ويجز رفض مشاركة عمرو دياب في إعلان بيبسي والد البلوغر هدير عبدالرازق يكشف السبب الحقيقي وراء فضيحة ابنته الشيف بوراك : لا أفهم لماذا كل هذا الحقد ! فليك في برشلونة.. والصفقة في ساعات الصفدي يلتقي وزير الخارجية الإسباني ماذا يُحدث فنجان القهوة بجسمك دقيقةً بدقيقة؟ كيف يمكننا تحقيق السعادة ؟ وفاة طفلة تركية بمسابقة مدرسية لتناول البرغر بسرعة يُحرم من سبيكة ذهب فاز بها لسبب غريب! واتساب يطرح ميزات جديدة طال انتظارها الإسراع في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد مؤشرات الأسهم الأميركية: انخفاض داو جونز 200 نقطة حملة أمنيّة بجبل اللويبدة وضبط 13 مشبوها بلجيكيا تتعهد بتزويد أوكرانيا ب 30 مقاتلة أف 16 عطاء لشراء 10ملايين كيس "بولي بروبلين" لتعبئة الخلطة العلفية تحولات العصر وتأثير الذكاء الاصطناعي على الأيدي العاملة السعايدة: نعمل على لقاءات مع شركاء داخليين وخارجيين لإنشاء استراتيجيات لـ محطات الشحن الكهربائية متسول آخر صرعة… “كليك ومحفظة” انتخابات الاردنية بين الرغائبية والنكائية والواقع العمل التطوعي ... الطريق نحو تحقيق الانسانية
مقالات مختارة

الأردن فوق منصة التتويج

{clean_title}
الأنباط -

كان الأردن حاضرا بأكمله؛ قيادة وشعبا وجغرافيا وتاريخا، فوق منصة التتويج في واشنطن، حيث تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني، أول من أمس، جائزة مؤسسة جون تمبلتون تقديرا للجهود التي بذلها جلالته لتحقيق الوئام بين الأديان، وحماية الحريات الدينية.
في الوقت الذي يزداد فيه العالم تطرفا وغلوا، وتشتعل الحروب الدينية والطائفية في المنطقة والعالم، وفي الوقت الذي تحاول فيه جماعات عديدة احتكار الحقيقة والتفسير الديني، يتم الالتفات إلى بلدنا كمكان مختلف في هذا العالم الصاخب، وتقديره والإشادة بحكمة الأردن والأردنيين، وعلى رأسهم جلالة الملك الذي عمل جاهدا منذ تسلمه العرش من أجل تحقيق الوئام بين المذاهب الإسلامية، وبين الإسلام وباقي الأديان.
كما لا يخفى العمل الدؤوب الذي قام به جلالة الملك على مدار الأعوام السابقة، في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وإفشال العديد من الخطط الإسرائيلية التي كانت تستهدف تلك المقدسات، لكي تظل القدس دائما مهوى أفئدة أتباع الديانات السماوية الثلاث، وتظل حرية العبادة متاحة للجميع في تلك الأماكن.
إن هذه الجائزة التي تعد الأرقى عالميا في المجال الإنساني والديني، تأخذ أهميتها، أيضا، من أنها ذات منطلقات فكرية، وهي بالتأكيد، تكريم للأردن وتاريخه وفكره الذي يرفض التشدد في التعامل مع الآخر، مهما كان ذلك الآخر، بل يتعامل بوسطية واعتدال مع الجميع، ويتقبل الاختلاف الديني والحضاري والفكري.
في كلمته خلال الحفل، استطاع جلالته أن ينقل للعالم كيف يفكر الأردني، خصوصا حين يقول إن "الإسلام الذي تعلمته ونشأت عليه في الأردن إسلام الإحسان والرحمة، لا انعدام العقل والقسوة"، وهو بذلك يعبّر عن فهم الإنسان العادي الطبيعي للإسلام الذي أنزله الله رحمة للناس، لا من أجل شقائهم مثلما تقترح جهات تريد أن يظل التفسير الديني حكرا عليها ومرتبطا بها، ولا تسمح لأي كان بالخروج عن نصها الذي تزعم أنه الإسلام الحقيقي.
وفي الكلمة، أيضا، لم ينس جلالته تذكير العالم بقضية القدس الشريف، وارتباط الأردنيين جميعهم بها، وواجبه الشخصي تجاهها من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، معززا هذا التذكير بالتبرع بقيمة الجائزة لدعم مشاريع ترميم المقدسات في القدس.
الأردنيون ومنذ عقود وحتى يومنا هذا يسجلون في صفحات تاريخهم أسمى رسائل الوئام والتسامح والسلام، فهم من احتضنوا في عرين الوطن الأشقاء العرب ممن تقطعت بهم سبل الاستقرار والأمن في أوطانهم. تقاسموا مع القادمين من حولنا حياتهم، رغم قساوتها، دون النظر إلى أصلهم وحسبهم ونسبهم وديانتهم، فالماء، والسكن والطعام للجميع دون تفرقة أو تمييز.
في هذا الحفل، كان الأردن حاضرا، بالفعل، فوق منصة التتويج، خصوصا أن الملك قبل الجائزة باسم جميع الأردنيين، وهم الذين منحوا للوسطية والاعتدال وتقبل الآخر معاني عميقة انعكست على سلوك المجتمع الذي ما يزال جلّه يرفض التطرف في الفكر والممارسة، ويرفض أن يتم وصم أي إنسان بأي صفة كانت لمجرد دينه أو طائفته.
هذا هو الأردن الذي يريده الملك ويفاخر به من على أهم منصات العالم، وهو الوطن الذي نريده نحن أيضا، حيث لا قيمة تعلو على الإنسان.