البث المباشر
منخفض جوي مساء اليوم وطقس بارد وماطر محادثات برلين الأمريكية–الأوكرانية تحقق تقدماً كبيراً تركيا: توقيف شخصين بتهمة ذبح الخيول وبيع لحومها في إسطنبول الارصاد :منخفض جوي يؤثر على المملكة وأمطار متوقعة وتحذيرات. هل يفعلها الرئيس؟ حادثة تدمر وتبعاتها على الحكومة السورية الانتقالية. حسين الجغبير يكتب : متى نتعلم الدرس جيدا؟ الاردن يدين هجوما استهدف قاعدة دعم لوجستي لقوات الأمم المتحدة بالسودان حوارية حول "تعزيز القيادة في ضوء الالتزامات الوطنية للقمة العالمية للإعاقة" قرارات مجلس الوزراء حالة الطقس المتوقعة لاربعة ايام مندوبا عن الملك وولي العهد العيسوي يعزي عشيرتي الخلايلة والعواملة جمعية الأطباء الأردنيين في ألمانيا تؤكد استعدادها لعلاج يزن النعيمات عمر الكعابنة يهنّئ الدكتور حسان العدوان بمناسبة نيله الدكتوراه في الإذاعة والتلفزيون بامتياز ما بين التغيرات المناخية وإخفاقات الإدارة وتحوّلات الإقليم: كيف دخل الأردن معركة المياه؟ أخلاق الطبيب بين القَسَم وإغراء السوشيال ميديا إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2025 تتجاوز 50 مليار يوان الحاجة عليا محمد أحمد الخضراوي في ذمة الله وصول قافلة المساعدات الأردنية إلى الجمهورية اليمنية جامعة البلقاء التطبيقية توقّع مذكرة تفاهم مع شركة أدوية الحكمة لتعزيز تدريب الطلبة والخريجين

الكرسي

الكرسي
الأنباط -

استفزتني صورة أول أمس , ربما التقطت في بدایة العام (2003 (لمراسل أجنبي زار غزة , وھي للشیخ أحمد یاسین ..على كرسیھ ومجموعة من أطفال غزة یسیرون بھ إلى المسجد , ویتھافتون من یقود كرسي الشیخ المقعد ..بعضھم یمازح الشیخ , وبعضھم أعجبھ الكرسي وقرر (دفشھ) والشیخ یاسین یوزع علیھم الإبتسامات فقط ...وقد استسلم لفرحھم , وربما دخلت السعادة قلبھ في ذلك الوقت ..لأن أطفال غزة , استطابوا كرسیھ ..وأعجبھم أن یسیروا بھ إلى المسجد من دون موكب كما قادة الأحزاب العربیة , من دون حرس شخصي كما ھم قادة الملیشیات في العالم العربي ..من دون شيء سوى ضحكات الشیخ ولعب الأطفال ...والطریق المليء بالتراب والحفر , وعجلات الكرسي التي تنغرس بین شقوق الصخور , ویتطوع طفل من غزة لانتشالھا ..والشیخ مستسلم فرح وربما كان یمازجھم في الطریق ..وھو یدرك أنھم وجدوا في خدمتھ ..طاعة , وفي كرسیھ ... الأغر والأكبر من كل المناصب لعبة یلھون بھا استفزتني تلك الصورة , ولو عاد الزمن بي لتمنیت یا شیخ النضال كلھ أن أقود كرسیك مع ثلة الأطفال إلى المسجد , ونصلي معك ..ثم نسیر بك في شارع عمر المختار , وتخبرنا كیف نھض التراب ذات یوم ..وقرر أن یسیر على نھجك ویقاتل ثم یقاتل ثم یقاتل ..ویستشھد ....أحمد یاسین علم التراب أن یستشھد لم تكن تحتاج لموكب , كي یحمیك ...ولا لحرس شخصي , لم تكن تحیط بك سیارات مصفحة , تطلق زوامیرھا والأضواء في وجھ الناس ..لم تكن تحتاج لفریق من الحراسة مدججین بمسدسات دقیقة التصویب ..كنت تحتاج فقط للأطفال كي (یدفشوا) كرسیك صوب المسجد , . وتفرح لضحكاتھم وھم یفرحون ..لسؤالك عن أعمارھم وكم حفظوا من القران , وكم أجادوا نصب الفعول بھ وجر المضاف أحمد یاسین اصیب في السادسة من عمره بالشلل التام , ویقولون أن لسانھ ھو الوحید الذي لم یصب بالشلل , وتلك مقولة خاطئة تماما ...بل . ھو إیمانھ الذي تجذر وصار صلبا ...ھو الإیمان وحده الذي لایصاب بالشلل إن الصبیة الذین كانوا , یتھافتون على (دفش) كرسیك نحو المسجد ..ھم الان یتھافتون , على نصب الصواریخ ..وعلى تلقیم البندقیة , وعلى فنون الإقتحام على الأقل لم تتغیر القیم ...لم تنبطح غزة (للسوشیال میدیا) , ولا لتیارات لیبرالیة أو تكنوقراط ...لم تتحالف غزة أبدا , مع ربطات العنق الفاخرة والعطر الفرنسي , ولم تقم ببناء الأحیاء الراقیة ...ولایوجد فیھا مجتمع للشركات ....ومجتمع اخر للمنظرین باسم .. الخراب ماحدث أن الذین عاشوا زمنك وكانوا أطفالا , مازالوا للان یقودون كرسیك المدولب والذي كان یحمل جسدك المتعب ...مازالوا كل یوم یقودونھ للمسجد ومازالت شوارع غزة ھي ذات الشوارع ملیئة بالحصى, وكلما دخلت العجلة بین شقوق التراب , نزل شاب إلى التراب . وترفق في رفع العجل ..لأنھ یدرك أنك علمت التراب ھناك ..حتى التراب أن یقاتل ثم یقاتل ثم یستشھد نحن أحوج ما نكون لأن نسترد قیمنا في العروبة والدین , لا أن نعتدي على القیم باسم (السوشیال میدیا) باسم اللیبرالیة , باسم تمییع الوجود ....وھا أنا خارج من منزلي , لن أقود سیارتي ھذا الیوم ..ولكني سأتخیل أني أقود كرسي الشیخ الشھید ...ویعلمني تفاسیر ایات القران , . ویختبرني في نصب المفعول ورفع المضارع ..ویسألني عن قرى فلسطین والزیتون 

© جميع الحقوق محفوظة صحيفة الأنباط 2024
تصميم و تطوير