قرارات مجلس الوزراء رغم التحذيرات، الدفاع المدني يستجيب لـ43 حادث غرق نجم عنها 19 وفاة الحسيني يرعى برنامج المحاكمات الصورية الأمم المتحدة: المعبر البحري ليس بديلا للممرات البرية في غزة الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية الخريشة يدعو إلى الإنتخاب على أسس برامجية وليس شخصية المستشفى الميداني الأردني نابلس2 يجري العديد من العمليات 68 قتيلا ضحايا الفيضانات بأفغانستان "المدن والقرى" والمعهد العالمي للنمو الأخضر ينظمان ورشة عمل جنوب إفريقيا: ما يحدث في فلسطين فصل عنصري الاحتلال يرتكب مجازر في غزة تسفر عن 70 شهيدا و110 إصابات استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال شرقي القدس القوات المسلحة تنفذ 3 إنزالات جوية لمساعدات على جنوبي غزة السفارة الصينية في عمان تقييم ندوة الصداقة الصينية الأردنية الابتكار الرقمي في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات مسيرة من أجل التنمية المستدامة العربي الاسلامي يفتتح فرع الزرقاء في موقعه الجديد رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا شبابيا مؤسسات حقوقية تدين جريمة الاحتلال بتدمير عيادة على رؤوس النازحين كلية تراسانطة تقيم حفلها السنوي بعنوان " الحق يعلو " أورنج الأردن تطلق حلول الابتكار الأحدث لخدمة الفايبر
مقالات مختارة

القايش

{clean_title}
الأنباط -

في طفولتي كنت لیبرالیا، كنت أصعد إلى سطح منزلنا..وأنظر للسماء للحمامات التي تجوب المدى، أتمنى لو أني امتلكت أجنحتھا وحلقت مثلھا.. وكانت لیبرالیتي تطغى على كل شيء، وقد علمت أصدقاء السوء في الصف السادس، سرقة الدراق من سور الجیران.. اللیبرالیة لا ..تؤمن بالحواجز ولا بالأسوار، لھذا صعدت على كل أسوار الجیران وبعد أن كبرت قلیلاً، استھواني الیسار.. وكانت ملامح الیسار تتفتق عندي حین نصحني أستاذ التربیة الریاضیة، بعد أن تم ضمي لفریق المدرسة بالواسطة، نصحني تسدید الكرة بالقدم الیسار.. قال لي یجب أن تعود نفسك على ذلك، ونجحت بعد فترة.. وأحرزت ھدفاً بالیسار.. وفیما بعد صارت كل أھدافي یساریة، وصرت أمشي على یسار الشارع، وكرھت الصفحات التي تبدأ بھا الكتابة عبر الیمین... لكني بعد .وصولي الصف الثاني الإعدادي قررت تغییر المنھج صرت رادیكالیاً إسلامیاً، وأمضیت جل وقتي ما بعد المدرسة في المسجد فقد كنا نعقد حلقات لحفظ القرأن، وأتذكر أني تركت التدخین في تلك المرحلة كوني وصلت لقناعة بأنھ حرام، وتركت أیضاً.. سور مدرسة البنات وحرقت أشرطة عبدالحلیم حافظ كلھا، بما فیھا أغنیة (مداح القمر).. وحین كانت الأخبار تبث تقاریر عن الحرب في أفغانستان عرفت ھدفي.. وأتذكر أني صارحت أبي بوجوب الجھاد في أفغانستان، وكان الرد حاسماً وعنیفاً فقد أحضر القایش، وصرخ علي (أبو الكمالات).. كنت وقتھا مكملاً في الریاضیات، وأتذكر أنھ بعد .مطاردة عنیفة تم حشري في زاویة المنزل.. وتحدث القایش بما یجب ولا یجب في الصف الثالث الإعدادي تحرر فكري قلیلاً، وقلت الحل في القومیة.. فأصبحت قومیاً، وقرأت (میشیل عفلق) وطلبت من رفاق السوء أن ینادوني بلقب (أبو میشیل) تیمنا بالرفیق المؤسس، وأوغلت في الفكر القومي.. وكنت معجباً بالعراق، لكني لم أفاتح أبي وقتھا بضرورة القتال في الجبھة الجنوبیة – قاطع البصرة، لأن (قایش) أبي كان جاھزاً دوماً للجم طموحاتي... وأتذكر أني شاركت في العام (89 (بھبة نیسان، وكلفت بكتابة شعارات على حائط المدرسة، من قبل بعض الرفاق.. وتم اكتشافي على الفور كون كل الشعارات التي كتبتھا، كانت مؤیدة للنادي الفیصلي.. یبدو أن حماسي القومي جعلني أنحاز للفیصلي... المھم أن المدرسة والشرطة أبلغوا أبي بما فعلت، والقایش كان .جاھزاً دوماً فیما بعد.. بعد أن كبرت، عملت في وزارة التخطیط، وأصبحت (دیجتال) وذھبت لبریطانیا، وبعد فترة طلقت المشھد كاملاً.. لم یكن أبي ..(على قید الحیاة، فقد مات وبقي القایش، لكني شاھدتھ في الحلم.. یلاعب (القایش) على جسدي.. فتركت (الدیجتال أنا الآن على مشارف الكھولة، وبعد تجربة مریرة مع التیارات والأحزاب والأیدولوجیات، تبین لي أن الثابت الوحید.. الذي یستحق أن ..تنحاز لھ.. والذي یحمیك من عثرات الزمن، وكل الأفكار.. ھو القایش ..لھذا إذا كان لھذه الحكومة عنوان وھو اللیبرالیة، أنا أیضاً لي عنوان وھو القایش