رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي وفدا شبابيا مؤسسات حقوقية تدين جريمة الاحتلال بتدمير عيادة على رؤوس النازحين كلية تراسانطة تقيم حفلها السنوي بعنوان " الحق يعلو " أورنج الأردن تطلق حلول الابتكار الأحدث لخدمة الفايبر انطلاق ورش العمل الخاصة بالطاقة المستدامة والعمل المناخي برعاية كريشان انطلاق التعداد السكاني الشامل لمدينة العقبة فصل التيار الكهربائي عن مناطق في بني كنانة غدا الأورومتوسطي يطالب بالضغط على إسرائيل لوقف جريمة التهجير القسري بحق الفلسطينيين هيئة تنظيم الطيران تشارك في اجتماع الطيران المدني لمنطقة الشرق الأوسط إدارة مكافحة المخدرات تُلقي القبض على 26 تاجراً ومروجاً للمخدرات خلال تعاملها مع تسع قضايا وحملات أمنيّة في مختلف محافظات المملكة وزارة الاستثمار: أبو ظبي التنموية ADQتؤسس الصندوق الاستثماري للبنية التحتية في الأردن وفد طلابي من نادي سيادة القانون في عمان الاهلية يزور مركز جمرك عمان الوطني لتطوير المناهج يشارك في المؤتمر الدولي الثالث لجائزة خليفة التربوية إخلاء عدة قرى في جزيرة مالوكو الإندونيسية جراء ثوران بركان شهداء وجرحى جراء قصف الاحتلال عدة مناطق في قطاع غزة المستشفى الميداني الأردني غزة /78 يجري عملية جراحية نوعية نادي الاتحاد يتصدر الأسبوع الأول لدوري المحترفات تخصيص 10600 تذكرة لمباراة الحسين اربد والفيصلي طقس دافئ في اغلب المناطق حتى الثلاثاء تحليل ميدانى يحمل صيغة !
مقالات مختارة

الموت بصمت ولا فساد بيننا

{clean_title}
الأنباط -

رغم الجراح الغائرة والنيران المتأججة في قلوب الأمهات والآباء الثكالى، ورغم الدموع التي تصارع فيضان الأودية السحيقة وأطنان الطميّ الذي طمر النفوس الزاكية، والحجارة السوداء المتدحرجة فوق الأجساد الغضة رغم الوجوه المشوهة والآيادي المحطمة، رغم الرعب الذي يقتل الفراشات البريئة والأزهار المتفتحة على وجوه الفتيان الملآى نفوسهم بالطمأنينة وقلوبهم السعيدة بتجربة المغامرة الغبية، رغم جهلهم عما جرى وعمن يتحمل المسؤولية وممن
سيطلبون حق أرواحهم عند الديّان الذي يموت، رغم هذا وأكثر لن نعترف بأننا نتحمل المسؤولية الأخلاقية والوظيفية والمهنية وضياع قطع الأكباد في ليل عنادنا وجُبننا وتراتبية مرجعياتنا التي يضيع بين طوابقها حق طفولتنا في البكاء، كل هذا يحدث في بلاد العرب.

في يوم 23 حزيران الماضي إنقطع الإتصال بفريق كرة قدم تايلندي مكون من 12 فتى تتراوح أعمارهم بين 11 الى 16 عاماً ومدربهم 25 عاماً حيث حوصر الفريق داخل كهف يقع ضمن مجمع كهوف» تام لوانج» وسط غابات من الأدغال الجبلية والأودية السحيقة، حيث أعاقت الفيضانات خروجهم منه، وبقي الفريق مقطوعاً عن العالم حتى الثالث من تموز حين تم اكتشاف مكانهم من قبل القوات الخاصة للبحرية التايلندية، كان الفتيان بلا ماء ولا طعام حتى إنقاذهم بعد ما يقرب من ثلاثة أسابيع، فيما كانوا يفتحون أفواههم لقطرات الماء المنسابة من شقوق سطح الكهف.

هناك لم يمنع أحد أحداً من الصراخ والإتهام والصلاة للسيد بوذا أن ينقذهم، كنت قد زرت المنطقة هناك قبل سنوات ورأيت على كل جبل تمثال ضخم لبوذا الذي يعبدونه، وحمّلت الأمهات الحكومة المسؤولية عن حياتهم رغم الجهود المبذولة، ولم يتنصل أحد من مسؤوليته، أعلن رئيس الحكومة حالة طوارىء لإنقاذهم، فكانت المهمة دولية حيث شارك في عمليات الإنقاذ فرق من الصين ولاوس وبريطانيا والولايات المتحدة، وقدم الملياردير الأميركي «اليون ماسك» المساعدة عن طريق شركته لأنفاق الأنابيب لتقديم خطة إدخال إنبوب من النايلون داخل الكهف المغمور بالمياه لصنع قلعة هوائية تحت الماء ليدخل الأطفال فيها.

اللافت في حادثة فريق الفتيان التايلندي الذي شغل الرأي العام العالمي غير العربي في تغطية أخبارهم والتعاطف مع أسرّ الضحايا، أن المدرب كان الأكثر مروءة وشهامة وبطولة أخلاقية ووظيفية، حيث رفض الخروج من الكهف إلا مع آخر طفل، وهذا ما حدث، ثم نسأل أنفسنا يا من لا نعرف سوى التلحف بالديباجة الرسمية وأن نرمي النتائج على القضاء والقدر ولا نقدم سوى الدعاء للأمهات المفجوعات والآباء اللوعى: أليس هناك في تاريخ بلادنا من يخرج يوماً ليقول أنا أتحمل المسؤولية وشرفي الوظيفي والشخصي وأخلاقي توجب علي أن أعترف وأقدم استقالتي؟

ما جرى لنا ليس سوى قصة قصيرة في كتاب ذكريات النكبات التي تشبه أفلام «الفريد هيتشكوك» غموض يلفه غموض، ثم لا تعرف من الجاني ومن الضحية، وهذا ما أوصلنا إلى التراخي واللامسؤولية وعدم المبالاة، والموت بصمت عبر شوارعنا وتحت جسورنا وفي برك مدارسنا وعلى أيدي زعراننا وداخل سجون فقرنا وحاجتنا، كل ذلك بصمت بهيم، فيما الفاسدون يعلنون عدم مسؤوليتهم عن غبائنا.

الرحمة لفلذات أكبادنا واالله القاضي بيننا.

Royal430@hotmail.com

الرأي