوني، ولم أشارك هذه المعلومات مع المدراء ولم تمثل أي نوع من الإلتزام الواجب.
وفي الحقيقة فإن العروض المتعددة لخدماتي الاستشارية لما بعد التقاعد والتي قدمها بعض أعضاء مجلس الإدارة لم تتأثر بحساباتي الداخلية، ما يؤكد على طبيعتها الفرضية غير الملزمة.
وعلى خلاف الاتهامات التي وجهها الادعاء، لم أتلق على الإطلاق أي مكافئات من شركة نيسان لم يعلن عنها، ولم أبرم أي عقد ملزم مع نيسان لم يعلن عنه يتم بموجبه دفع مبلغ محدد لي، وبالإضافة إلى هذا، فقد فهمت أن أي مسودة لعروض مكافأة ما بعد التقاعد تم مراجعتها من قبل محامين داخليين وخارجيين، وهو ما يظهر أنني لم أنو مخالفة أي قانون.
بالنسبة لي فإن الاختبار هو “اختبار الموت” ؛ إذا مت اليوم فهل يمكن لورثتي أن يطالبو نيسان بدفع أي شيء بخلاف راتبي التقاعدي ؟ الأجابة هي “لا” بكل وضوح.
لقد كرست عقدين من حياتي لإنعاش شركة نيسان ولبناء التحالف، لقد عملت لتحقيق هذين الهدفين ليلاً ونهاراً على الأرض وفي الجو، وقوفاً جنباً إلى جنب مع موظفي نيسان المجتهدين في أنحاء العالم لتحقيق الأرباح. وجاءت ثمرة جهودنا فوق كل التوقعات، لقد قمنا بتحويل شركة نيسان، ونقلناها من شركة مدينة بـ2 ترليون ين عام 1999 إلى شركة تمتلك 1.8 ترليون ين مع نهاية عام 2006، ومن 2.5 مليون سيارة مباعة عام 1999 بخسارة كبيرة إلى 5.8 مليون سيارة مباعة ومحققة للأرباح عام 2016، وتضاعفت أصول نيسان ثلاث مرات خلال هذه الفترة.
شهدنا إعادة إنعاش سيارات أيقونية مثل (فيرلايدي Z) و (نيسان جي تي ار)، ودخول نيسان إلى الصناعات في الصين وروسيا والهند والبرازيل، وتصدرنا سوق السيارات الكهربائية المنتجة بكميات تجارية مع طراز (ليف)، وانطلقنا نحو السيارات ذاتية القيادة، كما تم ضم شركة ميتسوبيشي موتورز إلى التحالف، و أصبح التحالف المجموعة الأولى على مستوى العالم بين شركات السيارات عام 2017، منتجاً ما يزيد على 10 ملايين سيارة سنوياً.
لقد صنعنا بشكل مباشر وغير مباشرعدداً لا يحصى من الوظائف في اليابان وأعدنا تأسيس شركة نيسان كواحدة من دعائم الاقتصاد الياباني.
هذه الانجازات التي تم تحقيقها بالتعاون مع فريق موظفي نيسان حول العالم – هي تمثل فرحة حياتي، بعد عائلتي.
أنا شخص بريء من الاتهامات التي تم توجيهها ضدي، دائماً كنت أتصرف بنزاهة ولم يتم اتهامي بأي عمل مناف للقانون خلال مسيرتي المهنية التي امتدت على مدار عشرات السنين، لقد تم اتهامي بشكل خاطئ وغير عادل وتم احتجازي بناء على اتهامات لا أساس لها من الصحة.
شكراً لك سيادة القاضي للاستماع لي.
كان هذا عزيزي القارئ بيان كارلوس غصن والذي ألقاه في المحكمة التي عقدت بشكل علني بناء على طلبه لإلقاء بيانه، في آخر التطورات حول قضية كارلوس غصن